إحياء ذكرى المشاهير من نجوم الغناء وأساطين الموسيقى تقليد قديم تهتم به أجهزة الإعلام تكريما لهؤلاء الذين أسعدوا الملايين بروائعهم الغنائية التى تعيش فى وجدان الجماهير لعشرات السنين. وقد ظهر هذا التقليد بشكل واضح مع ثورة يوليو 52 وفى مقدمتهم سيدة الغناء العربى أم كلثوم التى كان ينتظرها ملايين المصريين و العرب الخميس الأول من كل شهر وتفتتح موسمها الغنائى بقصيدة لشاعر مصرى أو عربى يلقيها على الهواء الإذاعى الكبير جلال معوض لتكون تحت أيدى المستمعين فى كل الأقطار العربية مطبوعة على اسطوانات تصدرها شركة مصرفون، وكذلك عندليب الغناء عبدالحليم حافظ واستطاع أن يسجل كل إنجازات الثورة بالأغنية ليصبح عبدالحليم مطرب الثورة الشهير الذى يلتف حوله كبار شعراء الأغنية الذين تغنى بإبداعاتهم من أمثال مرسى جميل عزيز ، مأمون الشناوى، حسين السيد، إسماعيل الحبروك ،عبدالفتاح مصطفى، كامل الشناوى و شفيق كامل وغيرهم .وفى مقدمة هؤلاء النجوم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب صاحب نشيد «الوطن الأكبر» الذى يقود فيه الأوركسترا بنفسه ويعطى كل مطرب أو مطربة الكوبليه الذى يتماشى أو يوافق صوته الغنائى من أمثال عبدالحليم وشادية ونجاة ووردة وفايدة كامل وفايزة أحمد وصباح وغيرهم باعتبارهم الأصوات التى أسعدت الملايين أيضا. و تمضى ذكرى نجوم الغناء لتحتفل بهم الإذاعة والتليفزيون والصحافة المصرية مشيدة بدورهم الكبير فى إثراء وجدان المستمعين على مستوى الوطن العربى كله، وقد تلقيت رسالة من الصديق محمد جلال الموظف بتأمينات دمياط عاشق الثقافة والأدب وكتب لى معاتباً نسيان أجهزة الإعلام أو عدم الاهتمام الذى يستحقه لبلدياته وشاعره الكبير إبراهيم ناجى وأنا معه فى كل ما قاله خاصة أننى قد كتبت عن قصيدته الشهيرة الأطلال والخلاف الذى حدث بين أم كلثوم ورياض السنباطى بشأنها وهو ما ذكرته فى الجزء الأول من كتابى «حكايات وراء الأغانى» الذى أصدره مركز الترجمة والنشر بالأهرام فى فترة الكاتب الكبير وحيد عبدالمجيد التى يقول مطلعها «يا فؤادى لا تسل أين الهوى.. كان صرحا من خيال فهوى.. اسقنى واشرب على أطلاله.. وارو عنى طالما الدمع روى وغضب السنباطى من أم كلثوم وحدثت بينهما قطيعة استمرت أربع سنوات بسبب طلبها تعديل نهاية الأغنية وإصراره على عدم التعديل وفى النهاية رضخت أم كلثوم لشروطه وعادت للغناء مرة أخرى، ولم تكن الأطلال هى القصيدة الوحيدة لإبراهيم ناجى بل سبق وأن غنت له من حوالى ستين عاما ً قصيدة «أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصر ا فمصر هى المحراب والجنة الكبرى .. سلاما ً شباب النيل فى كل موقف على الدهر يجنى المجد ويجلب الفخرا» تلحين السنباطى أيضا ً مما يجعلنا نطالب بأن تكون ذكرى كبار الشعراء بنفس مستوى نجوم الغناء خاصة أن ذكرى كثير منهم لم تكن على المستوى المطلوب. وقد مرت منذ أسبوع ذكرى إسماعيل الحبروك واكتفت الإذاعة بذكر بعض أغانيه وهو نفس ما حدث مع الشاعر الكبير حسين السيد. وأقترح أن تتضمن ذكرى أى شاعر إقامة ندوة أو أمسية حول أسلوبه فى كتابة الأغنية والصور الجمالية الذى ابتكرها مثل «صورة كلنا كده عايزين صورة» لصلاح جاهين و «طوف وشوف .. فى جنة ربنا .. واتفرج وشوف» ، «وست الحبايب» لحسين السيد و غيرهما بحيث يحضرها الشباب ليتعلموا من جيل الرواد كيف كانوا يكتبون أغنية تعيش لعشرات السنين وتصلح لجميع المناسبات الوطنية والاجتماعية. لمزيد من مقالات مصطفى الضمرانى;