فى التقرير المقدم للمؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى، قال الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى شى جين بينج، إن الهدف العام لتعميق الإصلاحات فى كافة جوانب المجتمع الصينى هو تحسين وتطوير منظومة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتحديث أنظمة البلاد وقدرتها على الإدارة، ويعد تعزيز تطور الديمقراطية التشاورية الواسعة النطاق والمتعددة المستويات والمؤسسية من المهام الرئيسية للإصلاح. يساوى البعض بين الديمقراطية والانتخابات، ولكن شى جين بينج يرى أن الديمقراطية الانتخابية والديمقراطية التشاورية هما شكلان هامان من أشكال الديمقراطية، مع أن الديمقراطية التشاورية، تمثل حقا جوهر الديمقراطية الشعبية. تتخذ الديمقراطية الاشتراكية الصينية شكلين هامين: أحدهما، ممارسة الشعب حقه فى التصويت فى الانتخابات؛ والآخر أن يقوم الشعب من كافة دروب الحياة بمشاورات مكثفة قبل اتخاذ القرارات الرئيسية للتوصل إلى التوافق حول القضايا المشتركة قدر الإمكان. هذان الشكلان لا يحل أى منهما محل الآخر، ولا ينفى أحدهما الآخر، بل يكمل كل منهما الآخر، ويِكوّنان معا السمات المؤسسية والمزايا للسياسة الديمقراطية الاشتراكية الصينية». إجراء مناقشات ومشاورات مستفيضة بين جماهير الشعب عملية تعزيز للديمقراطية والاستفادة من الحكمة الجماعية وعملية لتوحيد أفكار الناس وبناء توافق فى الآراء وعملية لصنع القرارات بطريقة علمية وديمقراطية، وعملية لضمان موقف جماهير الشعب باعتبارهم سادة لدولتهم. ومن الأهمية بمكان أن يشارك ممثلو الشعب المنتخبون فى إدارة شؤون الدولة والمجتمع عبر مشاركتهم فى الانتخاب قانونيا، ومن المهم بنفس القدر أن يشارك الناس فى إدارة شؤون الدولة والمجتمع من خلال نظم وأساليب خارج عملية الانتخاب. إذا كان من حقهم الانتخاب فقط من دون حق المشاركة الفعلية، وبعبارة أخرى، إذا كانوا «يستيقظون» فى وقت الانتخابات فقط، ويدخلون فى «سبات» بعد ذلك، فهذه ديمقراطية شكلية. ومن ناحية أخرى، دعا شى جين بينج إلى دفع وتنفيذ مهمتنا الإستراتيجية المتمثلة فى النهوض بالديمقراطية التشاورية لتتطور بشكل واسع ومؤسسى على المستويات المتعددة. قال الرئيس شى: «عندما نتحدث عن التشاور، نعنى التشاور الحقيقى.» وأكد على «أن التشاور الحقيقى يتطلب التشاور قبل وأثناء عملية صنع القرار، ويتطلب اتخاذ القرارات وتعديل الإجراءات على أساس الآراء والمقترحات من جميع القطاعات. كما يتطلب ضمان تنفيذ نتائج المشاورات مؤسسيا حتى تعكس قراراتنا وإجراءاتنا رغبات وطموح عامة الشعب وتتكيف بشكل أفضل مع ظروف الحياة الواقعية.» آراء الرئيس شى جين بينج بشأن الديمقراطية التشاورية تشكل نظاما علميا واسعا. وهى جزء هام لأفكاره حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد، ويعد ذلك تقدما هاما فى نظريات الحزب الشيوعى الصينى حول الديمقراطية الشعبية، وثمرة هامة فى توطين الماركسية فى الصين. جاء فى تقرير الرئيس شى الذى قدمه للمؤتمر الحزب، أن الصين ستعتمد نهجا منسقا لتعزيز المشاورات التى تجرى من قبل الأحزاب السياسية ومجالس نواب الشعب والإدارات الحكومية ولجان المؤتمر الاستشارى السياسى والمنظمات الشعبية والمجتمعات والمنظمات الاجتماعية، وستعزز بناء نظام الديمقراطية التشاورية، بحيث تضمن مشاركة جماهير الشعب فى الأنشطة السياسية اليومية بصورة واسعة ومستمرة وعميقة. وحدد الرئيس شى طبيعة المؤتمر الاستشارى السياسى، قائلا: «المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى، باعتباره مؤسسة تابعة للجبهة المتحدة ومؤسسة للتعاون متعدد الأحزاب والمشاورات السياسية، يعد وسيلة هامة لتحقيق الديمقراطية الشعبية، ويجسد السمات المميزة للاشتراكية الصينية.» وقال إن المؤتمر الاستشارى السياسى هو مؤسسة سياسية صينية مميزة تتلاءم مع الظروف الصينية. وهذه التأكيدات أدرجت فى تقرير الرئيس شى المقدم إلى المؤتمر الوطنى التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى. إن وجهى الديمقراطية التشاورية، باعتبارها جوهر الديمقراطية الشعبية وكونها مؤسسة سياسية صينية مميزة، مترابطان ويعزز كل منهما ويدعم الآخر. جوهر الديمقراطية الشعبية يتحقق من قبل المؤسسة، وفى المقابل يجب أن تجسد هذه المؤسسة جوهر الديمقراطية الشعبية. وعلى هذا النحو، فإن تصريحات الرئيس شى جين بينج حول المؤتمر الاستشارى السياسى والديمقراطية الاستشارية، كجزء من أفكاره حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد، تعد دليلا هاما لتعزيز تطور الديمقراطية التشاورية من خلال المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى. الديمقراطية التشاورية الحقيقية تحتاج إلى إجراءات وممارسات كاملة ومشاركة الشعب. وكما أشار الرئيس شى، فإنها يجب أن تُمارس طوال عملية التشاور السياسى برمتها، والمراقبة الديمقراطية، والمشاركة فى مناقشات ومشاورات إدارة شؤون الدولة. فقط من خلال الالتزام بمبدأ «الشعب أولا»، يمكننا أن نتقدم باستمرار بالديمقراطية التشاورية فى إطار المؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى. لى جيون رو، النائب الأسبق لرئيس مدرسة الحزب للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى.