بعيداً عن الانتماءات و التوجهات السياسية والاصرار على أن الفن و الاعلام هما مرآة تعكس احوال المجتمعات وان أصحابها سفراء لأوطانهم فى المحافل الدولية، فان المقارنة بين إنجازات الاعلاميين فى لبنان و بين الإخفاقات السياسية أفرزت لنا لبنان الاعلام و الفن، ولبنان السياسة، الأمر الذى دفع ببعض الاعلاميين إلى الانخراط فى الحياة السياسية. لقد برزت وجوه إعلامية كثيرة ضمن الأسماء المرشحة للانتخابات النيابية من بينها الإعلامية بولا يعقوبيان، والإعلامى نوفل ضو، وكذلك الإعلامى جان عزيز، وقد تسفر الأيام المقبلة عن ظهور وجوه إعلامية جديدة عينها على الانتخابات النيابية فى لبنان. واكدت الإعلامية بولا يعقوبيان أهمية ترشح المرأة اللبنانية الى سدة البرلمان اللبنانى ومدى أهمية تحديد الحصة النسائية فى الانتخابات النيابية، وتعطى بولا يعقوبيان مثالاً عن قدرات المرأة سياسيًا فى العالم من خلال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وهى على رأس بلد قوى كألمانيا، وتتوقف أوروبا كلها على سياسة ميركل وحنكتها، ولا شك أن المرأة فى لبنان إذا اعطيت فرصتها سوف تنجح أيضًا سياسيًا. أما الإعلامى المرشح أيضًا للانتخابات النيابية المقبلة نوفل ضو فيقول «إنه ينتمى إلى فريق يؤمن بضرورة عدم الإستسلام وضرورة عدم قبول أن يفرض حزب الله سطوته على القرار السياسى فى لبنان، والموضوع يبقى رهنًا عند اللبنانيين فى صناديق الاقتراع وهم من يقررون من ينتخبون، وأيًا ما تكون النتيجة فالمواجهة فى لبنان ليست انتخابية فقط بل هى مواجهة سياسية طويلة الأمد». ويلفت الانتباه إلى أنه يستطيع أن يوصل هموم الناس كإعلامي، أما إذا نجح فى البرلمان اللبنانى فدوره سيكون سياسيًا بامتياز. ومن الأسماء المرشحة الاعلامية اللبنانية جيسيكا عازار التى أعلنت النبأ بعد تعرضها لهجوم قاس من أحد السياسيين اللبنانيين الأسبوع الماضي، وتصدرها المشهد الإعلامى بعد أن حظيت بحملة دعم من قبل المدافعين عن الحريات العامة. وبدوره أعلن الإعلامى طونى خليفة ترشحه عن مدينة طرابلس رغم أنه ابن منطقة عمشيت، بعد أن اعترض على ترشح زميلته جيسيكا عازار، معتبرا أن ثمة من هو أحق منها بالمقعد النيابى من أهالى شهداء ومناضلين ضحوا فى سبيل الوطن. وبعيدا عن الإعلام لم يكن للفنانين حصة كبيرة من الترشيحات بعد اخفاق الفنان غسان الرحبانى فى الانتخابات الماضية، و رغم تسابق الإعلاميين اللبنانيين فى الترشح للانتخابات النيابية تبقى فئة تفضل البقاء ضمن مجالها الإعلامى منهم الإعلامى جورج طرابلسى الذى يشير إلى أنه يرى نفسه أكثر فى المجال الإعلامى وانه كاعلامى لا يختلف عن غيره من المرشحين للبرلمان، و أن الإعلامى من خلال قلمه الحر يمكنه أن يخدم المواطنين أكثر، فالشهرة يمكن ان يكتسبها الجميع وهى ليست مقصورة على الإعلامي، وخير دليل على أهمية الصحفى ما وصلت إليه الإعلامية الأمريكية أوبرا وينفرى من مكانة ومركز فى المجال الإعلامى. أما الإعلامى انطوان خورى فيؤكد انه يرى نفسه أكثر فى العمل الإعلامى ولا علاقة له أبدًا بالشأن السياسي، خصوصًا أنه يرى أنه يستطيع أن يخدم المواطن اللبنانى أكثر فى مجال الإعلام.