مشهد يستحق منا الوقوف أمامه باعتباره حدثا تاريخيا يلتقى فيه أبناء الجدة الواحدة بعد فراق دام أكثر من 65 عاما تصالحا الإخوان فى حميمية واضحة التقطتها عدسات الكاميرات المصاحبة لكل من الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون والزعيم الجنوبى مون جاى إن اللذين التقيا على الحدود الفاصلة بين الدولتين هذه المنطقة الحدودية شهدت فزاعة الحروب التى انبعثت منها رائحة الموت فى كل لحظة وهاهى المنطقة السياحية التى كانت جزءا من التوتر بين البلدين وكانت تدر أموالا طائلة على الشمالية إلا أن موت سائحة من الجنوبية أغلقت هذه المنطقة وها هما اليوم يقفان على الحدود ليزرعا شجرة الصنوبر رمزا للسلام فى المرحلة المقبلة نعم قد سبقت هذه القمة قمتان أولاهما فى عام 2000 والثانية فى عام 2007 ولم يثمرا على أى شيء ولكن هذه المرة أقول إن الاتفاق جازم وعن يقين أتى من خلال تكييف مزاجى رائع تم برضا الاثنين حقيقة قبل هذه اللحظة التاريخية كان العالم يترقب قيام حرب عالمية، ولكن ما بين عشية وضحاها رأينا هذا المشهد المبهر لقد تعانقا الاثنان من أجل السلام وأقول بكل صدق إن هذه المرة جازمة وأكررها لقد قربت المسافات البعيدة وقف الاثنان يودعان طبول الحرب ويرحبان بطبول السلام وبارك العالم هذه الخطوة التى لم تخطر على بال أحد لقد رأينا البوذيون يصلون ويوقدون الشموع من أجل السلام فى مناسبة عيد ميلاد بوذا لقد أعلن الاثنان انهما أتفقا على ازالة كل ما يعوق السلام بينهما اتفقا على نزع السلاح من أجل السلام وأقول إنه سيتم رسم خريطة جيوسياسية لمستقبل هذه المنطقة التى شهدت توترا أثر على العالم أجمع وهاهى اليابان التى كانت تمثل محطة ارتباك نتيجة التهديدات الكورية الشمالية وبرغم ما حدث لم يصل إليها اليقين بما حدث وخوفا من أن تكون هذه خدعة من كوريا الشمالية ولكن أقول لها نامى قريرة العين وإن كان قد تسرب لديك الشك فانك محق فيما رأيته من قبل خاصة عند إجراء التجربة الخاصة بالقنبلة الهيدروجينية والتى كانت تمثل 3.6 ريختير أى أنها أقوى من قنبلة هيروشيما ويقال إن تأثيرها ترك أثرا تحت الأرض من شدة قوتها وأوضح أن التوأم الفكرى الذى تم بين الكوريتين دليل واضح على نزع السلاح من شبه الجزيرة الكورية وبرغم أنه لم يتم تشكيل لجان لمعاهدة السلام بينهما والذى يعد جزءا من اتفاقية السلام ولكنهما أعلنا فى توافق تام أنه وداع للحرب وأهلا بالسلام وإن كانت كوريا الشمالية ظلت أكثر من 10 سنوات يتفاقم لديها معدلات التسلح النووى لدرجة تهديدها للولايات المتحدة بصواريخ عابرة للقارات ذات رءوس نووية ووصل التراشق بينهما أن لدى زرا على مكتبى والآخر يرد عليه بأكثر من ذلك ويرجع الفضل إلى حكيمة البيت الكورى كيم يوجونغ شقيقة الرئيس الكورى الشمالى وعمرها لايتجاوز 30 عاما هذه الأميرة الرقيقة الصارمة خطت خطواتها الدبلوماسية الاولى فهى شخصية مهمة يعدها شقيقها لمنصب مهم فهى ذات حظوة فى البيت الكورى ولكن كوريا الشمالية كانت واضحة وأعلنت موقفها باستدعاء الخبراء ليشهدوا صدق نواياها وأقول إن هذه المنطقة التى كانت مثار خوف للعالم أجمع حلت مشكلتها فى لحظات. أما نحن العرب مازلنا نشجب فى مناطق عدة لا لشيء إلا لأننا لا نملك القرار الذى يجعلنا قوة ويهابنا العالم هل بعد هذا المشهد ألم يحن الوقت لنتعظ أو نفوق من غفوتنا التى طالت ودمرت دولا عربية.. توحدوا فالقوة فى التوحد وليس التفرق. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين