نجح الرئيس مرسي في تهدئة ثورة الغضب التي ملأت النفوس بالتحرك السريع الذي قام به في اليومين الأخيرين( إقالة المسئولين عن عدم مشاركته في توديع الشهداء وإقالة رئيس المخابرات وزيارتين لسيناء, الأخيرة في نفس الموقع الذي تعرض للمذبحة الأليمة, ثم اجتماعه ليلا بعد عودته بالمجلس العسكري) في الوقت الذي بدأت فيه القوات المسلحة عمليات عسكرية واسعة استخدمت فيها الطيران بكثافة لأول مرة منذ عام1979 فوق سيناء لتمشيطها من عناصر الإرهاب والخارجين علي القانون والمهربين الذين تصوروا أن سيناء أصبحت أرضا خارج مصر يحققون فيها أحلامهم!. وهي معركة طويلة علينا توقع ضراوتها, ففي السنة الأخيرة استقوت عناصر الإرهاب بكميات الأسلحة الكبيرة التي هربتها مستثمرة حالة الفوضي الأمنية التي عشناها حتي أصبحت تهرب الصواريخ المضادة للطائرات والمدفعية الثقيلة في الوقت الذي تزايدت فيه أعداد الانفاق بين سيناء وغزة حتي وصلت إلي المئات وتطوير بعضها بما يسمح باستخدام عربات تسير علي قضبان! والأزمات هي التي تكشف القادة, فهم إما أن يتباطأوا أمامها بحجة الحكمة والحسابات فتكون النتيجة فوات الوقت وتمكن الأزمة, أو أن يسارعوا إلي اتخاذ المغامرات السريعة التي قد يختلف التقدير عليها ولكنها تعكس الإحساس بالمسئولية والحزم, وهو ما فعله مرسي والقوات المسلحة معا. وفي رأيي أن أهم آثار الأزمة تأكيدها وطنية الاثنين وتماسكهما القوي في الوقت الذي رسم فيه البعض صورة اتضح عدم صحتها لما بينهما من صراع, فالرئيس استشعر آلام الملايين الي جانب جرحه الشخصي فكانت تحركاته السريعة, في الوقت نفسه فإن المشير والقادة العسكريين أكدوا مرة ثانية بعد تسليم السلطة عقب الانتخابات أن القوات المسلحة وإن انشغلت فترة ليست قصيرة بالهم الداخلي إلا أنها لم تقصر في الاستعداد لعملها الأساسي في الدفاع عن أمن مصر القومي, وأن مشهد توديع جثامين16 شهيدا عسكريا قتلهم الإرهاب في آخر نقطة علي حدودنا يقتضي تصرفا ثأريا وقويا. وأظنها بإذن الله قادرة. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر