* رئيس الحي : إخلاء 38 شقة من الذين قاموا ببيعها أو تأجيرها بالمخالفة للقانون * إقامة مصانع ملابس وسبح يدوية وسجاد حرير داخل بدرومات العمارات وبدء الإنتاج منتصف يوليو الحالي لتشغيل 1400 سيدة * إعفاء المرأة المعيلة والأرملة والمطلقة من إيجار السكن * تسليم الزى والحقائب والأدوات المكتبية لطلاب المدارس بالمجان ظلت الأسمرات، وستبقي نموذجا نفخر به جميعا لتطوير حياة ساكني المناطق العشوائية الخطرة التي تتم إزالتها ونقل سكانها الي مناطق حضارية مجهزة بكل المرافق والخدمات ووسائل النقل والرفاهة، وهي بحق نموذج واقعي للمجتمع الجديد الذي يعد دليلا قاطعا علي مدي نجاح منظومة تطوير العشوائيات والتي تهدف لبناء الإنسان قبل المكان وتتصدي بكل حزم لاي محاوله لخرق أسس ومبادئ هذه المنظومة الراقية سواء بالتخريب بأي صورة من الصور أو التلاعب بمصالح ومقدرات تلك الفئة التي تستهدفها والتي كانت تعد من معدومي الدخل.. بينما الآن يتغير ويرقي لمستوي طبقة العمال المنتجين، هذا ما رصد ته كاميرا «تحقيقات الأهرام» بزيارة حي الأسمرات والذي يضم أكثر من 10 آلاف أسرة من مناطق عشوائية انتقلوا لحياة جديدة تتوافر لهم الآن مساكن راقية. التقينا في الجولة المهندس حسن الغندور، رئيس حي الأسمرات، فقال إن إدارة المدينة لا تقبل أي محاولة من شأنها تغيير أي ملمح من ملامح المنظومة التي نطبقها بالأسمرات، وما تم ترديده عن وجود مشكلة بالإيجارات فسببها تقاعس نحو200 أسرة عن دفع الإيجار ومراوغتهم في دفع المتأخرات ورفضهم الدفع من الأساس، وبالتقصي حول تلك الأسر للوقوف علي حقيقة أوضاعهم المادية والاجتماعية، اكتشفنا أن كثيرا منهم قام بتأجير وحداتهم «من الباطن» أو بيعها بالمخالفة للقانون والعقد المبرم معهم، ولذلك لم يكن أمامنا سوي سحب هذه الوحدات منهم، لأن تأجيرهم لها يعني أنهم ليسوا في احتياج لها، ومنهم سيدة أجرت شقتها بالمخالفة الصريحة للقانون، رغم أن أبناءها الخمسة لديهم شقق بجوار شقتها ..وتخرج هي وأبناؤها وأحفادها وتحرض جيرانها للوقوف والتجمهر والاعتراض وإعلان الامتناع عن دفع الإيجار ويهتفون بمن فيهم الأطفال : «مش هندفع .. مش هندفع». واستطرد : إلا أن هذه «الشوشرة الكاذبة» لن تخيفنا أو تثنينا عن تطبيق القانون وإعطاء كل صاحب حق حقه كما ينبغي، وعلي سبيل المثال هناك جمعية أهلية تدفع الإيجار نيابة عن السيدات الأرامل والمطلقات ويتم إعفاؤهن من دفع قيمة الإيجار، فحالات السكان يتم التعامل معها بعد دراسة حالتها الاجتماعية والاقتصادية، ولذلك نحن متأكدون من موقفنا تجاه الذين تجمهروا وامتنعوا عن الايجار، وقمنا بإخلاء 38 شقة من الذين قاموا ببيعها أو تأجيرها، وذلك حفاظا علي سير منظومة العمل في المدينة والتي لا نقبل المساس بها ، فالأسمرات في أبهي صورها، كل يوم تشهد الجديد ولا ندع فرصة لأي تخريب أو اتلاف لمبانيها أو طرقاتها ومنشآتها. .وهو الحي الوحيد الذي لم يدخله توك توك منعا لتسلل العشوائية، حيث وفرنا للسكان كل وسائل المواصلات وسبل العيش بفرص عمل حقيقية، وتمكنا من إقامة مصانع ملابس وسبح يدوية وسجاد حرير داخل بدرومات العمارات، وجميعها ستبدأ الإنتاج منتصف يوليو الحالي، ونقوم الآن بالتجهيزات اللازمة لرفع كفاءتها الانتاجية من خلال تشغيل 1400 سيدة تم تدريبهن مقابل راتب في أول شهرين تدريب قيمته 1200 جنيه وسيتم زيادته ل 1400 جنيه من بداية الإنتاج، بمواعيد عمل تبدأ من الساعة 9 صباحا إلي 3 مساء يتوسطها ساعة راحة، وتيسيرا علي السيدات العاملات بهذه المصانع وجميعهن من سكان الحي، قمنا بتجهيز 6 حضانات ستفتح مع أول يوم افتتاح هذه المصانع بحيث تستقبل الاطفال في سن الرضاعة، وذلك لكي تعمل السيدة دون أن يشغلها كيفية رعاية طفلها خلال فترة عملها بالمصنع وسيتولي صاحب المصنع دفع قيمة الرعاية للحضانة، وبالاضافة لذلك ولإيجاد دخل شهري ثابت ومورد عمل للأسروللحفاظ علي نظافة المدينة بكل أرجائها قمنا بتشغيل ما يزيد علي 42 سيدة لنظافة الشوارع، مرتين يوميا مقابل راتب شهري 1500 جنيه شهريا بمواعيد عمل من الساعة 8 الي 10 صباحا، ومن 5 إلي 7 مساء. حياة جديدة وداخل مصنع ملابس في بدروم احدي العمارات تابعنا عمل وتدريب مجموعة من السيدات من سكان الاسمرات علي الحياكة والتفصيل والتقينا ب«أسماء سمير» وهي شابة 27 عاما وحاصلة علي دبلوم تجارة ومتزوجة من احمد الذي يعمل بائع اكسسوارات متجولا بالموسكي، ولديهما ثلاثة اطفال، وانتقلت من الدويقة الي الاسمرات، وعن هذه الخطوة في حياتها، قالت في زهو وفخر إنها واسرتها في منتهي السعادة بمعيشتهم الجديدة في الاسمرات والتي تختلف كليا عنها في الدويقة، حيث كنا نخاف من مجرد الخروج إلى الشارع بسبب العقارب والثعابين وحشرات قاتلة أخري، فكنا لا ننام إلا بعد أن «نتشهد» علي أرواحنا إذا ما لدغتنا واحدة منها، أما مدينة الأسمرات فليس هناك أدني مقارنة مع الدويقة من حيث نظافة المنطقة أو الأمان الذي تتمتع به أو رقي المسكن الذي نقطنه، هذا إلي جانب توافر كل الخدمات من مستشفي ومدارس ونواد وملاعب رياضية وكذلك منافذ بيع المنتجات والسلع والمخابز، هذا كله بجانب توفر فرصة عمل لي تزيد من دخل أسرتي دون أن تعوق دوري كأم في رعاية أطفالي الثلاثة، وهم في أعمار متفاوتة تبدأ بزياد (9 سنوات) ثم جنى (6 سنوات) وحنين (سنتان)، حيث يذهب زياد للنادي وجنى وحنين في الحضانة في فترة عملي من 9 صباحا الي 3 عصرا بالتدريب علي الحياكة، والتي أتقنتها بالكامل وبدأت أخيرا في التدريب علي التفصيل. وبعد خروجنا من العمارة توجهنا إلي واحدة من المدارس الابتدائية بالمدينة، والتقينا حسن سيد محمد مدير المدرسة الذي ذكر لنا انه من القاطنين أيضا بالمدينة مع أشقائه الخمسة، بعد أن انتقلوا من منزلهم بمنشية ناصر الي الاسمرات، وبعدها نقل الي العمل للمدرسة بالمدينة بناء علي طلبه، حيث يري أن الوضع بالاسمرات مختلف تماما عن منشية ناصر، حتي في مبني المدرسة، بالاضافة الي رقي مستوي التعليم، وثقافة واسلوب تعامل الطلاب يختلف تماما عن المنشية، وذلك نتيجة تدريبهم وأمهاتهم من خلال دورات متخصصة تتولي عقدها الجمعيات الاهلية لزيادة الوعي والمدارك لدي الاسر بالحي، هذا بجانب تحفيز الاهالي علي تعليم ابنائهم باساليب عدة أهمها توفير الزي المدرسي والحقائب والادوات المدرسية بالمجان لهم، فطبيعة الحياة بحي الاسمرات متميزة حتي في شوارعها، فالمنشية لم يكن فيها مستشفي ، بينما في الاسمرات كل الإمكانات موجودة لدينا، وإضافة لذلك يختلف المسكن في مستواه ورقيه وفي تهويته وإطلالته الرائعة، وكذلك الخدمات والمواصلات والمرافق في الحي الجديد عن القديم العشوائي في كل أحواله. مذاق آخر وفى أثناء خروجنا من المدرسة وامام المخبز التقينا ب«محمد احمد محمد عمر» وهو محام يعمل في مكتب محاماة بمدينة نصر، ويتمني ان يكون في الاسمرات مكاتب ادارية ليحصل علي واحد منها يعمل به ويخدم المواطنين من خلاله، حيث يري ان الحياة في الأسمرات لها مذاق آخر عما كان يشعر به في مسكنه القديم بمنشية ناصر، والذي انتقل منه هو وأشقاؤه للأسمرات حيث تتوافر فيها خدمات كثيرة ومتنوعة ومنها وسائل مواصلات بالحي الجديد لم يعهدوها من قبل بالمنشية ، فنحن سكان العشوائيات كان من الصعب علينا تخيل مقدرة الدولة علي تغيير هذا الواقع الاليم بالمناطق العشوائية بهذه السرعة، ولم نتخيل ان يتحقق في هذه الفترة الوجيزة بعد معاناة عشناها علي مدي عهود مختلفة لعشرات السنين، وفي مقابل إيجار زهيد مقارنة بالأسعار المشتعلة حاليا.