رجح أستاذ كرسى أنور السادات للسلام والتنمية بجامعة ميريلاند والخبير فى قضايا الشرق الأوسط شبلى تلحمى أن تكون إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد تخلت عن خطة السلام مشيرا إلى أن فريق ترامب التفاوضى يبحث عن مخرج وعن طرف يحملونه المسئولية ويلقون اللوم عليه. واعتبر الأكاديمى الأمريكى ذو الأصول الفلسطينية أن ما ذكره الرئيس ترامب حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيساعد على إحراز تقدم فى السلام هو حجة واهية ، وأضاف فى لقاء مع الأهرام فى واشنطن أن دافع ترامب من وراء ذلك ليس السلام، وكذلك ليس له علاقة بالشأن الداخلى كما يعتقد البعض ، موضحا أن استطلاعات الرأى تشير الى أن 63% من الجمهور الأمريكى ضد نقل السفارة الأمريكية الى القدس لافتا الى ان 44% من هؤلاء من الجمهوريين. وأوضح تلحمى أن مستشارى ترامب فيما يتعلق بالشرق الأوسط يعيشون فى قوقعة خاصة بهم وخبراتهم محدودة، ولفت إلى أن مفاوضات كامب ديفيد في عام 2000 انهارت بسبب القدس وقال: لقد كانوا يعتقدوا أنهم إذا عرضوا علي الفلسطينيين 80٪ أو حتى 90٪ من أراضى الضفة مقابل تنازلات جوهرية فى القدس سيقبلون، وكانوا يظنون أنهم إذا أعطوا الفلسطينيين دولة سيتنازلون عن القدس وهذا خطأ استراتيجى، وأشار إلى أنه كان له دور فى التحضير لمفاوضات كامب ديفيد مع الجانب الامريكي، وقال: قبل وصول الوفود ذهبت الى البيت الأبيض واجتمعت مع مستشار الرئيس الأمريكى بيل كلينتون حينذاك روبرت مالى وقلت له: أنتم والاسرائيليون تفكيركم خاطئ“، وبالفعل بدأت المفاوضات وركزت على القدس وفشلت بسبب القدس. وحتى يومنا هذا لا أعلم أن هناك زعيما فلسطينيا يمكن أن يقبل بأى اتفاق سلام لا يتضمن القدس. وحول مدى انعكاس إعلان ترامب على العلاقة الأمريكية الفلسطينية، أجاب: ليس هناك فى الماضى ولا فى الحاضر علاقة أمريكية فلسطينية ثنائية ، العلاقة ثلاثية أمريكية إسرائيلية فلسطينية، الأمر كله مرتبط بالملف الاسرائيلى وبمصالح إسرائيل. وأكد أن العلاقة الرئيسية هى بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل موضحا أنه إذا كان الفلسطينيون عاملا مساعدا ومفيدا لهذه العلاقة ، سيكون الأمريكيون أكثر قبولا لهم موضحا أن مكتب منظمة التحرير فى واشنطن ليس له أى فائدة استراتيجية للدبلوماسية الامريكية، لكن بلا شك وجوده مهم كمؤسسة فلسطينية وصوت فلسطينى فى العاصمة الأمريكية . وحول ما أكدته الإدارة الأمريكية بأنها مستمرة فى رعايتها للعملية السلمية أجاب: لا أتوقع ان يكون هناك مشروع أمريكى ناجح للسلام، ومهما كانت محتوياته سيفشل، لا ارى ان هناك أى احتمال لقبول مشروع أمريكى سواء من قبل الرأى العام الفلسطينى وحتى على الصعيد العربى رغم ان العرب فى موقع استراتيجى ضعيف، وليس بيدهم أوراق ضغط حقيقية على اسرائيل. وكذلك فإن القضية الفلسطينية لم تعد محورية عربيا ، لافتا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لن تقبل بإعطاء الفلسطينيين مجرد القليل لأنها حينئذ ستنهار وقال: معظم أعضاء هذه الحكومة لا يقبلون بفكرة الدولة الفلسطينية وبتقديم تنازلات فى الضفة الغربية ، وإذا قدموا أى شيئ للفلسطينيين فإن الحكومة ستنهار ، وتابع: لدينا رئيس لأمريكا لم نر مثله فى السابق فهو دائما على صواب . غير مسئول عن أخطائه وعلاقته مع اسرائيل متينه ، من المستحيل أن يطرح شيء يمكن أن ترفضه ، بل انه سيحظى بقبول إسرائيلى قبل ان يطرحه على الفلسطينيين . وقال تلحمي: الحكومة الإسرائيلية الحالية تحظى بتأييد مستشارى ترامب، وهم يؤيدونها فى قضايا الاستيطان والقدس بالإضافة أنه لا يوجد ضغط لصالح الفلسطينيين سواء داخلى أو خارجي. ولفت إلى أنه فى ظل المعطيات الراهنة قد تتحول خطة السلام الأمريكية من صفقة متكاملة الى حل مرحلى سهل تسويقه، يسمح بتأجيل القضايا الجوهرية وقال: لكنى أستبعد قبول هذا السيناريو فى الظروف الراهنة فى ضوء 50 سنة من الاحتلال وفشل اتفاق أوسلو بمرحلتيه وعدم التمكن من بناء ثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورأى تلحمى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعتقد ان عمليه التطبيع. مع الدول الخليجية لم تعد مرتبطة بتسوية النزاع الفلسطينى الاسرائيلى ، خصوصا فى ظل التقارب استراتيجى فى الملف الإيراني، لافتا إلى أنه عندما يحدث الفشل لن تستطيع أى دولة عربية أن تفصل نفسها عن المشهد وعلى صعيد قضايا الحل النهائى وعلى رأسها حق العودة أجاب:حق العودة ليس سببا لانهيار المفاوضات ، ولا يوجد فلسطينى يمكن ان يتنازل عن حق العودة، فكل فلسطينى له حق تاريخى وحق قانونى مرتبط بالقرارات الدولية، لكن القضية كيف ننفذ هذا الحق؟ وماهى الخيارات المطروحة امام الفلسطينيين كي يطبقوا الحل وما ثمن الحل؟