سادت حالة من الجدل بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعد انتشار ما عُرف باسم «تحدى كيكي» أو «كيكى شالنج»، الذى تفاعل معه الكثيرون فى جميع أنحاء العالم، وراحوا ينشرون عدداً كبيراً من مقاطع الفيديو فى أثناء تأديتهم لهذا التحدي. الذى تدور فكرته حول النزول من السيارة فى أثناء سيرها وترك الباب مفتوحا والرقص فى الطريق العام على أنغام أغنية حديثة أصدرها النجم الكندى ديرك، الأمر الذى يدفع هؤلاء الشباب المستهترين للمخاطرة بأنفسهم وأرواح الآخرين للاستعراض على مواقع التواصل الاجتماعى بطريقة سخيفة مبتذلة وتعريض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، والإخلال بالآداب العامة دون أدنى شعور بالمسئولية للترويج لممارسات لا تتوافق مطلقا مع قيم وتقاليد المجتمع المصرى وذلك على خلفية الفيديوهات التى انتشرت أخيرا لفنانات ورياضيين ووجوه عامة مشهورة فى أثناء قيامهم بتقليد «رقصة كيكي».الأمر الذى أدى لمطالبة وزارة الداخلية بسرعة التدخل للحد من مهزلة تَعمُد تعطيل المرور، وتعريض الطريق للخطر، واستخدام التليفون المحمول فى أثناء القيادة، وكلها مخالفات يعاقب عليها قانون المرور؛ لأنه من غير المقبول السكوت على تلك الممارسات والظواهر لمشاهير من المفترض أنهم قدوة لجيل كامل من الشباب ،يأتى السؤال الأهم أيهما أحق بالثناء والمديح والانتشار عبر جميع وسائل السوشيال ميديا أولئك الذين يقلدون أسوأ عادات الغرب أم شبابنا المكافح الذى أبهرنا أخيرا فى عدة مجالات أظن أن المساحة هنا لاتسع الكثير من الأمثلة لكن سأكتفى بلفت الانتباه لمحمود محمد صبحى بديوي، الطالب الحاصل على المركز الرابع مكرر أدبى فى الثانوية العامة هذا العام أظن أنه أحد أهم الشباب المصرى الواعد الذى أسعدنا به ومعه أخيرا حيث جسَّد قدوة لأبناء قريته «النطاف»، بمركز كفر الشيخ أظن أنه يستحق أن يكون نمذجاً يُحتذى به فحديثه عبر شاشات التليفزيون عقب إعلان النتيجة عن سهولة الثانوية العامة وهذا رأيه، وأن أصعب ما فيها، الاستيقاظ مبكراً والذهاب للمدرسة حيث كانت مديرة المدرسة تحرجه وتطرده ليس فقط لتأخّره ولكن أيضا لارتدائه «الشبشب» ولعدم ارتدائه الزى المدرسى؛ لأنها ببساطة شديدة لم تكن لديها القدرة على تَفهُم ظروفه المادية الصعبة التى تمر بها أسرته البسيطة لكنه اجتهد وثابر وانتصر على الفقر والقهر وحقق حلمه وحلم والدته بائعة الأنابيب ليكون بعيداً كل البعد عن الرسوب والفشل وليشار إليه مستقبلاً بالبنان؛ لأنه يستحق كل التقدير والاحترام. بالتأكيد لا يوجد وجه للمقارنة بين هذا الشاب الطموح وغيره الكثير هنا فى بر مصر وبين حفنة من الذين لا تشغلهم هموم الشارع المصرى بقدر مايشغله الرقص والتقليد الأعمى لأسوأ ممارسات الغرب من هنا وبعيدا عن فرض مخالفات وغرامات لشباب مستهتر يستحق العقاب والردع الفورى من الجهات المعنية بوزارة الداخلية والقضاء أظن أنه يتحتم علينا اليوم أن نبادر بالتوسع فى نشر العديد من الإيجابيات فى شتى المجالات وهذا دور الإعلام الوطنى كى نتباهى جميعاً ونفتخر بنماذج فى عمر الزهور لايشغلها الانحدار إلى تقليد مساويء الآخرين. نماذج تعرف معنى تحقيق الهدف معنى قهر جميع الصعوبات والمعوقات التى من شأنها الإطاحة والنيل من التقدم الذى نسعى إليه جميعاً كل فى مجاله مادام لايخل أحدنا بقواعد الأداب العامة وقوانين الدولة التى لاتسمح بالفساد بممارسة الفحش والجرم البين جهاراً نهاراً بلا رادع ولا وازع أخلاقى وإنساني. لمزيد من مقالات هالة برعى