خالد أحمد المطعني : (br) خص الله تبارك وتعالي بعض الليالي بالفضل والمزية فجعل ثواب الطاعة فيها مضاعفا, وهذا من فضل الله تبارك وتعالي علينا ومنه فهو يفعل ما يشاءويختار ولا يجب عليه شيء. ومن هذه الليالي المباركة الفضيلة ليلة القدر والتي هي أفضل الليالي علي الإطلاق, فهي ليلة خير من ألف شهر كما أخبر الله في القرآن الكريم. يقول الدكتورعبد الغفار هلال العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر إن هذه الليلة هي الليلة التي نزل فيها القرآن كما قال تعالي: إنا أنزلناه في ليلة القدر, وقال تعالي: إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم( سورة الدخان). ليلة القدر لا تكون إلا في رمضان, لا تكون في شعبان ولا شهر ذي الحجة ولا في شهر ذي القعدة أو رجب أو غير ذلك إلا في رمضان.. وليلة القدر هي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم, أي كل أمر مبرم, أي من الأمور التي تحدث من العام إلي العام القابل من موت وصحة ومرض وفقر وغني وغير ذلك مما يطرأ للبشر تفرق في هذه الليلة أي ليلة القدر. هكذا قال ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. وليلة القدر قد تصادف إما أول رمضان وإما وسطه وإما آخره لكن في الغالب قد تصادف آخره.قال صلي الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر من رمضان وقال ايضا من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه. وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو ثلاث وعشرين أو إحدي وعشرين وقد تحدث في الشفع أي غير الوتر, فإن الليلة التي أنزل فيها القرآن دفعة واحدة من الذكر إلي السماء الدنيا إلي بيت العزة كانت ليلة أربع و عشرين من شهر رمضان. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان, وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان, والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان, وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان. ففي الحديث دليل أن ليلة القدر تصادف شفعا أيضا وليس وترا فقط فلذلك لا يجوز أن يقال: إن ليلة القدر لا تكون إلا ليلة سبع وعشرين بل الأمر الصحيح أن يقال أنها يجوز أن تصادف أي ليلة من رمضان. وعلي المؤمن أن يجتهد في طاعة الله تعالي في كل رمضان لأن الثواب فيه أعظم من سائر الشهور وربما صادف في إحدي لياليه تلك الليلة فيكون قد نال خيرا عظيما. وقال عليه الصلاة والسلام: إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كوكبة من الملائكة( أي جماعة) يصلون ويسلمون علي كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل. ومن أدرك ليلة القدر يسن له أن يقول ما علم الرسول عائشة فقد سألته: أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. رواه الترمذي.