يلفت النظر في التغييرات المفاجئة التي اجراها الرئيس محمد مرسي وشملت عددا من قيادات الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية والداخلية التوقيت, خصوصا بعد حادث رفح المأساوي وماتردد عن أسباب منعت الرئيس من حضور جنازة شهداء المذبحة وماسببه ذلك من غضب جماهيري عارم. وعلي الرغم من ان تغيير قائد الحرس الجمهوري كان متوقعا منذ انتخاب الرئيس مرسي حيث استمر في منصبه رغم تعيينه في عهد الرئيس السابق إلا أن اللافت أن قائد الحرس الجديد هو الاسم الوحيد الذي تم الإعلان عن شخصه من الرئاسة مباشرة عكس باقي المناصب مثل قائد الشرطة العسكرية حيث تم تفويض المشير في اختيارها وقيادات الداخلية مثل مدير أمن القاهرة والأمن المركزي اللذين تم تنحيهما. والواقع أن هذه القرارات تعكس سياسة جديدة لرئيس الجمهورية لم يعهدها الشعب المصري من قبل وهي سياسية تغيير أي قيادة تفشل في أداء عملها حيث أن هذه القيادات أبلغت رئيس الجمهورية أنها لاتستطيع تأمين لحضور جنازة شهداء رفح وهو ما أكدته مصادر برئاسة الجمهورية فطبقا لما قالوه إن أسباب إقالة قائد الحرس الجمهوري وقائد الشرطة العسكرية ومدير أمن القاهرة ومدير الأمن المركزي, ترجع إلي فشلهم في تأمين الرئيس للمشاركة في الجنازة كما أنهم أبلغوه بعدم إمكانية تحملهم مسئولي التأمين ونصحوه بعدم الحضور. اما منصب رئيس الحرس الجمهوري فهو ليس تدخلا في سلطات وزير الدفاع رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وقراره تابع لرئيس الجمهورية وهو ما حدث طوال30 عاما قضاها الرئسس حسني مبارك في رئاسة حيث كان يقوم باختيار قائد الحرس الجمهوري وقد تناوب علي قيادة قوات الحرس الجمهوري عدد كبير من قادة القوات المسلحة المشهود لهم بالكفاءة والتاريخ العسكري المعروف. وكان من بين من تولوا ذلك المنصب المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة بالاضافة إلي الفريق مجدي حتاتة والذي شغل بعد تركه الحرس الجمهوري رئاسة هيئة أركان القوات المسلحة لفترة طويلة, والفريق حمدي وهيبة رئيس الهيئة العربية للتصنيع الحالي, ويعد اللواء نجيب عبد السلام رشوان هو آخر قائد للحرس الجمهوري في عصر مبارك والذي لم يتم تغييره إلا اليوم فقط. أما عن اختيار اللواء محمد أحمد زكي قائدا للحراس الجمهوري فإن الموقع السابق الذي كان يشغله من أهم أسباب ترشيحه لذلك المنصب الحساس ونظرا لما يتطلبه من مواصفات خاصة. واللواء محمد أحمد زكي هو قائد وحدة المظلات منذ فترة نحو ثلاث أو أربع سنوات, إلا أنه أثبت جدراته في توفير عدد من قوات المظلات لتأمين المنشأت الحيوية عقب ثورة25 يناير حيث ساهمت في تأمين مبني الإذاعة والتليفزيون ومجلسي الشعب والشوري. وكان اللواء محمد زكي قد شغل منصب رئيس أركان وحدة المظلات قبل توليه قيادة المظلات, وحصل علي العديد من الأوسمة والنياشين خلال فترة عمله بالقوات المسلحة.