مرات ومرات.. أعيش الحياة ويعترينى الحماس وأمتلئ بالحيوية والطاقة فى مخالطتى بالشباب ومجالستهم والاستماع الى آرائهم التى استفيد منها الكثير فى إعمال عقلى ومواكبة العصر.. وأحببت حياة الشباب الرائعين أكثر، عندما شاركتهم وبعض السيدات فى مثل عمرى ركوب السيارات المكشوفة حبا فى مصر وهتافا للرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية فى مارس الماضى، واطمأن وجدانى على الوطن الأعظم مصر لحرص معظمهم على الخروج للمشاركة وتجديد العهد للرئيس، وماتبع ذلك من اجبار المجتمع الدولى على احترام قراراتنا وعدم التدخل فى شئوننا، وقد وجدت أن جيل الشباب هو الأجمل والأعظم على الاطلاق فى حب مصر ولكن على طريقتهم العصرية المختلفة والجامحة والشبابية، وكنت أظن - ولوقت طويل- أن جيلنا وجيل آبائنا من قبلنا هم الأكثر وطنية، ولما جلست مع بعضهم، سألونى عن حب الوطن والجيش ووجدوه جياشا فى صدورنا نحن الكبار وقد خبرنا وعاصرنا وآباؤنا - الكثير من حروبه المجيدة، وظهر جليا هذا الحب فى قيادة الجدات والأمهات لأسرهن فى ثورة 30 يونيو وفى رغبتهن المتحدية للتخلص من حكم الاخوان. «فلولا الجيوش ماعاشت الأوطان»، وجنود مصر كانوا ومنذ قدم التاريخ يقفون أسودا حماة لأراضيها، فقد تأسس أول جيش نظامى قوى بالعالم فى مصر 3200 ق. م وبفضله أنشأ المصريون أول امبراطورية فى العالم وهى الامبراطورية المصرية الممتدة من تركيا شمالا إلى الصومال جنوبا ومن العراق شرقا إلى ليبيا غربا، - وقد كان هذا عصرا ذهبيا للجيش المصرى ومازالت بعض خططهم الحربية تدرس بالأكاديميات العسكرية فى العالم، وقد قدمت العسكرية المصرية العديد من القادة كالامبراطور «تحتمس الثالث» الذى أنشأ الامبراطورية المصرية، وفى كل عصر كان الملك هو القائد أما القوات النظامية قليلة العدد فكانت مهامها سلمية أهمها تقديم الخدمات للشعب ، فمنذ تأسيس الدولة الفرعونية ومصر لها منظومتها العسكرية القومية المنظمة القوية والتى تخضع لأوامر وقوانين دقيقة، وقد قام «الملك أحمس» مؤسس المملكة الحديثة بطرد الهكسوس الذين جاءوا من القبائل السامية من الشام وظلوا بها مدة قرن ، وقد أسس «خاموس» أخو أحمس جيشا نظاميا محترفا ومدربا استطاع بأسلحته الحديثة التوسع واقامة أكبر امبراطورية فى العالم آنذاك. ولم تسلم مصر من الأطماع والعدوان عليها ولم يتوقف الجيش المصرى العظيم فى الدفاع الباسل عنها على مر التاريخ، فجراح العدوان الثلاثى على مصر «انجلترا وفرنسا واسرائيل مازال يذكرها التاريخ»، - وهو نفس مايحدث الآن تماما من العدوان على شقيقتنا سوريا الحبيبة -، وجاء العدوان الثلاثى حجة لتحقيق الاطماع عقب اعلان الرئيس عبد الناصر تأميم قناة السويس فى يوليو 1956، وتصدى الجيش المصرى لهذا العدوان الغاشم فى معركة السويس التى انتهت بجلاء الاستعمارفى ديسمبر 1956، ومازال أهالى بورسعيد يحتفلون بذكرى الجلاء فى هذا الشهر من كل عام. وفى حرب 6 من أكتوبر 73 خاض الجيش المصرى حربه ضد اسرائيل وأذهل العالم بشجاعته لاقتحامه وتحطيمه أكذوبة خط بارليف المنيع، واستطاع بهذا الانتصار محو عار هزيمة 67 وتحويله الى نصر مجيد، وتتواصل احتفالات شعب مصروقواته المسلحة بعيد تحرير سيناء ومرور 36 على تحريرها من الاحتلال الاسرائيلى «1982» تلك الفرحة التى لم تكتمل الا بعودة طابا سنة 1988، ومنذ هذا التاريخ عادت سيناء قرة أعين كل المصريين الى أصحابها رمزا للحب والسلام، وفى العملية الشاملة «سيناء 2018» أخذ الجيش المصرى على عاتقه تطهير سيناء من الارهاب والارهاببين وتحقيق التنمية والبناء والاستقرار، فالعملية الشاملة لاتقل أهمية عن الحروب التى خاضتها مصر من قبل بل إنها الأشد خطورة وضراوة. [email protected] لمزيد من مقالات سعديه شعيب