يتعلق السكندريون بالصلاة في مساجد الغرباء من أولياء الله الصالحين في رمضان وتمتليء مساجدهم خاصة في صلاة التراويح وهم كثيرون نظرا لأن الإسكندرية كانت الجسر الحضاري الذي ربط بين المشرق والمغرب في حلقة اتصال بين علماء الأندلس وسائر إفريقيا. وكان المسلمون القدامي ومنهم أولياء الله الصالحين يتخذونها طريقا إلي حج بيت الله الحرام من ناحية ويتزودون فيها من العلم والمعرفة من ناحية أخري ومن فرط كرم وترحيب المصريين بأولياء الله الصالحين وحسن الضيافة كانوا يفضلون الإقامة بالإسكندرية ليصل عددهم بالإسكندرية وحدها إلي55 وليا من أولياء الله الصالحين موزعين علي أحياء الإسكندرية المختلفة منهم: أبوالعباس المرسي الذي قدم من بلدة مرسية بالمغرب والشيخ الأعرج الذي كان له فضل في تطوير علوم اللغة العربية وياقوت العرش والبوصيري صاحب قصيدة البردة الشهيرة بمنطقة رأس التين واسمه شرف الدين محمد بن سعيد البوصيري وبشرق الإسكندرية سيدي بشر وسيدي جابر والقباري والشاطبي وأبي الدرداء بوسط الإسكندرية. يقول الشيخ السيد عبد الباقي إمام وخطيب مسجد إبراهيم الدسوقي إن أبرز أولياء الله في مصر خصوصا في العصر الفاطمي حيث نزحوا من عدة دول: المغرب وسوريا والأندلس وعندما سقطت الدولة العباسية في بغداد وانتقلت الخلافة إلي مصر اتخذها هؤلاء الأولياء سكنا لهم ومأوي حيث شعروا فيها بالأمن والأمان مع الترحيب الشديد لهم من أهل مصر. وعن تعلق أهل الإسكندرية بأولياء الله الصالحين الغرباء عن المدينة ومساجدهم, يقول عم مهدي عبد الحفيظ علي المعاش لاأشعر بالراحة إلاعندما أصلي في مسجد المرسي أبوالعباس منذ سنوات وخاصة في شهر رمضان حيث تلف الحالة الإيمانية المساجد بميدان المساجد ببحري. ويقول صبحي عبد العزيز صاحب محل بوسط المدينة أرتبط أنا وغيري من السكندريين بمساجد أولياء الله الصالحين ونحرص علي آداء الصلوات الخمس في مسجد سيدي المتيم والأباصيري والعطارين والشاطبي والنبي دانيال خاصة في شهر رمضان وزيارة لمسجد البوصيري تلمح الناس وقد تعلقت أعينهم ببردة البوصيري المكتوبة علي جدران المسجد الرخام. ويقول مصطفي ياسين مدرس أول بالمدارس الصناعية إن ميدان المساجد يمتليء عن آخره طوال أيام شهر رمضان المبارك حيث يقضي الناس معظم أوقاتهم في أبو العباس وغيره من مساجد الصالحين. يقول الأثري أحمد عبد الفتاح إن من أشهر أولياء الله الصالحين بالإسكندرية ويتوافد المصلون عليه خلال شهر رمضان علي مدار24 ساعة مسجد أبو العباس المرسي وبجواره مسجد ياقوت العرش وهو مدفون فيه وهو تلميذ لأبوالعباس المرسي ولم يكن مصريا ولكنه حبشي من إثيوبيا واسم المرسي أبو العباس هو اسم الشهرة والإسم الحقيقي له هو الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه سيد الخزرج وصاحب سقيفة بن ساعدة التي تمت فيها البيعة لآبوبكر الصديق بالخلافة.. ولد أبوالعباس المرسي بمدينة مرسية سنة616 هجرية,1219 م ونشأ بها وهي إحدي مدن الأندلس واليها نسب فقيل المرسي.. مشيرا الي الإمام البوصيري صاحب المسجد بالإسكندرية واسمه محمد بن سعيد حماد بن عبد الله وقد ولد عام608 ه انتهي به المطاف إلي الإسكندرية حيث توفي ودفن فيها عام697 ه ولعل أخلد أعماله قصيدة البردة التي أجمع المؤرخون أنها أفضل قصيدة قيلت في مدح الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وقد اقتدي الكثير من الشعراء ومن أشهرهم احمد شوقي في نهج البردة وبردة البوصيري كتبها علي جدران المسجد الخطاط عبد الغفار بيضا خاوري وهي مكتوبة بالمسجد من الداخل من جميع الجهات بالخط الفارسي أعلي النافذة داخل إطارات مستطيلة من الرخام تزينها وريقات نباتية. يقول الشاعر جابر بسيوني عضو اتحاد الكتاب إن الخطاط عبد الغفار بيضا اشتهر بتنفيذ العديد من النقوش في مصر خاصة كتابات باب الحديد بالقلعة وهو ينتمي إلي بلدة البيضا إحدي مدن فارس وقد قدم إلي مصر عام1240 هجرية. ويضيف أن منطقة الشاطبي حيث يوجد مسجد الإمام الشاطبي بالقرب من شاطئ البحر في الحي الذي عرف باسمه وهو من أولياء الله الصالحين يتردد عليها أبناء الإسكندرية كثيرا لزيارته والمسجد من المزارات الدينية بالمدينة والفقيه الشاطبي ولد بمدينة شاطبة شرق الأندلس عام858 ه واسمه أبو عبدالله محمد بن سليمان الشاطبي وقد لقب بالشاطبي نسبة إلي مدينة شاطبة شرق الأندلس, واستقر بالإسكندرية واشتهر بالتدين والورع.. وكان السلطان الظاهر بيبرس عام1620 م يذهب خلال إقامته بالإسكندرية لزيارته والاستماع إليه... ويوجد بشارع النبي دانيال بوسط الإسكندرية مسجد سيدي عبد الرزاق ا لوفائي, وهو ولي من أولياء الله الصالحين وكان يعطي دروسا في الدين وقبره داخل المسجد.