أحمد عبدالفتاح: يوضح الدكتور محمد عبد الحليم العدوي أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة الأزهر بأن حكيم بن حزام هو ابن خويلد بن أسد القرشي أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه, وغزي حنين والطائف وكان من أشراف قريش وعقلائها ونبلائها, وعمته السيدة خديجة رضي الله عنهما وابن عمه الزبير ابن العوام روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وروي عنه أبناه هشام وحزام, ثم عبد الله ابن الحارس وسعيد بن المسيب, وعروة وموسي بن طلحة وآخرون. كان رضي الله عنه عليم بعلم النسب فقيه النفس كبير الشأن يبلغ عدد سنده في الحديث40 حديثا له في الصحيحين أربعة أحاديث متفق عليها. قال البخاري رحمه الله في تاريخه بأنه كان من المؤلفة قلوبهم, وقد أعطاه الرسول صلي الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة بعير فعن الزهري عن سعيد عن عروة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أعطي حكيم يوم حنين فاستقلهأي أستقل عدده فزاد فقال يا رسول الله أي عطيتك خيرا قال الأولي: فقال يا حكيم أن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس وحسن أكله بارك له فيه ومن أخذه باستشراف نفس وسوءأكله لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع قال ومنك يارسول الله قال: ومني قال فوالذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيء قال: فلم يقبل ديوانامالا من بيت المال ولا عطاءا حتي مات فكان عمر رضي الله عنه كان يقول اللهم أني اشهدك علي حكيم اني أدعوه لحقه وهو يأبي فمات وانه لمن أكثر قريش مالا. وكان ذلك سنة54 هجريا وقيل أن أهله دخلوا عليه عند الموت فإذا هو يقول لا اله الا الله قد كنت أخشاك وأنا اليوم أرجوكفرضي الله عنه وأرضاه. ..وأبو موسي الأشعري يوضح الدكتور محمد عبد العليم العدوي استاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر بأن الأمام الكبير أبو موسي الأشعري هو صاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو الأشعري التميمي الفقيه المقرأ عبد الله بن قيس, رزقه الله صوتا حسنا عند ترتيل القرآن الكريم فأثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما سمعه يقرأ القرآن فقال لقد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داوود لحسن صوته, وأسلم رضي الله عنه في مكة وهاجر الي الحبشة ثم هاجر الي المدينة بصحبة جعفرابن ابي طالب وأصحابه فهو صاحب الهجرتين. روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وروي عنه جمعا كثير وله في المسند ثلاث مائة وستون حديثا وله في الصحيحين تسعة وأربعون حديثا وقد أثني عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي قومه فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يقدم عليكم غدا قوما أرق قلوبا للإسلام منكم فقدم الأشعريون فلما دنوا جعلوا يرتجزون:غدا نلقي الأحبة محمدا وحزبه فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا أول من أحدث المصافحة في الإسلام وقد مدحهم رسول الله صلي الله عليه وسلم لتراحمهم وتعاطفهم وتآلفهم حيث قال صلي الله عليه وسلم إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزوا أو قل طعام عيالهم جمعوا ما عندهم بالسوية ثم اقتسموه فيما بينهم فأنا منهم وهم مني فلما نزلت الآية الكريمة فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه سورة المائدة الآية57 قال صلي الله عليه وسلم هم قومك يا أبي موسي. وقد دعا له صلي الله عليه وسلم فقال اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما, ولقد بعثه صلي الله عليه وسلم إلي اليمن مع معاذ بن جبل رضي الله عنهما وقال لهما يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا ولقد ولاه أمير المؤمنين رضي الله عنه قضاء البصرة وأرسل اليه رسالته الخالدة في القضاء والتي تعتبر درة في صفحة القضاء وعزة في جبين الدولة الإسلامية التي ظللتها راية العدل. .. ومعاذ بن جبل يشير الدكتور محمد عبد العليم العدوي أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر بأن سيدنا معاذ بن جبل كنيته أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري شهد بدر وشهد بيعة العقبة الثانية وهو شابا أمردا جميلا أبن عشرين عام. روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عدة آحاديث وروي عنه جمعا من الصحابة منهم بن عمر وابن عباس وجابر وأنس وابو أمامة وأبو ثعلبة الخشني وأبو مسلم الخولاني وآخرون فهو ثقة عدل وأمه هي هند بنت سهل من بني رفاعة ثم من جهينة وقد أسلم وله ثماني عشرة عام, شهد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم بدرا والمشاهد كلها, جمله الله بحسن الخلق وكريم الخلق وهو ممن جمع القرآن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم, وكان أعلم الصحابة بالحلال والحرام وكان يقرأ أهل مكة بعد الفتح ويفقهم في الدين وقد بعثه صلي الله عليه وسلم داعية الي اليمن في العام التاسع من الهجرة بصحبة ابي موسي الأشعري رضي الله عنه وخرج عليه الصلاة والسلام يودعه ماشي وهو راكب وقد دعا له صلي الله عليه وسلم حين ودعه قائلا:حفظك الله من بين يديك ومن خلفك ودرأء عنك شر الأنس والجن وكان من وصاياه له ولأبي موسي قوله صلي الله عليه وسلم: يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا, ومما رويا عنه قال:لقيني النبي صلي الله عليه وسلم فقال يا معاذ إني لأحبك في الله قلت وأنا والله يا رسول الله أحبك في الله قال أفلا أعلمك كلمات تقولهن دبر كل صلاةربي أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك مات رضي الله عنه سنة ثماني عشرة وله أربع وثلاثون سنة وذلك في طاعون عواس بالأردن رضي الله عنه وأرضاه.