من بين أقوال الفرنسى أرسين فينجر المأُثورة عن هدفه فى الحياة إن الغاية النهائية هى إسعاد الناس. وللأسف لا تتمكن دائما من تحقيق هذه الغاية، لكنك تحاول. سجل الننى فى أرسنال يكشف أن فينجر الذى أعلن قبل أيام رحيله عن تدريب الفريق بنهاية هذ الموسم بعد حوالى 22 عاما لم يطبق هذا المبدأ مع لاعب الوسط المصرى، ولم يفعل ما يكفى لإرضاء حماس الشاب، الذى كثيرا ما تنبأ له بمستقبل مشرق مع المدفعجية. فالمدرب الفرنسى لم يمنح الننى فرصة كافية لإظهار مواهبه رغم انه كلما سئل عنه قال فيه شعرا ما يدفع للجزم بأنه لا يمكن أن يُلام المدفعجى المصرى لو تفاءل خيرا برحيل مدرب أرسنال التاريخى. فى الموسم الماضى، لعب المدفعجى المصرى 697 دقيقة موزعة على 14 مباراة فقط من إجمالى 38 مباراة هى عدد مباريات الدورى الانجليزى، وفى الموسم الحالى، لعب حتى الآن 870 دقيقة فى 13 مباراة فقط (11 منها أساسيا و2 شارك كبديل). فى المقابل، مُنح زملاءه فى المركز نفسه فرصا أكبر، فقد لعب رامزى 20 مباراة وشاكا 33 مباراة وويلشير 19 مباراة حتى الآن، دون أن يكون للفرنسى العجوز أسباب واضحة لهذا التجاهل خاصة مع تأكيده المستمر أن الننى يحمل صفات اللاعب الضامن لاستقرار وثبات أداء الأرسنال، والقادر على ضخ دماء الحماس فى خط الوسط الدفاعى والهجومى. ورغم كثرة التكهنات بشأن خليفة فينجر والتغييرات التى يمكن أن يفرضها، فإن مصدر قلق الننى الرئيسى هو مستقبله وليس وضعه فى النادى.فهو مطمئن على وضعه بعد أن جدد الشهر الماضى، عقده لمدة 3 سنوات أخرى. قائمة المرشحين لخلافة فينجر تطول يوميا، غير أن أبرز المرشحين هم: لويس إنريكى، مدرب برشلونة السابق، يواكيم لوف مدرب منتخب ألمانيا، ماسيمليانو أليجرى مدرب يوفنتوس، بريندن روجرز مدرب سيلتيك، باتريك فييرا، مدرب نيويورك سيتى ، وكارلو أنشيلوتى مدرب تشيلسى السابق. أيا تكن المدرسة التى ينتمى إليها الخليفة المنتظر، فإن مشكلته الرئيسية أنه يرث فريقا غير متوازن فنيا وتكتيكيا فيما يعتبر نتيجة طبيعية لتركيز فينجر، خلال السنوات الأخيرة، على خط الهجوم المزدحم باللاعبين على حساب خط الوسط الدفاعى والهجومى. يرجع هذا الميراث إلى تغيير فينجر أسلوب وتكتيكات لعب المدفعجية خلال السنوات الأخيرة. ففى السنوات العشر الأولى من عهده ، اعتمد أسلوب أرسنال على مبدأ إن الدفاع خير وسيلة للهجوم والعكس صحيح، ما يعنى ضمان التعادل بين فعالية الهجوم ومناعة الدفاع. وهذا ما مكّن فينجر من الفوز بالدورى 3 مرات وكأس انجلترا 4 مرات، والوصول إلى نهائى بطولة دورى أبطال أوروبا «تشامبيونز ليج» عام 2006. وعندما تغيرت طريقة اللعب التى لم تمنح خط الوسط الرعاية التى يستحقها، بدأ سجل المدفعجية فى التراجع. وهذا يبرر التوقعات بأن تغيير فينجر قد يمنح الننى فرصة ذهبية لإظهار قدراته ووضع بصمة دائمة فى تاريخ الفريق. وهو جاهز لانتهاز الفرصة المأمولة. فخلال الأسابيع الأخيرة اتسم أداء الننى بدرجة عالية من الكفاءة جعلته، بشهادة الأرقام والنقاد، أكثر زملائه فى هذا المركز، تأثيرا وثباتا فى المستوى. وهذا ما أفاد المدفعجية فى الوصول إلى نصف نهائى الدورى الأوروبى لأول مرة منذ 10 سنوات. وبعد مباراة أرسنال الأخيرة مع سيسكا موسكو الروسى فى إياب ربع النهائى، فاز الننى بلقب لاعب الجولة فى البطولة بعد أن قدم تمريرتين حاسمتين جاء منهما هدفا أرسنال فى المباراة. وتعزز خطة التطوير، التى أعلن عنها أرسنال أخيرا، أمل الننى فى تحقيق ما وُعد وحلم به عندما جاء من بازل فى يناير 2016. وحسب الخطة، فإن النادى ينوى فتح صفحة جديدة هدفها زيادة الاستثمار الهادف إلى إعادة النظر فى تقييم الأداء وضخ دماء جديدة. وعندما أعلنت هذه الخطة، قبيل أسابيع قليلة من إعلان فينجر قراره بالمغادرة، علق بعض النقاد عليها قائلين إن إدارة أرسنال تبحث عن طريقة لعب مختلفة وقائد قادر على تطوير مهارات اللاعبين واستغلال قدراتهم ليكونوا من طراز عالمى رفيع، وهذا يعنى أنهم يسعون إلى مدرب مثل فينجر، ولكن النسخة القديمة منه. منذ عامين أصدرت «مؤسسة أرسنال» كتابها «ثورة فينجر... عشرون عاما فى أرسنال». وفيه نُقل عن المدرب المغادر قوله «الحقيقة هو أن التصور عنا (أرسنال) خارج انجلترا أننا ناد يقبل تعدد الثقافات ويعطى فرصة للأشخاص الذين لديهم حلم»، أمل الننى هو أن يُمنح هذه الفرصة مع المدرب الجديد.