تستقبل المستشفيات الجامعية بمحافظة الغربية مئات المرضى يوميًّا، من محافظات الدلتا المختلفة، مما يجعل الخدمة الطبية والعلاجية المقدمة للمرضى سواء فى العنصر البشري، متمثلا فى الأطباء والتمريض، أو العنصر الفنى الخاص بالأجهزة والعلاج أمرا صعبا.. ولذلك فإن معاناة المرضى وذويهم لا تنقطع. «الأهرام» يرصد من داخل المستشفيات التابعة لجامعة طنطا، معاناة المرضى والأطباء على السواء. وتؤكد نهى السيد مرافقة لزوجها بقسم الأورام أن أهم المشكلات التى يعانيها المرضى وذووهم داخل مستشفيات جامعة طنطا، هى «مافيا مراكز الأشعة ومعامل التحاليل»، التى تعمل لحساب بعض الأساتذة، الأمر الذى يجعل العديد من الأطباء يطلبون إجراء الأشعة أو التحاليل خارج المستشفيات الجامعية، ولدى مراكز ومعامل بعينها، تقع فى محيط المستشفيات، بحجة أن نتيجة أجهزة الأشعة «عطلانة»، أو نتيجة التحاليل هنا غير دقيقة، مما يشكل عبئًا ماديًّا كبيرًا على أهالى المرضي، ومعظمهم من الفقراء المعدمين، مشيرة إلى أننا نقوم بشراء أدوية مرتفعة الثمن على حسابنا. ويضيف رضا سلامة، مرافق لوالدته المريضة بقسم العصبية والنفسية، أن معاناة مرضى قسم العصبية والنفسية تختلف عن غيرهم؛ فمعظمهم من المصابين بجلطات، ويضطر أهل المريض للمبيت والوجود فى المستشفى بصفة دائمة، يفترشون الأرض ومعهم البطاطين، لتلبية نداء الأطباء أو التمريض لشراء هذا الدواء أو إجراء هذا التحليل أو الأشعة، إلا أن الأمن بالمستشفى يقوم بإخراجنا وأخذ البطاطين منا، وكأننا نجلس هنا رفاهية. ويؤكد محمد على (من قطور) أنه جاء بوالدته المصابة بجلطة فى الساعة الثانية ليلا، وطلب منه الأطباء شراء «حقنة» ب7 آلاف جنيه، لإذابة الجلطة فى بدايتها، ولم يكن معى ثمن هذه الحقنة، ومعظم مرضى الجلطات وذويهم من غير قادرين، فلماذا لا توفر المستشفيات هذه الحقنة للمرضى على نفقة الدولة؟!. ويشير أحمد مصطفي، مرافق لمريض فى مستشفى الطوارئ، إلى أن مريض الطوارئ أحيانًا لا يجد مكانًا هنا فى الجامعة، فيطلبون منا الذهاب إلى مستشفى المنشاوى العام، الأمر الذى يضاعف من معاناتنا، خاصة فى الأوقات المتأخرة، فلماذا ترفض الطوارئ استقبال بعض الحالات؟. أما والد إحدى المريضات بقسم السمنة بالمستشفى التعليمى العالمى (الفرنساوي) فيؤكد أن الأستاذ المعالج طلب منا «أتعابه» قبل إجراء العملية، ودفعنا له شخصيًّا ما طلب، رغم أننا فى مستشفى حكومي!! ويشير إلى أن هذا الأمر غير مقتصر على هذا الطبيب، وإنما هو أمر عام.. معظم الأساتذة يتفقون مع المرضى وذويهم على الأتعاب، رغم أنه يجرى العملية داخل غرفة عمليات المستشفى (الفرنساوي). أما محمد عتمان المرافق لوالدته التى تتردد على قسم المناظير بمستشفى الجامعة، فيقول: يتم تأجيلنا كل مرة بسبب ان جهاز المناظير عطلان، فنضطر إلى الذهاب لأحد الأساتذة بعيادته الخاصة وعمل المنظار حتى لا تتدهور الحالة، فمتى تهتم المستشفيات الجامعية بصيانة وإصلاح أجهزة المناظير أو الأشعة حتى تخفف المعاناة عن المرضى وذويهم؟. وأكد الدكتور مجدى سبع، رئيس جامعة طنطا، أن ملف المستشفيات الجامعية يأتى فى مقدمة اهتماماتى كرئيس للجامعة، وأحد أساتذة كلية الطب بها، ولذلك قمت خلال الأيام القليلة الماضية، منذ توليت المسئولية، بجولات على المستشفيات الجامعية، للوقوف على مدى انتظام الأطباء والتمريض وجميع العاملين فى أعمالهم، والاستماع إلى شكاوى المرضى وذويهم، للعمل على حلها فورًا، والتأكيد على إجراء الفحوص والتحاليل داخل المستشفيات الجامعية لتحسين الأداء بالمستشفيات الجامعية، وأكد أن مكتبه مفتوح للجميع.