حير محمد صلاح البريطانيين، حتى بعض أعضاء المنظمات اليمينية المتطرفة رق قلبهم للملك المصري، كما يُلقب هنا، بعد سطوع نجمه فى سماء كرة القدم الانجليزية. على مدى أيام، انتشر فيديو على موقع «سناب شات» أدهش المسلمين، يصور الفيديو مجموعة من الانجليز اليمينيين المتطرفين، الذين يكرهون الأجانب مسلمين وغير مسلمين، وهم يحيطون برجل ذى ملامح آسيوية. وفى الفيديو، يسأل هؤلاء الرجل الذى يرتعش فى أيديهم خوفا من الاعتداء عليه وربما قتله: ما اسمك؟ فيجيب: محمد، ثم يسأله أحدهم: محمد!! هل تعبد الرب نفسه الذى يعبده محمد صلاح؟ فيجيب الرجل: نعم، فيقولون له على الفور: إذن فلتذهب... وأطلقوا سراحه. وفى الملاعب، حير نجم ليفربول وسائل الإعلام والمعلقين وهو فى الموسم الأول مع فريق الحمر الذى انضم إليهم الصيف الماضى قادما من روما الإيطالي، فقد انتهت كل التعبيرات التى يمكن أن يعثر عليها المعلقون والمحللون الرياضيون فى قواميسهم، لوصف أداء الملك المصرى المفاجئ فى الدورى الانجليزي. فقد تدرجت أوصاف صلاح بداية من المفاجأة وانتهاء بالمذهل مرورا بالمهاجم المدمر، ومحطم الدفاعات، والساحر، الذى تتوقع منه الجماهير الكثير بمجرد نزوله أرض الملعب وأينما تقع الكرة بقدمه أيا يكن مكانه بالملعب، ويقترب صلاح الآن بثبات نحو اللقب الذى ينتظره، وربما يحلم به الأسطورة. وعندما سئل إيان رش، أسطورة ليفربول التاريخى الذى لا يزال يتصدر قائمة هدافى الكرة الانجليزية فى كل المسابقات برصيد 346 هدفا فى 660 مباراة لمصلحة فريق الحمر، عن صلاح، أقر بأنه أثبت خطأ كل المتشككين فى جدوى استقدامه من إيطاليا، بعد أن مر بتجربة غير موفقة فى الدورى الانجليزى سابقا مع تشيلسي. وقد سجل صلاح، حتى الآن، 38 هدفا فى كل المسابقات (منها 29 فى الدورى الانجليزى الممتاز). وهذا ما اعتبره رش اداء مذهلا. ويضاف إلى ذلك أن صلاح يحتل الآن المرتبة ال 74 بين 300 لاعب فى انجلترا من حيث عدد الأهداف فى كل المباريات فى موسم واحد. يعتقد أسطورة ليفربول التاريخى بأن «ميسى ورونالدو أعظم لاعبين فى العالم الآن دون شك.» غير أن رش يتوقع أنه بمرور السنين، لابد أن يصل صلاح إلى المستوى نفسه فهو «بالتأكيد لديه الإمكانية لفعل ذلك». وهذه الشهادة بحق صلاح ربما تعزز التكهنات، التى تثار من حين لآخر، بشأن احتمال انتقال صلاح إلى أندية أوروبية أكبر مثل ريال مدريد الإسباني. غير أن رش يستبعد مثل هذه الخطوة من جانب صلاح. ويقول «الجماهير تحبه، وهو يحبهم، اللاعبون يحبونه، والمدير يحبه، كل شخص يحبه. ولذلك، فإننى أرى أنه ليس هناك سبب يجعله يذهب إلى أى مكان آخر». ولعل لهفة جماهير ليفربول على صلاح، بعد إصابته فى مباراة مانشستر سيتى الأخيرة، ونجاة الشاب المسلم الآسيوى من الموت على يد اليمينيين فقط لأن اسمه محمد، تعزز توقعات رش. وانعكست هذه اللهفة فى تشجيع جماهير ليفربول ليورجن كلوب، مدرب الحمر، على ادخار صلاح وغيره من لاعبى القوة الضاربة بالفريق لمباراة العودة، غدا، أمام مانشستر سيتى فى الدور ربع النهائى فى دورى أبطال أوروبا. وقد لجأ المشجعون إلى وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تويتر، لمطالبة كلوب بعدم الاهتمام كثيرا بمباراة أمس الأول مع إيفرتون، فى الدورى الانجليزى الممتاز. ويبدو أنه لا الجماهير ولا كلوب قد ندموا على قرارهم، رغم افتقاد الحمر إلى صلاح فى هذه المباراة، فقد تعادل ليفربول مع إيفرتون، على أرض الأخير، فحصل كلاهما على نقطة واحدة أبقته فى الترتيب الثالث، لكنه لو كان الحمر قد فازوا بالمباراة، لانتقلوا إلى الترتيب الثاني، الآن على الأُقل. غير أنهم لم يتمكنوا من ذلك رغم سيطرتهم على المباراة، والسبب الرئيسي، وفق المحللين، هو غياب صلاح. وقد أهدر خط هجوم ليفربول أربع فرص للتهديف على الأقل بسبب الافتقاد إلى القدم التى تعرف الطريق إلى الشباك. وإذا كان صلاح قد نسى تجربته القاسية القديمة مع تشيلسى بقيادة المدرب السابق مورينيو، فإن الوسط الكروى لم ينس، ولا يزال يذكر البلوز بخطئهم القاتل عندما فرطوا فى صلاح. وعبرت كارين برادي، نائبة رئيس مجلس إدارة نادى ويستهام يونايتد، عن اعتقادها بأن نورمان أبراموفيتش، مالك نادى تشيلسي، يعض أصابع الندم الآن. وقالت برادي، وهى أيضا إعلامية وكاتبة معروفة، إن أبراموفيتش حصد 58 مليون جنيه إسترلينى من بيع صلاح وكيفين دبروين ورومليو لوكاكو لكنه فى الواقع، خسر كثيرا، فى ظل قيمتهم الحالية التى تصل إلى 400 مليون جنيه استرليني.