العمل: زيارات ميدانية لتفقد مواقع الإنتاج بأسيوط    فتح باب التقدم لجوائز جامعة القاهرة لأعضاء هيئة التدريس حتى نهاية يوليو المقبل    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد ونقل تبعية 3 جمعيات بالقاهرة والغربية    القباج: توزيع 100 طن لحوم على الأسر الأولى بالرعاية على مستوى المحافظات    رئيس جامعة بني سويف: بدء الدورة الثالثة للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية    رئيس مركز المناخ يحذر من التعرض لأشعة الشمس للحفاظ على السلامة الشخصية    محافظ كفر الشيخ يتابع جهود حملات إزالة الإشغالات بدسوق    المقاومة تقصف تمركزًا لجنود وآليات الاحتلال فى تل زعرب بقذائف الهاون    رئيس الهجر ة الدولية في السودان: ارتفاع كبير بأسعار المياه والوقود    سفير مصر الأسبق بإسرائيل: مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لغزة يضع كل طرف أمام مسئوليته    الأهلي يواجه الاتحاد السكندري في ثاني مباريات نهائي دوري سوبر السلة    بيدري: الإصابة أصبحت من الماضي.. ودي لا فوينتي شجعني في الأوقات الصعبة    فكري صالح: مصطفى شوبير حارس متميز وشخصيته في الملعب أقوى من والده    تشاهدون اليوم.. تونس فى ضيافة ناميبيا بتصفيات إفريقيا للمونديال وفرنسا تستعد لليورو بمواجهة كندا    إدريس : أتوقع أن نحقق من 7 إلى 11 ميدالية في أولمبياد باريس    عاجل.. إعلامي شهير يعلن أولى صفقات الأهلي الصيفية    رئيس منطقة الإسكندرية الأزهرية ووكيلها يهنئان أوائل الشهادة الإعدادية    ضبط 12000 علبة مستحضرات تجميل مجهولة المصدر في البحيرة    السكة الحديد تفتح باب حجز التذاكر على قطارات العيد الإضافية اليوم    تجديد حبس شقيقين قتلا جارهما بالسلام    تضمنت قائمة بأدلة الثبوت.. إرسال قضية سفاح التجمع إلى النائب العام    أجندة قصور الثقافة.. عروض لفرق الأقاليم المسرحية واحتفالات بيوم البيئة العالمي    في يومه العالمي.. كيف كان أرشيف الحضارة المصرية القديمة وأين يحفظ؟    صدمة لجمهور أفلام عيد الأضحى.. الأطفال لن تشاهد تلك الأفلام (التفاصيل كاملة)    عمرو محمود يس وياسمين عبدالعزيز في رمضان 2025 من جديد.. ماذا قدما سويا؟    فى ذكرى رحيله.. عبدالله محمود شارك عمالقة الفن خلال رحلة فنية قصيرة    وزارة الصحة: نستهدف رفع الوعي بالكشف المبكر عن الأورام السرطانية    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق (تفاصيل)    «معلومات الوزراء» يلقي الضوء على ماهية علم الجينوم وقيمته في المجالات البشرية المختلفة    أستاذ صحة عامة يوجه نصائح مهمة للحماية من التعرض لضربات الشمس    الصحة: الانتهاء من قوائم الانتظار لعمليات قسطرة القلب بمستشفى السويس العام    «البحرية البريطانية» تعلن وقوع حادث على بعد 70 ميلا جنوب غربي عدن اليمنية    مقررة أممية: إسرائيل استغلت قضية الأسرى لإضفاء شرعية على قتل الفلسطينيين    برقم الجلوس.. الموقع الرسمي لنتيجة الصف الثالث الإعدادى 2024 الترم الثاني للمحافظات (رابط مباشر)    «الداخلية»: ضبط 552 مخالفة عدم ارتداء الخوذة وسحب 1334 رخصة خلال 24 ساعة    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العجوزة    وزيرة البيئة: إطلاق مركز التميز الأفريقي للمرونة والتكيف بالقاهرة خلال 2024    عرض حلول تحديد الهوية بمؤتمر الأمن السيبراني .. تفاصيل    شركة فولفو تنقل إنتاج السيارات الكهربائية من الصين إلى بلجيكا    الشركة القابضة المصرية الكويتية تعلن عودة الغاز إلى مصانع الأسمدة التابعة    إلغاء الأدبي والعلمي.. تفاصيل نظام الثانوية الجديد وموعد تطبيقه    حنان ترك تتصدر التريند بسبب ابنتها.. ما القصة؟    «مع بدء طرح أفلام العيد».. 4 أفلام مهددة بالسحب من السينمات    عالم أزهري يوضح فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وكيفية اغتنامها    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    «الإفتاء» توضح أعمال يوم النحر للحاج وغير الحاج.. «حتى تكتمل الشعائر»    اليوم.. "إسكان الشيوخ" تعقد 7 اجتماعات بشأن مشروعات طرق    عدلي القيعي يكشف شعبية الأهلي في مصر ب إحصائية رقمية    الملامح النهائية للتشكيل الحكومي الجديد 2024    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    هذه الأبراج يُوصف رجالها بأنهم الأكثر نكدية: ابتعدي عنهم قدر الإمكان    من تعليق المعاهدات إلى حرب «البالونات» الأزمة الكورية تتخذ منعطفًا خطيرًا    أمير هشام: كولر يعطل صفقة يوسف أيمن رغم اتفاقه مع الأهلي ويتمسك بضم العسقلاني    ما أهم الأدعية عند الكعبة للحاج؟ عالم أزهري يجيب    النديم: 314 انتهاك في مايو بين تعذيب وإهمال طبي واخفاء قسري    ما هي أيام التشريق 2024.. وهل يجوز صيامها؟    انتصار ومحمد محمود يرقصان بحفل قومي حقوق الإنسان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإدارة.. تعيد الرياضة وأخواتها وتكشف المواهب ورعايتها!
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 08 - 2018

الرياضة وأخواتها الأنشطة التربوية.. غياب من المدرسة منذ نصف قرن على الأقل.. وهى خسارة فادحة هائلة تستنزف الوطن ويعانى منها الوطن.. اقتصاديًا واجتماعيًا وأمنيًا ورياضيًا!.
الرياضة التى أقصدها هى ممارسة أى نشاط بدنى.. لأجل لياقة بدنية ونفسية وصحية.. تنعكس على مجتمع وتؤثر إيجابيًا على الوطن!.
الوصول إلى هذا المفهوم.. يبدأ برد اعتبار الرياضة وأخواتها.. وأول خطوة.. المعرفة والاعتراف!.
نعرف أن الرياضة ليست «الكورة» والدورى والسبوبة التى تدور فيها مئات الملايين من الجنيهات!.
ونعترف بأن الرياضة نشاط بدنى حتمى لابد أن يؤديه الإنسان يوميًا.. ليجعله قادرًا على تأدية متطلبات الحياة.. والدستور ترجم ذلك بمادة.. تنص على أن ممارسة الرياضة حق لكل مواطن.. وإن كنت أراها حق وطن قبل المواطن!. حق وطن.. أن تكون أجياله قوية.. قادرة على الإنتاج وعلى حماية الوطن ورفع شأن الوطن.. ومتوازنة بدنيًا ونفسيًا.. لتصنع مجتمعًا متسامحًا متكافلاً متماسكًا مترابطًا متفاهمًا.. يستحيل النفاذ منه أو الالتفاف عليه.. لأنه تم تحصينه ضد الشائعات والأكاذيب والبذاءات والكراهية والفتن!.
إن عرفنا المعنى الحقيقى للرياضة وأنها وحدها التى تصنع التوازن البدنى والنفسى والصحى.. واعترفنا!.
اعترفنا.. بأننا حتى اليوم.. نظرتنا دونية للرياضة!. نعم نراها على أنها لعب يُلهى أولادنا عن الدراسة .. ونجهل أنها وحدها صانعة التوازن البدنى النفسى للإنسان!. أنها وحدها الوقاية الأفضل للإنسان من أمراض العصر.. الاكتئاب والإدمان والتطرف!.
اعترفنا بجهلنا.. أن الرياضة بمفهومها الحقيقى.. أهم مشروع استثمارى.. وهل هناك أهم وأعظم من استثمار الإنسان!.
اعترفنا.. بأن أى مشروع.. قوامه الأساسى الإنسان.. وأن الإنسان المتوازن.. هو القادر على الإنتاج والاندماج والتماسك والتآخى.. وأن هذا التوازن إنتاج حصرى للرياضة.. والمعنى.. أنه فى غياب ممارسة الرياضة.. الإصلاح والارتقاء.. صعب جدًا.. إن لم يكن مستحيلاً!.
هذا التوضيح يلزمنا لنعرف ونتعرف على المعنى الحقيقى للرياضة.. ونعترف بأنها النشاط الوحيد القادر على صناعة التوازن البدنى والنفسى والصحى للإنسان.. والإدراك بحتمية ترجمة مادة الدستور.. من كلمات على سطور تؤكد حق كل مواطن فى ممارسة الرياضة.. إلى واقع.. نرى فيه الحكومة توفر مساحات الأرض الخلاء فى كل محافظة.. لأجل أن يمارس كل طفل وشاب الرياضة!.
يوم تفعل الحكومة ذلك.. ويوم تعيد الحكومة الرياضة إلى المدرسة.. فهذا معناه أن الأغلبية الكاسحة من أطفالنا وشبابنا يمارسون الرياضة.. ومعناه أيضًا مردود هائل إيجابى على الوطن.. اقتصاديًا واجتماعيًا وصحيًا ونفسيًا.. وأيضًا!.
ممارسة الأغلبية للرياضة.. تكشف عن المواهب الرياضية الموجودة داخل هذه القاعدة العريضة.. وهنا تبدأ المنافسة أو ما نسميه قطاع البطولة.. وهو للمواهب المتميزة فى اللعبات المختلفة.. وكلما اتسعت قاعدة الممارسة.. ازدادت أعداد المواهب المكتشفة.. وكلما اكتشفنا المواهب فى سن مبكرة.. وفرنا لها أكبر رعاية فى أصغر عمر.. بما يضمن الوصول لأعلى مستوى فنيًا وبدنيًا!.
للأسف.. لا شىء من هذا عندنا.. عن إهمال نتيجة جهل.. أو عن عمد.. الله أعلم!. المهم أن ممارسة الأغلبية للرياضة غير موجودة من سنين طويلة.. وعليه الأجيال المتوازنة بدنيًا ونفسيًا وصحيًا معدومة.. والمواهب التى تصنع قاعدة البطولة.. خاضعة للمصادفة.. ونظرية «الصدفة» مستحيل أن تقدم خطًا بيانيًا ثابتًا للمستوى.. وهذا يفسر تذبذب مستوى منتخباتنا.. مرة فوق وعشرة تحت!.
وقد يقول قائل: ولماذا لم تسارع الدولة حاليًا فى إعادة الرياضة للمدرسة التى يوجد بها 22 مليون ولد وبنت؟.
الدولة تجاهد لأجل أن تعود المدرسة إلى نفسها.. مؤسسة تربوية تعليمية!.
كلنا يعلم وبعضنا ينكر.. أن التعليم.. مثل الصحة والإسكان والكهرباء والمواصلات والرى والزراعة والزيادة السكانية الرهيبة.. كلنا يعلم حجم أزماتنا المستحكمة المتراكمة من سنين طويلة طويلة..
كلنا يعلم وبعضنا ينكر.. أن أزمات سنوات.. حلها لن يكون بين يوم وليلة.. ومع هذا.. أزمة مثل الكهرباء.. انتهت فى لا وقت.. وهى التى كان متوقعًا أن تستمر طويلاً.. وانتهت!.
والتعليم.. أزمة مستحكمة ناجمة عن تراكم مشاكل سنوات متروكة بدون حلول إلى أن أصبحت بالغة الصعوبة والتعقيد.. وهذا ما جعل الدولة تخضع ملفها للبحث والدراسة لأكثر من سنتين.. من أجل الوصول إلى جذور كل مشكلة وليس أطرافها.. لأن الإصلاح الحقيقى للتعليم.. يتحقق باقتلاع المشكلات من جذورها وليس استئصال أطرافها الظاهرة لنا فوق سطح الأرض!.
الدولة من العام الدراسى الجديد.. بدأت المشوار الصعب.. الذى فيه ترفع شأن المُعلم أدبيًا وماديًا.. وترفع كفاءة المدرسة بزيادة أعدادها وخفض كثافة فصولها.. وتعيد صياغة المحتوى التعليمى.. من مناهج حفظ وتلقين.. إلى مناهج بحث ومعرفة!.
الدولة بدأت مشوار.. إعادة المدرسة إلى نفسها.. وعندما يحدث هذا وبإذن الله سيحدث.. وقتها تعود الرياضة إلى المدرسة.. مادة أساسية عملى ونظرى.. وكلتاهما مادة نجاح ورسوب.. وهى فكرة لى تدور فى ذهنى من زمن.. حولتها مع د.فاروق عبدالوهاب عميد كلية التربية الرياضية بالمنيا الأسبق إلى مشروع قابل للتطبيق لتكون الرياضة مادة أساسية وليست هامشية أو جانبية.. لأنها حق وطن فى أجيال قوية متوازنة.. وهذا المشروع يحقق أضعاف ما نفكر فيه أو نحلم به!.
فى انتظار عودة المدرسة إلى نفسها مؤسسة تربوية تعليمية.. وإلى أن يحدث هذا.. علينا أن نأخذ بمبدأ.. ما لا يؤخذ كله.. لا يترك كله!. أعنى.. أنه علينا أن نستفيد بما نقدر عليه من الرياضة!.
............................
الرئيس السيسى من أيام فى المؤتمر الوطنى السادس للشباب.. اقترح أن نذهب نحن للبحث عن المواهب.. لا أن ننتظر أن تأتى لنا المواهب لأنها لن تأتى ولن نراها لو جلسنا العمر ننتظر!.
الرئيس اقترح العودة إلى الكشافين.. لأجل اكتشاف المواهب فى القرى والنجوع والكفور.. دون تملل أو استهانة.. ودون أن ننسى للحظة.. أن آخر مواهبنا.. موهبة فرز أول.. أى من صنف نجوم الكرة الكبار فى العالم!. لا ننسى أن موهبتنا خرجت من قرية صغيرة.. تدور فى فلك مركز صغير.. مثله عشرات المراكز فى محافظة الغربية.. ولا دهشة ولا غرابة.. أن تقدم القرية الصغيرة.. محمد صلاح.. أحد أهم وأشهر نجوم الكرة فى العالم!.
دعوة الرئيس بالعودة إلى الكشافين.. اجتهاد لحل مشكلة.. هى أصلاً مشكلتان!.
الأولى.. تواضع قاعدة الممارسة للكرة.. أى الأعداد ضئيلة جدًا جدًا.. بالقياس لتعداد الأطفال والشباب.. والعدد قليل.. لأن ملاعب الممارسة قليلة.. والحل عند الحكومة التى عندها الأرض.. والأرض هى التى نقيم عليها.. ليس أقل من ألف ملعب خماسى فى المحافظات.. تكون إضافة للهيئات الموجودة فى القانون.. وتكون هيئات ممارسة فقط.. لإتاحة الفرصة أمام أى طفل.. أن يمارس الرياضة بدون أى قيود أو شروط.. وشرط أن تُدَار توفر هيئة الممارسة هذه بواسطة موظف من الجهة الإدارية.. وبذلك نضمن لهذه الهيئة الرياضية النفاذ بجلدها من المصير الذى أهلك مراكز الشباب.. بوجود مجالس إدارة لها!. الكيان الصغير.. جعلوا له مجلس إدارة.. يعنى انتخابات.. يعنى القبليات والعصبيات.. وليس الرياضة والشباب.. المهم نسفوا الفكرة التى من أجلها اخترع المرحوم جلال قريطم مراكز الشباب لتكون أهم كيان رياضى.. فى أصغر نسيج بالمجتمع.. بهدف الممارسة والممارسة فقط.. لأكبر عدد من أطفالنا.. واكتشاف المواهب الموجودة فى النسيج الأصغر للمجتمع!.
شىء من هذا لم يحدث والذى حدث.. أن أصغر كيان رياضى.. حولناه لأكبر بؤرة صراع فى الريف.. وما كان الهدف الأساسى منه توفير فرص الممارسة لكل من يريد ممارسة الرياضة.. أصبح كيانًا قبليًا مستقطبًا للعائلة الأقوى نفوذًا.. ولا ممارسة ولا يحزنون!.
المشكلة الأخطر.. أن المواهب التى نفذت بجلدها وظهرت بالمصادفة.. هذه المواهب.. لا تجد من يراها ويكتشفها لأجل الدفع بها إلى قطاع المنافسة والرعاية اللائقة لصناعة نجم فى اللعبات الجماعية أو بطل فى الفردية.. ومن هذا المنطلق.. أطلق الرئيس دعوته.. لأجل أن يذهب الكشافون إلى كل مكان.. فيه أطفال تلعب الكورة!.
يذهب الكشافون إلى هناك.. ربما يجدون بينهم موهبة أو أكثر.. إن لم تجد من يكتشفها ويلتقطها.. انتهت قبل أن تبدأ!.
............................
طيب.. رآها الكشاف.. رأى الموهبة وأصبح على يقين أنه اكتشف موهبة.. لكنه اكتشف أيضًا أن دوره انتهى بالعثور على الموهبة!.
نعم دور الكشاف انتهى بتقديم الموهبة لنا.. إلا أن!.
إذا كان اكتشاف الموهبة عملاً مهمًا.. وهو فعلاً مهم.. فالأهم رعاية هذه الموهبة.. إن كنا نريد صناعة كرة قدم بجد.. وتلك هى مشكلتنا التى بسببها لم تستفد الكرة المصرية من أغلب المواهب الكروية التى منحها الله لنا.. لأننا لم نوفر رعاية من الأصل.. أو أن الرعاية بدأت فى مرحلة سنية متأخرة.. بالإضافة إلى كونها «رعاية» يدوية.. أى اجتهادات محلية.. لا علاقة لها بمفهوم الرعاية العلمى المكتمل النواحى القادر على غرس وتنمية السمات النفسية المطلوبة فى نجم كرة عالمى.. غرسها وتنميتها فى الناشئ الموهوب الذى تتم رعايته فنيًا وبدنيًا ونفسيًا وسلوكيًا.. ولا صغيرة أو كبيرة إلا ويتعلمها لتصبح جزءًا من ثقافة الاحتراف المقبل عليه!.
الرعاية ليس كما نفهم ونفعل.. توقيع عقود وتوفير فلوس العقود فى مواعيدها.. وعلى سبيل الترضية.. المساعدة فى حل عقود إعلانية للاعب.. وخلاص!.
الرعاية عندنا.. اتجاه واحد كل بنوده تتكلم عن حقوق اللاعب.. فلوسه كذا ومكافآته كذا.. لكن ولا أى كذا عن واجباته.. خاصة أنه دخل باب الشهرة من وسع.. دون أن يتعلم حرفًا واحدًا عن سلوكيات وثقافة الاحتراف والشهرة والنجومية!. متى ينام و متى يستيقظ؟ وماذا يأكل.. والممنوع من أكله!. أحد لم يعلمه كيف يتعايش ويتعامل مع الشهرة!. أحد لم يعلمه كيف يتعلم مع الفلوس الكثيرة! أحد لم يعلمه.. أن المال والشهرة أكبر فتنة وأول فتنة.. وإن لم يتعلم.. ابتلعه الغرور.. وأعمى عينه وقلبه وأذنيه.. لضمان عدم وصول النصيحة إليه.. وعندما تنقشع الغمامة.. فإن أول ما يسمعه ويدركه ويفهمه.. قرار الاستغناء عنه بلا شروط.. والحداية لا ترمى كتاكيت.. كما يقول المثل.. والنادى مستحيل أن يفرط فى لاعب فيه رجا!.
عشرات المواهب الكروية الفذة ظهرت فى الكرة المصرية.. من أكمل منهم المشوار عدد قليل.. وهذا العدد القليل.. أكمل المشوار «بواحد على عشرة» من موهبته.. لأنه أحب السهر والفلتان أكثر من حبه للنظام والالتزام والتدريب!. قناعته أن موهبته تعفيه من أى التزام وتعينه على أى نظام.. ينام وش الفجر.. يأكل اللى نفسه فيه.. يشرب اللى يعمل له دماغ.. ولذلك كل من سافر للعب فى الخارج.. أغلبهم عاد على نفس الطائرة.. لم يتحمل متطلبات كرة القدم الحقيقية.. عاد فاشلاً مثلما سافر مستهترًا!.
وأعود إلى ما بدأت به الكلام.. إن كان اكتشاف الموهبة مهمًا.. فإن الرعاية هى الأهم.. فى مشوار صناعة نجوم عالمية المستوى!.
نحن لا يوجد عندنا مفهوم كامل لهذه الرعاية.. والموجود.. ما نراه فى قطاعات الناشئين بالأندية.. وأكبر ناديين مثال وأقصد الأهلى والزمالك.. والموجود بهما لا علاقة له بالرعاية من قريب أو بعيد.. كيف؟.
مسابقات الناشئين مفروض أنها قاعدة البطولة التى تغذى الفريق الأول فى كل ناد.. ومنها يتم اختيار منتخب مصر.. وعليه!.
يجب أن يكون كل ناشئ مُقَيَّدH فى فريق ناد.. يجب أن يكون قيمة مضافة.. يعنى موهبة تضيف وترفع من شأن اللعبة.. فهل هذا موجود؟.
طبعًا لا.. وأضرب مثالاً بأكبر ناديين.. الأهلى والزمالك.. وكلاهما عنده فرق ناشئين.. وكلاهما.. أى فريق لديه.. الموجود به من مواهب واحد أو اثنان فى الفريق وال23 ناشئًا الآخرون.. مكانهم الطبيعى اللعب فى الرياضة للجميع وليس فى مسابقة رسمية الهدف منها رفع مستوى الكرة بمصر!.
معنى الكلام.. أن النادى يهدر مالاً ووقتًا وجهدًا على 23 لاعبًا لن يصلوا الفريق.. وهم موجودون لتكملة شكل فريق لابد من وجوده ومشاركته فى المسابقات!.
هذه واحدة والثانية.. غياب المفهوم الحقيقى للرعاية فى قطاعات الناشئين.. لا أحد يُعَلِم الصغار ثقافة وسلوكيات البطولة.. النظام والالتزام فى الملعب وخارج الملعب.. يُعَرِف الصغير أن مشوار البطولة.. مهارات ولياقة وتغذية ونوم وسلوكيات!.
الكل يعرف أن ثقافة البطولة لا وجود لها فى قطاعات الناشئين!. والكل مصمم على الفريق الذى لن يكمل المشوار منه إلا لاعب أو اثنان.. لكن لا يهم.. لأن الأهم وجود الفريق.. وفى وجوده لابد من وجود مدير فنى ومساعد مدير فنى ومدرب ومساعد له ومدير إدارى ونائبه وطاقم إداريين.. وخلاصة القول.. الفريق الذى يعلم الجميع أن 24 أو 23 ناشئًا منه لن يكملوا مشوار الكرة ولن يفيدوا النادى أو الكرة المصرية.. ومع ذلك هم موجودون.. لأجل أن يتواجد جيش المستفيدين!.
طيب.. تعالوا نجعل جيش المستفيدين.. يستفيدون ويفيدون!. «إزاى»؟.
بالإدارة ولا شىء إلا الإدارة!. كل ناد يقوم بتكوين فريق كشافين.. مهمتهم.. متابعة أى بقعة أرض يلعب عليها أطفال الكورة!.
أى موهبة.. فورًا تنضم للنادى فى مرحلتها السنية!. معنى الكلام.. أن الفريق المقيد به 25 ناشئًا أصبحوا كلهم مواهب.. لأننا استعنا بالكشافين.. وفتحنا القوائم المغلقة فى الأندية.. أمام المواهب الموجودة فى محافظات مصر.. ويوم نفعل ذلك.. وبإمكاننا أن نفعله من اليوم.. نفعلها وننقل الكرة المصرية من حال إلى حال!.
هذا حل عاجل.. يمكن تطبيقه من اللحظة.. لتحظى المواهب بالرعاية.. فى مرحلة مبكرة وبأندية كبيرة!
الحل الجذرى الدائم لمنظومة الرعاية الكروية.. الأسبوع المقبل بمشيئة الله.

لمزيد من مقالات إبراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.