* الدرديرى : تفعيل الاتفاقيات قبل زيارة السيسى للخرطوم وتجاوز أى خلاف حول النيل عقد سامح شكرى وزير الخارجية أمس مع نظيره السودانى الدرديرى محمد أحمد الذى يزور القاهرة فى أول زيارة خارجية له، وفى إطار اجتماعات آلية التشاور السياسى الشهرية على مستوى وزيرى الخارجية بالتناوب بين العاصمتين، جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين تناولت كافة مسار العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكرى استعرض أيضاً عدداً من التطورات الإيجابية فى العلاقات الثنائية خلال الفترة الأخيرة، أهمها بدء التعاون فى مشروع الربط الكهربائى بين الجانبين، والتعاون فى مجال إدارة وتأمين المطارات، وإيجاد حلول للتحديات التى تواجهها هيئة وادى النيل للملاحة النهرية، والتى تربط بين منطقتى وادى حلفا وأسوان، وعقد لجنة المنافذ البرية واللجنة القنصلية، وتبادل زيارات وفود الدبلوماسية الشعبية فى البلدين، وكان آخرها زيارة الوفد السودانى إلى القاهرة فى الفترة من 28 ابريل إلى 3 مايو 2018، فضلا عن وقف التناول الإعلامى السلبى تجاه كل طرف فى البلدين. وكشف المتحدث باسم الخارجية عن أن الوزير سامح شكرى تناول أيضا عدداً من الموضوعات التى تقتضى المزيد من التنسيق والتعاون من أجل إيجاد حلول لها، وعلى رأسها الحظر المفروض على المنتجات الزراعية المصرية إلى السودان، وتفعيل عمل الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي، واستكمال مشروع اللحوم الاستراتيجية، فضلا عن تسوية مديونية شركة مصر للطيران لدى الجانب السوداني. من جانبه، أعرب وزير خارجية السودان عن سعادته البالغة للقيام بأول زيارة خارجية ثنائية له إلى مصر، وتقديره الكبير لتشرفه بلقاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فور وصوله إلى القاهرة اليوم وما استمع إليه خلال الاجتماع من نصائح تتعلق بكيفية دعم العلاقات الثنائية وضرورة أن يشعر شعبا وادى النيل بقدسية العلاقات المصرية السودانية وضرورة الحفاظ عليها وتحصينها فى مواجهة أية تحديات قد تطرأ عليها. وقد أعرب وزير خارجية السودان عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة تكثيف مجالات وآليات التعاون الاقتصادى والتجارى والزراعى بالقدر الذى يرقى إلى تطلعات الشعبين، كما أبدى الوزير «الدرديرى» رغبة وزارة الخارجية السودانية فى أن يتلقى الدبلوماسيون السودانيون الجدد التدريب فى المعهد الدبلوماسى التابع لوزارة الخارجية المصرية، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير التعاون البرلمانى بين البلدين. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، أوضح المتحدث باسم الخارجية أن المباحثات تناولت تطورات الأوضاع فى كل من ليبيا وجنوب السودان وأمن البحر الأحمر والقرن الإفريقى، حيث تبادل الوزيران الرؤى وتنسيق المواقف بشأن هذه الموضوعات. كما اتفق الوزيران على عقد الاجتماع الرباعى القادم لوزيرى الخارجية ورئيسى المخابرات فى الخرطوم، وعقد اجتماع اللجنة القنصلية الثنائية المقبل بالقاهرة فى غضون الشهرين القادمين، بالإضافة إلى الإعداد لعقد اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسى بين البلدين. وفى مؤتمر صحفى مشترك عقب المباحثات قال سامح شكرى، إن العلاقات المصرية السودانية مقدسة، مؤكدا حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على استقبال وزير الخارجية السودانى لاستمرار تعزيز التعاون والتواصل على كافة المستويات، وأكد شكرى ، أنه تم مناقشة العلاقات المشتركة وتكثيف آلية التشاور السياسى كل شهر، موضحا أنه سيتم العمل على إزالة أى عقبات، والتنسيق فيما يتعلق بالقضايا الاقليمية والدولية والامنية، مضيفاً أنه تم الاتفاق على الآليات الأخرى ومنها الاجتماع الرباعى بين وزيرى الخارجية ووزيرى مخابرات البلدين، والتحضير للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان. وأوضح انه تم التطرق إلى ملف سد النهضة الإثيوبى والأوضاع فى جنوب السودان، مؤكدا تطابق الرؤى فى كافة القضايا. من جانبه أبدى وزير الخارجية السودانى الدرديرى محمد أحمد سعادته لزيارة مصر فى أول مهمة له بعد تولى منصبه، مؤكدا أن مصر والسودان حريصتان على تجاوز العقبات وتعزيز الثقة بين شعبى البلدين، مؤكدا أن لقاءه الرئيس عبد الفتاح السيسى تطرق لضرورة أن تكون العلاقة بين البلدين محكومة بضوابط وأسس هى فى النهاية تعود لمصلحة الشعبين الشقيقين. وأوضح وزير الخارجية السودانى، أنه نقل إلى الرئيس السيسى تحيات وتقدير الرئيس عمر البشير وحرصه على زيارة الرئيس المصرى إلى الخرطوم أكتوبر المقبل. وقال الدرديرى إنه التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى فور وصوله للقاهرة، وكانت هذه المقابلة من العلامات الفارقة بالنسبة لهذه الزيارة واعطى الرئيس السيسى توجيهات واضحة بأنه ينبغى أن تكون العلاقات بين البلدين محكومة بضوابط وأسس هى فى النهاية تعود إلى مرجعية الشعبين واحتكامهما وارتضائهما لما بينهما من علاقة وصلات قوية. و شدد وزير الخارجية السودانى ، على اهمية تفعيل الاتفاقات المشتركة بين مصر والسودان، وعلى القاهرةوالخرطوم العمل على تفعيل الاتفاقات بين البلدين قبل القمة المصرية السودانية. وقال الدرديرى ، إن بلاده لن تسمح لأى أزمات تعيق مسيرة العمل المشترك بين البلدين، والعمل على تجاوز كافة الخلافات حتى لا تكون هناك معوقات فى المستقبل. واضاف «بحثنا ايضا ضبط الحدود مع ليبيا لمنع تسلل العناصر المسلحة بالاضافة إلى مناقشة الاوضاع فى جنوب السودان وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك».