أن نهتم بالسياسة ويكون لنا رأي فيها,نتفاعل بها ومعها,هي هواية جديدة تعلمناها أيام الثورة..لكننا بدأنا نملها وندير ظهورنا لها من جديد كما كنا قبل الثورة,اما لأنها مستفزة تضغط علي أعصابنا. أو لأنها تتحرك ببطء مزعج,ولاتحقق أحلامنا الثورية..قد يكون العيب في المعارضة التي لاتعرف سوي الاعتراض علي أي شيء وكل شيء, ولا تقدم أي جديد..وربما تكون المشكلة في نوعية الخطاب السياسي نفسه:غير مقنع,وعوده فارغة,مصاب بجمود ذهني,لاأمل فيه أو في المستقبل..وقد يكون العيب في المسئولين السياسيين بشكل عام:يفتقرون الي المصداقية أحيانا,والي الجرأة أحيانا..يخشون ردود الأفعال,فيخفون الحقائق,يكذبون ويضللون كثيرا,ويفضلون الاختفاء عن الشاشات والمؤتمرات في بعض الأحيان. حالة الملل نفسها من السياسة بمر بها الأمريكيون حاليا,في وقت يفترض أن تشهد الحملات الرئاسية سباقا محموما,ولم يتبق سوي ثلاثة أشهر علي الانتخابات..والدليل أن استطلاعات الرأي تكاد لاتتغير منذ أربعة أشهر..نفس الهامش الصغير الذي يتفوق به الرئيس اوباما علي منافسه رومني..فلم يعد أحد يهتم..لم يكن الوضع كذلك قبل أربع سنوات..فلماذا مل الأمريكيون السياسة,ولماذا فقدت الانتخابات الأمريكية حيويتها وبريقها هذه المرة؟اوباما اعترف بأن أكبر خطأ ارتكبه منذ وصوله الي البيت الأبيض,أنه ركز كثيرا علي المضمون دون الأسلوب,أي أنه اهتم فقط بأداء وظيفته الوطنية بشكل سليم,ولم يحاول أن يكون مجددا,ملهما, مثيرا للأمل والخيال بالشكل الذي فاز به في انتخابات2008.. لم يحاول تنمية الاحساس بالتفاؤل والحب ووحدة الهدف لدي الأمريكيين,خاصة في الأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد..في المقابل يشعر الأمريكيون بأن اوباما يتعالي عليهم ويعطيهم الاحساس بأن دوره السياسي عبء ثقيل يتحمله في سبيل النجومية. الجدل السياسي في أمريكا لم يتغيرمنذ الستينيات..الاتهامات المتبادلة لم تتغير..كلها مشحونة بالكراهية..الكليشيهات هي هي..لا فكر جديدا,لا خطاب جادا يرقي لمستوي الدراسة العلمية, أو يطرح سياسات أو فلسفات واضحة..لا خطط مستقبلية تشعل حماسا ايجابيا..تردد وخوف من اغضاب ممولي الحملات الانتخابية ودافعي الضرائب..وهناك انطباع عام لدي أنصار كل حزب بأن فوز الآخر سيحل ككارثة علي الوطن..ولكن بصرف النظر عن الأسباب التي تنفر الناس من السياسة هنا أو في أمريكا,يجب أن تظل السياسة مهتمة بالناس. المزيد من أعمدة سلوي حبيب