خمس سنوات مرت على ثورة تصحيح المسار، كما يروق للكثيرين تسميتها، الثورة التى أعادت مصر لأحضان شعبها وأعادت إرادة الوطن الراسخة لأصحابها، فعندما خرجت جموع الشعب فى 30 يونيو إلى الشوارع والميادين تحركت لتعبر عن مشاعرهم، وتحمى إرادتهم بعد أن تأكدت من أن «الوطن يسرق منهم» وأن هناك أيادى شيطانية تتلاعب بمصائرهم، وتسلب حقهم فى تقرير مصيرهم، خرجوا بالملايين للفظ الإخوان المتأسلمين وإنهاء حكمهم الجائر. بعد تلك السنوات الخمس نطرح تساؤلا : كيف يرى المواطنون ثورة يونيو، وماذا تحقق من أهدافها؟ وما هو المنتظر تحقيقه؟ صفاء أبو النجا، مواطنة مصرية، كما تعتز بوصفها هكذا، تقول إنها خرجت هى وأسرتها فى 30 يونيو ونادت بكل وطنية بسقوط حكم الإخوان ولم تهدأ حتى اطمأنت لتحقيق حلمها وتمسكها بحقها فى تقرير مصيرها هى وأولادها وبعد تلك السنوات تشعر بارتياح شديد بعد أن رأت كثيرا من الإنجازات تمثلت في شفاء مواطنى مصر من فيروس سي، والقضاء بشكل حضارى على العشوائيات ونقل سكانها لأماكن أكثر آدمية، ثم عمل معاشات اجتماعية للفئات الأكثر احتياجا، وتعزيز دور المرأة وذوى الاحتياجات الخاصة وتقديم خدمات بشكل لائق لهم.. كما أن هناك امتدادا لشبكات الطرق والنقل ومشروعات قومية كبرى كثيرة كمحطات الكهرباء والمدن العمرانية الجديدة، واستزراع الأسماك وقناة السويس الجديدة وميناء بورسعيد وغيرها، وجاء على رأس تلك الإنجازات وأهمها انتشار قواتنا المسلحة فى كامل أراضينا، وحاربت الإرهاب فى سيناء الحبيبة،. عمرو رشاد أحد الشباب الذين دعوا للثورة ورفض حكم الإخوان يرى أن أهم ما حققته 30 يونيو هو الأمان الذى يشعر به الآن، والحرية والأمل في مستقبل أفضل ، فقد ترك الغربة وقرر العودة لأحضان بلده وأسرته لتحقيق طموحه وسط محبيه. الكاتبة أمينة شفيق تقول إن أى مشروع استثمارى يبدأ بالكهرباء والطرق، وهذا ما تحقق بالفعل فى أول أربع سنوات من تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، كما أن هناك مشروعات استثمارية فى البشر لابد أن تتحقق مثل الصحة والتعليم والثقافة، وقد سعدت كثيرا بالإنجاز الهائل الذى تم فى مجال محاربة فيروس سي، وهناك أشياء كثيرة لم تعلن عنها الدولة، لذلك لابد من التواصل بين الدولة والناس، ومن الأشياء التى لابد من تطويرها هى الإعلام، وقد ظهر هذا جليا فى إخفاق الإعلام فى المونديال، فقد تعاملوا مع الحدث بشكل سيئ، ورغم الحزن الشديد لخروج المنتخب المؤسف، إلا إننى سعدت كثيرا لأنه آن الأوان لفتح هذا الملف وعمل ثورة إصلاح، ورب ضرة نافعة. الدكتور نبيل حلمى أستاذ القانون الدولى أكد أن ثورة 30 يونيو أعادت الشعب المصرى لما فيه مصلحته، بعد أن عانى من تغيير فى السياسة والحكم على حساب تحقيق الديمقراطية. وجاء الإخوان ليحولوا الشعب لعشوائيات وطوائف، وهذا ما لم يمكن أن يحدث لمخالفته لطبيعة الشعب، كونه مساحة جغرافية إقليمية واحدة مهما اختلفت الطوائف، وكانت 30 يونيو بقوة إرادة الشعب تساند القوات المسلحة لتصحيح المسار ومحاربة الاحتلال الإخواني. الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ترى أن أهم ما جاءت به الثورة هو تثبيت الدولة بعدما أرادوا اختطافها، وكذلك مواصلة الحرب ضد الإرهاب وبناء مصر جديدة تتسع عمرانيا وتتيح فرصا للاستثمار. وقد جاءت القرارات الاقتصادية، التي علي قدر ضرورتها،فانه لابد من الاتجاه لسياسات من شأنها أن تخفف أثارها على الملايين، كاسترداد أموال المصريين التى سلبت مثل الأراضى وغيرها، فهناك أموال لم تسترد لابد من إعادتها، ولننظر لما فعله مهاتير محمد من إجراءات صارمة ننتظر لو طبقت مثيلتها فى مصر لتقلل الأعباء عن الشعب وتتحقق العدالة الاجتماعية، كما أنه يجب أن يعلن للمصريين أوجه ترشيد الإنفاق فى الحكومة والبرلمان والمؤسسات، كما يجب علينا فى الفترة القادمة بناء الإنسان ثقافيا واجتماعيا وتعليميا وصحيا. السفيرة ميرفت التلاوى تقول إن 30 يونيو ثورة إنقاذ لمصر ولشخصية الإنسان المصرى وخاصة المرأة لأنهم كانوا يريدون تغيير هويتها وتغيير كل ما يتعلق بالقوة الناعمة، فقد آن الأوان لنعود لهويتنا، وطالبت الدولة بعمل حملة قومية لمحو الأمية وتنظيم الأسرة وعودة الثقافة الراقية لمصر، وعودة الشارع لجماله. ففى عام 1925 كانت القاهرة من أجمل مدن العالم ولابد أن يعود لمصر رونقها. الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادى يرى أن أهم إنجازات 30 يونيو أنها أنهت فترة حكم اخوان وهذا فى حد ذاته أكبر إنجاز، فيكفى إنقاذ البلاد من مصير دموى محتمل، فبالنسبة للناحية الاقتصادية قبل 30 يونيو وتحديدًا عام حكم اخوان ارتفع معدل البطالة وزاد عجز الموازنة واختفى معظم السلع والخدمات كالكهرباء التى كانت تنقطع بالساعات، والبنزين الذى كنا نقف بالطوابير للحصول عليه، أما الآن فقد أصبح كل شيء متوفرا كما أن نظرة العالم لمصر تغيرت تمامًا وأصبحت أكثر إيجابية بعدما أصدرت وكالات التصنيف الائتمانى العالمية تقريرًا قبل ثورة 30 يونيو تشير فيه إلى أن مصر لم تعد قادرة على سداد ما عليها تجاه الغير، ولم يعد أمامها سوى خيارين، إما قيام ثورة للجياع أو اعلان إفلاسها بشكل رسمي، وتغيرت الآن النظرة.اما آخر تقرير للوكالات فقد اكد أن النظرة إيجابية ومستقرة والنظرة المستقبلية متفائلة. وأضاف أن الرئيس السيسى ورث إرثًا ثقيلا من المديونيات المتراكمة على الدولة فاضطر لاتخاذ قرارات جريئة منها رفع الدعم، وقد قالها يومًا، هناك قرارات يجب أن تتخذ حتى لو كانت على حساب شعبيته.وهناك إنجازات ضخمة تحققت بالطبع بعد ثورة يونيو ولاينكرها إلا جاحد، فمشروع قناة السويس لم يكن الهدف منه تحصيل الرسوم كما ادعى البعض. فعندما شرع الرئيس بإنشاء هذا المشروع الضخم رشح البنك الدولى 70 مكتبًا استشاريًا عالميًا وتم اختيار أفضلها، والذى وضع تصميما لمنطقة قناة السويس الجديدة وقسمها إلى مناطق صناعية ولوجيستية وزراعية وتجارية وخدمية، وعندما يتم الانتهاء من البنية التحتية ستتم الاستعانة بشركات عالمية متخصصة للترويج والتشغيل لجذب أفضل المستثمرين على مستوى العالم. كما أن اكتشاف حقل ظهر والذى يحتوى على 32 تريليون قدم مكعب من الغاز سيحقق الاكتفاء الذاتى وسيتم تصدير الفائض العام المقبل، كما أن عودة السياحة الروسية خلال الاشهر القليلة المقبلة، والتى كانت تمثل 30% من السياحة، ستشجع دولا أخرى على السياحة فى مصر. وقال اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الاسبق إن 30 يونيو هى ثورة لتصحيح المسار وتخليص الدولة من الجماعة الإرهابية، فقد كانت هناك مؤامرة تحاك للبلاد منذ 2005 وأيدتها وأشعلت فتيلها بعض وسائل الإعلام الخاصة والمشبوهة، وبدأت جماعة اخوان الإرهابية بتأجيج الموقف، وكانت تسعى للاستيلاء على البلاد وقد كان.. وأول من هتف ضد حكم المرشد هم رجال الشرطة فى أثناء جنازة أحد الضباط في مارس 2013، وفى 15 يونيو دُعى ضباط الشرطة إلى إجتماع عاجل والذى حضره 3000 ضابط وقتها، وانتهى إلى أن الشرطة لن تنحاز إلا للشعب ولن تنفذ أى تعليمات تصدر إلا إذا كانت فى صالح الشعب.