أقام نادى القصة ندوة لمناقشة المجموعة القصصية «صورة ضاحكة وسطر كلام» للأديب الراحل سيد خليل المراغى والصادرة عن الهيئة العامة للكتاب، شارك فيها كل من د. محمد سليم شوشة الأستاذ المساعد بكلية دار العلوم جامعة الفيوم والناقدة د. زينب العسال، وأدارها الكاتب حسن الجوخ الذى استهل الحديث بقوله إنه يشعر بأن روح المراغى حاضرة ولم ترحل عن دنيانا، حيث تجلت فى كتاباته ثم تجسدت لحمًا ودمًا وروحًا فى أبنائه - الذين حرصوا على حضور الندوة- مؤكدًا أن ما يعبر عن جدية الكاتب الراحل واحترام ومحبة الناس له ذلك الحضور الكبير الذى شهدته الندوة. وقدم د. شوشة تحليلًا نقديًا للمجموعة، وضع يده فيه على بعض السمات الخاصة لسيد المراغى التى منحته تميزًا وتفردًا عن غيره من الكُتَّاب، ومنها توظيف المفارقة دون أى افتعال وهو أمر صعب ونادر الحدوث أدبيًا، مما أظهر أنه كاتب يمتلك رؤية خاصة جدًا تجاه الحياة التى يتناولها فى أعماله، وأضاف: تميزت كتاباته بالتنوع سواء فى الشخصيات أو الأماكن، ومن أبرز سماتها الحيوية وأنها تبدو دائما نابضة، وهو ما يجعلها مشوقة ويدفعك لقراءتها أكثر من مرة. ولمست الكاتبة زينب العسال مشاعر الحضور عندما وجهت الشكر لسيد المراغى على ما تركه لهم، مما يحبونه من مجموعات قصصية وروايات منتظر صدورها، وأبناء اعتبرتهم مشروعه الإبداعى الحقيقي، وأضافت: ذلك المشروع الذى يمثل ثمرة كفاحه وبصمته الخاصة على الأرض، حيث يعلمنا من خلاله كيف يمكن أن يحافظ الإنسان على إنسانيته، وكيف أن قصصه يمكن بذلك أن تعيش طويلا. اختتم نجله جمال المراغى المناقشة فتحدث عن والده الذى لم يكن له صومعة خاصة ينفرد بها ليكتب، بل كان يمارس الكتابة فى أى وقت، فلم يكن ينفصل عن أسرته بل يكتب وهو يجلس بينهم ويتحدث معهم، وكذلك كان يكتب وهو فى وسائل المواصلات، وقال إنه فى قصصه أرَّخ للفترات التى تناولها وذلك عبر أفراد الشعب البسطاء. وقد رحل سيد خليل المراغى عن عالمنا منذ نحو ثلاث سنوات، وكان أحد كتاب القصة المتميزين الذين أبدعوا فى هدوء ورحلوا فى صمت، وقد نشر قصصه فى العديد من الصحف والمجلات، وأصدر ست مجموعات قصصية، منها «سعد وعزيزة والحب « عن هيئة الكتاب عام 2008، كما صدرت له مجموعة أخرى بعنوان «تقاسيم على إيقاع الزمن» فى العام التالى عن اتحاد الكتاب، وكتب عدة مسلسلات لم يقدر لها الظهور على شاشة التليفزيون، وقد صدرت المجموعة القصصية «صورة ضاحكة وسطر كلام» بعد رحيله، وله مجموعتان أخريان قيد النشر، بالإضافة إلى شذرات روائية، كما ستصدر قريبًا أعماله الكاملة فى كتاب واحد.