حقا رمضان كريم.. هذه العبارة المكونة من كلمتين قد لا يعرف الكثيرون معناها وقد يرددها البعض منا ويقصد خلاف معناها الحقيقي.. قد يقولوها البعض عندما لا يستطيع أن يقدم لضيفه شيئا خلال نهار رمضان من مأكل ومشرب. لكن واقعنا الاسلامي ومن خلال ديننا الحنيف يؤكد أن رمضان كريم حقا.. فهو شهر يزاد فيه رزق المؤمن كما أخبر بذلك المصطفي صلي الله عليه وسلم وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين.. حقا رمضان كريم هو شهر من أدي فيه فريضة كان كمن أدي سبعين فريضة فيما سواه ومن عمل فيه خصلة من خصال الخير كان كمن أدي فريضة فيما سواه أي أن ثواب الفريضة في رمضان يعدل أجر سبعين فريضة في باقي الشهور وثواب أي خصلة من خصال الخير يعد أجر فريضة في باقي شهور السنة. حقا رمضان كريم فان ديننا الحنيف يطالب كل مسلم بالاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم في سائر أيام العام ويشدد عليه بالاقتداء به في رمضان فقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود مايكون في رمضان فاذا كان العشر الأواخر من الشهر الكريم شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا تلك الليالي المباركة لأن فيها ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر. حقا رمضان كريم لأن الله تعالي يجزل العطاء للصائمين فقد جاء في الحديث القدسي: كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فانه لي وأنا أجزي به فالله تعالي هو الكريم وخزائنه لا تنفد وعطاؤه لا يحد. ومن عطاء الله للصائمين أن في الجنة بابا يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون فاذا دخلوا أغلق دونهم لا يدخل منه أحد غيرهم. رمضان كريم لأنه شهر من فطر فيه صائما ولو علي شق تمرة أو مزقة لبن كان كأن اعتق رقبة وإذا كان آخر ليلة منه غفر الله لهم جميعا قيل أهي ليلة القدر يارسول الله؟ قال: لا ألا تري أن العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا أجورهم حقا.. رمضان كريم وأي كرم يداني هذا الكرم ؟!