وصلت العلاقات الثنائية بين مصر العروبة والإمارات الى مستويات رفيعة وتعزز التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وهاهي زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد جاءت لتؤكد عمق العلاقات الإماراتية المصرية وآفاقها الواعدة. كما أن متابعته وتواصله المستمر وحرصه على زيارة مصر تمنح الزيارة الفرصة لمناقشة القضايا المشتركة، ومجالات متقدمة وأكثر أهمية للتعاون مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي, وتتضمن التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية والطاقة وتداعيات تغير المناخ والأمن والاستقرار في المنطقة. كون الإمارات تصدرت قائمة أكبر الدول المستوردة من مصر خلال عام 7102، حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى السوق الإماراتية 5٫2 مليار دولار. وأن حجم التبادل التجاري بين مصر والإمارات ارتفع خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بنسبة 02%. كما احتلت الإمارات المرتبة الأولى كأكبر الدول المستثمرة في مصر بإجمالي استثمارات قيمتها 2٫6 مليار دولار. إن الامارات تدعم مصر سياسيا واقتصاديا وأمنيا حتى تحقق أرض الكنانة أهدافها وازدهارها خصوصا إن زيارات الشيخ محمد بن زايد للقاهرة تناقش قضايا حيوية في لقاءاته مع المسئولين في مصر، وتنطوي هذه المرة على خصوصية كبيرة، لأنها تأتي في سياق تقوم فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بتحركات مهمة في منطقة شرق إفريقيا لتعزيز التعاون الإقليمي وزيادة فرص التنمية. وحققت الإمارات نجاحا لافتا في طي الصفحة القاتمة بين إثيوبيا وإريتريا أخيرا، واستضافت زعيمي البلدين، آبي أحمد وأسياس أفورقي، في أبو ظبي الشهر الماضي، ورعت اتفاقهما لتطوير العلاقات المشتركة، وامتد الدور الإماراتي من القرن الإفريقي إلى وسط وغرب أفريقيا، للبحث عن فرص جادة للسلام والتعاون، ومكافحة الإرهاب وسد المنافذ على داعميه. جاءت الزيارة في وقت مهم للغاية حيث إن المرحلة ترتبط بتطورات متسارعة على الساحة الإقليمية، على رأسها الأزمة اليمنية، وتهديدات المتمردين الحوثيين للملاحة في عرض البحر الأحمر. ومصر في قلب هذه التطورات وركن أساس فيها. إن هناك تكاملا متصاعدا في الأدوار بين مصر والإمارات والسعودية، مما يعزز التحالف بينهم، وتمتلك الدول الثلاث مقومات ومزايا نسبية وفائض قوة معنوية ومادية، في القضايا التي تهم مصالحهم المشتركة. إن الإمارات لها نفوذ قوي في أفريقيا يمكن أن يساعد في حل جزء من اهتمامات مصر في القارة، والقاهرة يمكنها أن تلعب دورا إيجابيا أكبر في حل الأزمة اليمنية بالضغط أو اللين مع بعض أطرافها، والسعودية لها شبكة واسعة من العلاقات الإقليمية والدولية، وكلها تصب في صالح الدول الثلاث التي تسعى نحو توثيق تحالفها عبر شبكة متينة من المصالح الإستراتيجية، يمكن توظيفها لمواجهة التحديات الراهنة.الامارات مستمرة في دعم جمهورية مصر رغم كل الصعوبات والتحديات فقوة مصر هي قوة العرب كافة. لمزيد من مقالات ◀ مهرة سعيد المهيرى