وسط تعزيزات أمنية ووصول مزيد من المدرعات والدبابات وتشديد الحراسة علي مداخل ومخارج شمال سيناء,في الوقت التي لا تزال فيه قوات الأمن تواصل جهودها وملاحقتها الارهابيين الخارجين علي القانون, وهدم الانفاق غير الشرعية بين مصر وقطاع عزة في فلسطين.شهدت المحافظة حالة من الهدوء الحذر حيث عادت الحركة الي طبيعتها في الشوارع والأسواق التي لاقت رواجا نسبيا بمناسبة قرب عيد الفطر المبارك.. وقد انكسرت حالة الخوف والرعب التي شهدها أبناء سيناء من أسبوعين حيث شهدت المحافظة مساء أمس الأول إقامة الحفل السنوي الرابع لتوزيع جوائز المسابقة الرمضانية الكبري التي تنظمها جمعية رعاية الطلبة بحضور نحو1500 مواطن حضروا مع أسرهم وذويهم. وقال سالم الغول رئيس مجلس إدارة الجمعية المنظمة للمسابقة انه بفضل الجهد الذي تبذله القوات المسلحة ورجال الأمن والشرطة تمكنا من إقامة الحفل للتأكيد علي عودة الاستقرار مشيرا إلي أن العملية الإرهابية الأخيرة كانت دليلا علي خروج العناصر الإرهابية والضالة من الجحور وأن العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة حاليا جعلتهم صيدا سهلا خاصة بعد البداية من تدمير الانفاق. وأوضح أن المسابقة الرمضانية هذا العام تركزت علي توعية المواطن السيناوي خاصة الشباب بخطورة الإرهاب والأفكار التكفيرية المدمرة وتأثيرها علي المجتمع المصري بالكامل وأن أمن مصر وقواتها المسلحة هو صمام الأمان لكل المصريين بما غيهم مواطني سيناء وطالب باستمرار وجود القوات المسلحة في المناطق الحدودية متوقعا أن يكونهناك تعديل غير معلن في بنود اتفاقية السلام المبرمة مع إسرائيل بشأن زيادة عدد القوات المسلحة علي الحدود لتأمينها. وأضاف محمد حمادة المدير والإداري للجمعية أن الهدف من إقامة الحفل هو كسر حالة التوتر التي تعيشها سيناء مشيرا إلي أن هناك ترتيبات أمنية قد أجريت لتأمين الحفل لضمان عدم وقوع أي أحداث مفاجئة حيث حضر الحفل أسر كاملة بصحبة أطفالهم الذين لم يروا الشارع منذ أسبوعين خوفا من تعرضهم لأي مكروه في ظل تكرار عمليات الهجوم المسلح التي شهدتها كمائن الشرطة والجيش والأقسام في الفترة الماضية. وشارك في الحفل الكابتن سعيد حارس مرمي منتخب شمال سيناء الاسبق الذي أكد انه حضر الحفل هو واسرته لشعورهم بعودة الامن مرة اخري حيث تنشر الاكمنة في شير في المحافظة, وقال ان ابناء سيناء هم الاكثر حرصا علي امن مصر واستقرارها وان انتماء ابناء سيناء لمصر لا حدود له واضاف انهم سيحتفلون بعيد الفطر بشكل طبيعي حيث سيؤدون صلاة العيد في الساحات والميادين ويتبادلون الزيارات مع الأهل والأقارب والايتام ويضيف محمد رستم الذي يعمل بمدرسة الشيخ زويد الصناعية ان الوضع في العريش افضل من رفح والشيخ زويد حيث ندرة المواصلات وان من يمتلك سيارة يخشي الخروج الي عمله بها خشية ان يستولي عليها الارهابيون مشيرا الي ان الوضع الآن في رفح والشيخ زويد يدعو الي التفاؤل بسبب الانتشار الامني المكثف معربا عن ارتياحه للقرارات الاخيرة التي اتخذها الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ووصفها بانها بداية تصحيح المسار. وقال انه رغم الظروف الصعبة فان حالات التسرب من التعليم قيليلة للغاية مشيرا إلي أن هناك حالة وعي لدي الطلبة بضرورة تعليمهم ولكن في نفس الوقت فان التلاميذ كانوا يضطرون الي العمل في الانفاق بمبالغ تتراوح بين200 و300 جنيه نظرا لعد وجود أي فرص عمل آخر وهو ما ادي الي وجود حالة ثراء فاحش ظهرت علي البعض من سكان المناطق الحدودية. وقال حمدي كامل مدرس إن العيد هذا العام سيكون أفضل في ظل الوجود الأمني المكثف لرجال الشرطة والجيش مشيرا الي ان الامن بدأ يعود للمنطقة بعد قيام الامن بالقضاء علي الارهابيين الذين كانوا يمثلون خطرا حقيقيا للشعب السيناوي حيث كانوا يرهبون المواطنين بالأسلحة ويأخذونهم رهائن مقابل الحصول علي فدية. واشار الي انه بتعاون الاهالي مع الجيش والشرطة من خلال ارشادهم الي الارهابيين والاماكن التي يسكنون فيها, وطالب علماء الدني بتحمل مسئوليتهم والعمل علي توعية المواطنين خاصة الشباب بخطورة الارهاب والعمل علي تصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم وردهم الي الطريق الصحيح. أما الطفل محمد اسماعيل الذي لم يتجاوز من العمر الحادية عشرة عاما فأكد أن الاحداث الاخيرة حرمتهم من اللعب مثل اقرانهم في المحافظات الاخري حيث كان أباؤهم يمنعونهم من الخروج من المنزل بمفردهم خوفا من الاعتداء عليهم او اختطافهم. وقال عصام محمد يوسف امام مسجد آل ايوب وجود الجيش اعطي اطمئنانا للمواطنين بالامن والامان فلا يستطيع اي شخص الخروج بالسلاح كما كان يحدث في الماضي اضافة الي ان ضرب الانفاق منع مرور العناصر الاجرامية الي سيناء, كما ان وجود الجيش اعطي الاهالي اطمئان بان هناك حاجزا امنيا بينهم وبين اسرائيل., واوضح انه اذا استمر الجيش بقوته وحالة الحزم التي عليها فإن العيد سيكون جيدا جدا. أما محمد سامي الطالب بالصف الثاني الثانوي فاكد ان الامن افضل من الاول ولكنه لم يصل الي المرجو مشيرا الي ان السلاح منتشر بصورة مرعبة مع الارهابيين وكذلك العائلات ولكنه بدا يقل بعد عودة الجيش مشيرا الي ان اي مشكلة تحدث بين عائلتين يتم ضرب النار بصورة عشوائية ومكثفة. وصرح مصدر امني بالمحافظة انه تم اعداد خطة لتأمين الساحات المخصصة لصلاة عيد الفطر هذا العام حيث تم تجهيز وحدات لحماية الساحات بالتعاون مع القوات المسلحة, وكذلك تحديد مواصفات معينة لها بحيث لا تكون ساحات الصلاة وسط الكتل السكنية حتي يسهل تأمينها. ومن ناحية أخري واصل حزب النور لقاءاته بقيادات القبائل وأهالي سيناء, حيث عقد لقاء مع قيادات قبيلة الرميلات, والعديد من أهالي سيناء وبعض القوي السياسية منها حزب الوف وحركة6 أبريل بالمحافظة وحزب الدستور. وأكد قيادات القبائل والأهالي أن سيناء بريئة من الأحداث الإرهابية الأخيرة وأن منفذي الحادث بغاة ومجرمون في حق مصر, معلنين انتمائهم للوطن ووقفوهم بجوار الجيش المصري في محاربة هذه الفئة الضالة التي لا تريد الأمن والاستقرار للبلاد, مشددين علي أن الجيش المصري الذي حمي الثورة تاج علي رءوسهم ورؤوس كل المصريين, مشيرين إلي أن ما فيه من عز يرجع للجيش المصري الذي لولاه لسالت الدماء ولتعرضت مصر لما نشاهده في سوريا وليبيا من قتل وسفك للدماء. وأكد الأهالي أن الأحداث الأخيرة جعلت أهالي سيناء أكثر حذرا وأشد حرصا علي حماية حدود مصر الشرقية مؤكدين أن الحادث لن يتكرر مرة ثانية. وأشاروا إلي أن سيناء تحتاج إلي أن يكون هناك دور فعال للدعوة السلفية بالتعاون مع الأزهر للقضاء علي الفرقة الضالة والأفكار المتشددة التي ليس لها علاقة بالدين الإسلامي. وأكدوا أنه لن يكون هناك أمن في المنطقة إلا بعد تدمير الأنفاق غير الشرعية وفتح معبر رفح وتنظيم دخول البضائع إلي فلسطين عبر منافذ رسمية ورقابية تضمن عدم تسلل أية أسلحة أو متفجرات قد تستخدم في أي عمليات ارهابية أخري في المستقبل. كما جددوا مطالبهم بضرورة توفير فرص عمل للشباب السيناوي الذي يتجاوز عمره ال20 عاما وتوفير حياة كريمة لهم حتي لا يضطرون الي الاتجاه في طرق منحرفه, وضرورة تمليكهم الأراضي مشددين علي ضرورة معاملة أهالي سيناء كأي مواطن مصري ولا تكون معاملة كأنه مواطن من الدرجة الثاني, كما طالبوا بضرورة الإفراج عن المعتقلين من أهالي سيناء والذين لم يتم الأفراج عنهم حتي الآن. وحمل الأهالي سبب الانفلات الأمني لأجهزة الأمن التي ساهمت في حدوث فراغ أمني متعمد مشيرين إلي الأمن كان يعلم أماكن الجماعات الإرهابية وتركها تعمل بحرية. ومن جانبه أكد الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب النور لأهالي سيناء مطالبهم بالتمسك بوسطية الدين الإسلامي السمحة, ومحاربة الأفكار المنحرفة وطالب بضرورة محاربة الانحراف الفكي والشفافية وأن يكون هناك تقدير حقيقي. وأوضح عبد الغفور أن المفكرين من حزب النور وأصحاب الرؤي والدعاة من الدعوة السلفية سيتواجدون بين أهالي سيناء لمواجهة الأفكار المنحرفة التي تتسم بالتشدد والإفراط وتميل إلي التكفير والتفريق بين الناس, ولكي نفهم الناس أصول دينهم وعقيدتهم حتي يكونوا وسط بين الإفراط والتفريط ويكونوا علي المنهج الوسط. وأكد ضرورة تنمية سيناء وتعميرها وتملك الأرض لأهالي سيناء بدلا من حق الانتفاع, مشيرا إلي أن العهد السابق أساء لكل المصريين بصفة عامة وأهالي سيناء بصفة خاصة, ووعد عبد الغفور أهالي سيناء بنقل مشكالهم للمسئولين والعمل علي حلها والاهتمام بالمنطقة وتنميتها سواء الأحوال الاجتماعية والصحية والاقتصادية, والعمل علي الإفراج عن المعتقلين من أهالي سيناء مشدد علي أنه سيكون هناك تواصل مستمر بين حزب النور وأهالي سيناء في الفترة القادمة.