أخذت الحافلة طريقها وسط الكثبان الرملية تميل تارة جهة اليمين وتارة أخرى جهة الشمال نتيجة دورانها حول الدروب الوعرة فى عمق إمارة دبي. كان الغبار والأتربة يحيط بالحافلة من كل جانب تحت درجة حرارة تزيد على 40 درجة مئوية، إنها ليست رحلة سفارى وسط صحراء دولة الإمارات ورمالها الذهبية المتلألئة تحت أشعة الشمس الحارقة، بل زيارة ميدانية لمنطقة أهم أعمال حفر وبناء تشهدها الدولة فى تاريخها، إنه موقع « إكسبو2020 دبي» الذى يشغل مساحة إجمالية قدرها4.83 كيلومتر مربع. ولقد قدر لى أن أكون أول صحفى من خارج الدولة يشهد العمليات الإنشائية التى تجرى على قدم وساق، ومشاهدة المكان الذى سوف يخصص للجناح المصرى داخل الموقع حيث بدأ العمل فى بناء أجنحة الدول المشاركة فى هذا المعرض الضخم، وتم وضع الأساسات، وبات من الممكن رؤية الهياكل الرئيسية للمبانى فوق مستوى سطح الأرض. خلال تلك الجولة بالحافلة داخل موقع الإنشاءات، التى نظمها القائمون على أعمال الإكسبو، رافقت الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية الصادرات المصرية شيرين الشوربجى والوفد المصاحب لها، حيث قامت بزيارة الى دبى الأسبوع الماضى لكى توقع بصفة رسمية عقد المشاركة المصرية فى الإكسبو بجناح مساحته ألف متر. وقد شاهدنا أعمال التصميم الرئيسية، ومنطقة ساحة الوصول التى تعلوها قبة ارتفاعها 69مترا وقطرها 150متراً، حيث تم تنفيذ ما يقرب أكثرمن ثمانية ملايين ساعة عمل فى الموقع، ونقل 6100 متر مكعب من الإسمنت إلى الموقع أسبوعياً، فضلاً عن استكمال مد 53 كيلومتراً من الأنابيب الخاصة بالبنى التحتية. و علمنا أنه سيتم الانتهاء من جميع أعمال البناء فى أكتوبر 2019 لاستقبال 25 مليون زائر70% منهم من خارج دولة الإمارات حيث من المتوقع أن يصل عدد الدول المشاركة إلى 180 دولة من جميع أنحاء العالم. سيفتح إكسبو دبى أبوابه لاستقبال الزوار في 20 أكتوبر 2020 ولمدة 6 أشهر للاحتفاء بالإبداع البشرى تحت شعار «تواصل العقول وصنع المستقبل». وقالت الشوربجى إنه وفقًا لهذا العقد فإن الهيئة ستبدأ فى إجراءات تنفيذ وتجهيز الجناح المصرى حيث تستهدف الانتهاء منه قبل نهاية العام المقبل، وأن العقد قد تضمن جميع التفاصيل المتعلقة بموقع الجناح والمراحل المختلفة للتنفيذ فضلًا عن الدعم الفنى المقدم من اللجنة المنظمة. ومن خلال مشاهدتنا للموقع الذى سيشهد ميلاد إكسبو2020 دبي، علمنا أنه سوف يضم 3أجنحة رئيسية تشمل جناح الفرص، وجناح التنقل، وجناح الاستدامة، حيث يقع الجناح المصرى ضمن جناح الفرص، وهو ما يشير كما أوضحت الشوربجى إلى أن وجود مصر ضمن هذا الجناح يعكس الإمكانات الكبيرة والضخمة للشركات المصرية والتى سوف تؤهلها لأن تكون أحد أهم الشركات الاستثمارية فى منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا. ويستهدف جناح الفرص الترويج لمصر كواجهة استثمارية متميزة حيث إن المعرض سيسهم فى جذب أنظار المستثمرين المشاركين بالإكسبو من جميع أنحاء العالم للاستثمار فى السوق المصرية. وقال نجيب العلى المدير التنفيذى لمكتب لإكسبو 2020 دبى فى تصريح خاص « للأهرام « إن انضمام مصر إلى الدول المشاركة فى إكسبو شيء طبيعي، فهى تمثل الثقل الثقافى المعبر عن ثقافة الشعوب العربية والإسلامية، وسيكون لوجودها فى إكسبو 2020 أثر ثقافى متميز فى تمثيل هذه المنطقة أمام العالم، خصوصا وأن الملايين سيقصدون دبى على مدى ستة شهور ليشاهدوا بأنفسهم ثقافات العالم وإبداعاته والفرص التى تقدمها الدول المشاركة خاصة مصر التى لديها الكثير لتقدمه من إبداعات فنية وثقافية من جهة، وتجارية واقتصادية من جهة أخري. وأضاف أن وجود مصر فى الإكسبو إضافة متميزة للفرص الهائلة التى يقدمها لصنع مستقبل واعد للمنطقة وللعالم. ومن جانب آخر، ستتاح للدول المشاركة إمكانية التواصل المباشر مع الزوار والمشاركين وخلق مجموعة واسعة ومتنوعة من فرص الأعمال والدخول إلى أسواق إقليمية من خلال المنصة التعاونية الخلاقة التى يوفرها إكسبو 2020 دبى الذى يهدف إلى تمكين جميع الدول من تمثيل نفسها على أكمل وجه عبر أجنحة تزخر بمحتوى هادف وتجسد أصالتها وتراثها الوطني. فى الواقع، إن القائمين على إطلاق إكسبو 2020 دبى يؤمنون بأن الابتكار والإبداع وتضافر جهود البشر وتبادلهم الأفكار بأساليب خلاقة سوف يرسم ملامح مسيرة التقدم البشرى خلال السنوات القادمة.
