بموضوعية شديدة فإن ما لحق بنا من إخفاق أدى إلى إحباط تلاه هجوم شديد على المنتخب إدارة ولاعبين وبعض الزائرين, ليس إلا استمرارا لمسلسل ممل نشارك فيه على مر عقود، بعيد كل البعد عن الأخذ بأسباب أى نجاح والتى يأتى على رأسها العلم لعلاج نواقصنا للوصول إلى أفضل النتائج فى ظل تلك النواقص بعيدا عن الوهم الزائف بإمكانية تحقيق المعجزات متكئين على روح وطنية قتالية ومهارة لاعبين فطرية ومساندة ملايين مصرية قد ترجح كفتنا فى بعض الأوقات، ولكنها بالتأكيد لم ولن تسعفنا فى أغلب الأوقات. من منا لم يشاهد الفوارق فى التكوين البدنى واللياقة وقدرة التحمل العصبى والثبات الانفعالى والالتزام التكتيكى والجماعية بين لاعبينا ولاعبى الفريق الروسي؟ إنها فوارق شاسعة فى الاختيار العلمى لللاعبين منذ الصغر ثم الاهتمام بنشأتهم فى ظل تغذية صحيحة وبيئة غير ملوثة ومتابعة صحية صارمة ورعاية نفسية وفنية وتعليمية واجتماعية وثقافية فائقة من ذوى المستوى الأعلى من المتخصصين والأطباء والمدربين والخبراء فضلا عن عدم استنفاد طاقاتهم النفسية والعضلية فى مسابقات تنافسية غير علمية وغير مجدية فى سن صغيرة وفى ملاعب أقرب إلى الحقول منها إلى الحدائق. أما عن محمد صلاح فهو استثناء فردى فذ لأنه نموذج لشاب موهوب مجتهد مكافح خلوق نحت فى الصخر فى ظل معوقات وصعوبات قد لا يتحملها غيره، ووصل بنفسه إلى العالمية عندما وضع فى فرق تملك كل ما لا نملكه من أساسيات فنية وأشع وتلألأ وأصبح متفردا بين أقرانه فى فرق تلعب لعبة جماعية اسمها كرة القدم. بالتخطيط العلمى فى كل شيء والإرادة والإصرار والعمل الدؤوب يمكن أن نعود ولكن بعد حين.