النيل من الجنة ودول حوض النيل هى الحديقة التى يشقها النهر العظيم فأين مصر من حديقتها؟ ولماذا تغيب الأفكار والمشاريع؟ لماذا لا يوجد بطولة رياضية تجمع دول حوض النيل وتقام دورتها الأولى فى مصر على كأس النيل؟ لماذا لا تقام مهرجانات حوض النيل المسرحية والسينمائية والدرامية والشعرية ولماذا لا يتم تبادل الخبرات والعلماء والفنانين بين دول حوض النيل فتزهر بيننا الحدائق وتتكامل الثروات ،سنوات طويلة لا يوجد سوى التوتر ، فان كانت اللغة والدين يجمعان البلدان فإن النيل يكاد يكون لغة أقدم قادرة على تجميع ذلك الحوض ،مصر والسودان وجنوب السودان واريتريا والكونغو الديمقراطية واوغندا ست دول تستطيع ان تحقق الكثير اذا تم مد الجسور ست دول من الممكن ان تتنافس سنويا فنيا ورياضيا فى مناسبات وبطولات ومهرجانات تنتقل من عاصمة إلى اخرى فيكون هناك ثمار فى حديقة لا ينقصها إلا الماء الجارى فى العلاقات كما أجرى الله بينهم ماء النهر الخالد ، لاعبون محترفون وفنانون من السودان ومن اثيويبا واوغندا فى ملاعبنا واخرون مصريون فى ملاعبهم وممثلون وكتاب ومخرجون وباب جديد يفتح بين الدول الست. كيف استطاعت مصر قبل آلاف السنين ان تخلق علاقات عبر السفن التى أرسلتها حتشبسوت الى بلاد بونت (سواحل شمال غرب الصومال)؟؟ وخلد ذلك منقوشا على جدران المعابد والحال الآن والظروف والدوافع للتقارب أقوى وأهم لا يحدث ذلك، الامان المائى لا يتحقق فقط بالاتفاقيات لكنه يتحقق ايضا بخلق طرق جديدة للتواصل وبدائل أخرى ثقافية وفنية تجعل هذه البلاد تتلاقى ، النيل أيقونة موحية وملهمة عبر التاريخ ويستطيع مثلا (تمساح ذهبى) ان يحقق مع الوقت ما حققه (دب برلين ) او (سعفة كان)، وان كان الغرب والشمال (اوروبا وامريكا) هما العالم الاكثر جاذبية لما يملكانه من مقومات العصر ومفاتيح الحداثة والتكنولوجيا واليهما تكون الهجرة المشروعة وغير المشروعة فإن الجنوب هو الضرورة وصلة الرحم الجغرافية والامل ايضا ،بما يملك من ثروات لم تستغل بعد ولن تكبد اسرائيل نفسها عناء التواجد بالقرب من دول حوض النيل بكل هذا التركيز والاصرار إلا اذا كانت مدركة خطورة تلك البلاد واهميتها والضرر الواقع علينا من قربها وبعدنا عنهم ،فلماذا يقترب هؤلاء ونحن الاقرب والاقدر والاولى ولماذا لا نبدأ من الآن فى مد الجسور بيننا ونحتفى بحديقتنا الغائبة حتى تزهر وترتوى بماء النيل الذى يجمعنا من الأزل