شهد معرض القاهرة للكتاب الذى اختتم أنشطته الأسبوع الماضى اهتماما وحضورا كبيرين هذا العام، من جانب الجمهور خاصة صغار السن، وكان من الملاحظ الإقبال الكبير على كتابات المبدعين الشباب وانتشار أعمالهم، برغم أن كثيرين منهم يخوضون تجربة الكتابة والتأليف لأول مرة. ؛ بعد انتهاء معرض الكتاب، طرحنا تساؤلاتنا على المبدعين الجدد، لنتعرف منهم على حقيقة التجربة، وكيف عايشوها، وحكاياتهم مع الكتاب الأول، الذى يعتبر عادة ك «المولود الأول» - من حيث مكانته- فى حياة كاتبه. ............................. سارة أحمد مؤلفة رواية «آصف بن برخيا» تقول إن الرواية هى باكورة أعمالها وتدور فكرتها عن الفتن التى يتعرض لها الإنسان، فهى ثابتة باختلاف العصور والأزمنة، من حيث تأثيرها علينا وتعاملنا معها، وللرواية محوران؛ الأول يدور فى عصر نبى الله سليمان، وبطلها هو وزيره وأمين سره «آصف بن برخيا»، والثانية فى عصرنا الحالى، وبطلها اسمه أحمد، وفى أحداث الرواية يحدث ربط بين القصتين . تضيف أن البداية كانت منذ الصغر فقد كان لنشأتها الأثر الكبير فى حب القراءة وكان لوالدتها تأثير مهم فى تشجيعها عليها، وكذلك والدها الذى استفادت منه لحفظه القرآن الكريم وتعليمها إياه، مما جعل اللغة العربية حاضرة معها دائما. وقد بدأت بقراءة قصص الأطفال ثم القصص الشبابية والراويات والشعر والأدب العالمى واستهواها كتابات يوسف السباعى ومحمود درويش وفؤاد حداد وصلاح جاهين . بدأت سارة الكتابة فى وقت مبكر، لكن اقتصر الأمر على كتابتها فى مجلة المدرسة، ولم تفكر فى الكتابة إلا أخيرا من خلال الفيس بوك، فبدأت كتابة بعض الأفكار والخواطر، وكان من أصدقائها على صفحتها أحمد عبد الجواد مؤسس «دار عابر» للنشر، فطلب منها عمل حلقات مسلسلة تنشر أسبوعيا على صفحة «عابر»، وحين لاقت استحسان المتابعين على الصفحة طلب منها أن تواصل الكتابة حتى يتم النشر. وتقول سارة إن إحساسها بالمشاركة فى معرض الكتاب هذا العام مختلف، فهى لم تعد تشارك كقارئة فقط كالمعتاد، ولكن اختلف منظور الرؤية بالنسبة لها، فأغلب جمهور المعرض يتجه إلى سور الأزبكية، نظرا لتنوع الكتب به وانخفاض أسعارها، أو إلى الأسماء المعروفة من دور النشر الكبرى. طبيب بيطرى ومؤرخ رياضي »الوجه الآخر لكرة القدم» هو العمل الأول للدكتور عادل سعد، وتناول فيه قصصا عن كرة القدم العالمية وجمع أغرب وأطرف الحكايات عبر التاريخ منذ إنشاء الاتحاد الانجليزى سنة 1854 حتى سنة 2013. ويذكر الكتاب 20 حكاية كروية من مختلف البلاد الغربية. ويتناول أول بطولة دورى وكانت فى ايطاليا سنة 1889، مشيرا إلى معلومة لا يعرفها كثيرون وهي أن مباريات الدورى أقيمت كلها فى يوم واحد بمدينة تورينو الايطالية!. ويقول المؤلف إنه يكتب فى أكثر من موقع مثل «فى الجول» وموقع آخر اسمه «جول» الانجليزى والنسخة العربية, كما يعمل كمؤرخ رياضى بقناة «أون سبورت»، ومن هنا جاءته فكرة عمل كتاب عن كرة القدم، وأصبحت الرغبة ملحة داخله، نظرا لفقر المكتبة الرياضية وضعف وقلة الكتب العربية الرياضية. ورغم إن المؤلف الدكتور عادل سعد من خريجى كلية الطب البيطرى فإن عمله واهتماماته الرياضية جعلت لديه أفكارا عن كتابات أخرى كموضوع علاقة الكرة بالسياسة، وأندية فى طى النسيان، والدراما المرتبطة بكرة القدم فى الوطن العربى والتى لم تذكر من قبل وعن تاريخ الكرة المصرية، وتاريخ نادى الزمالك. الجماد أفضل من الإنسان أحيانا كريم عبد الرسول أصدر ديوان شعر تحت عنوان «بين الخشب والدم»، ويقول إن العنوان يستند إلى أن كل إنسان لديه صراع نفسى داخلى، لذا فهو يرى أن الجماد من الممكن أن يتحرك ويتكلم، ويعطى لنا الفائدة والمعرفة، وأن الجماد يكون أفضل من الإنسان أحيانا، ويؤكد فكرة الديوان وهى أنه: «لولا الورق وهو جماد مكانش دكتور عرف علاج حد مريض عشان يتعالج ويعيش». فهو يرى أن الله سخر لنا الجماد لفائدة البشر. امرأة ليست للقراءة يؤكد الزميل مفرح سرحان أن ديوانه «امرأة ليست للقراءة» هو عبارة عن نصوص شعرية تنحاز للأنثى، فهو يرى المرأة رمزا خصبا ودائم الحضور, تارة تحضر كحبيبة وتارة كأم ومرة أخرى كوطن, أو كقضية, ولكنها على طول الخط تمثل القيمة التى إن تورات قليلا فى بعض النصوص لا تلبث أن تعود للظهور مرة أخرى. ويقول: «قررت أن أغرد بعيدا. أن أكتب شعرا بدون امرأة, فوجدتنى كلما كتبت بيتا, أقامت فيه امرأة». ديوان «امرأة ليست للقراءة» هو أول انتاج شعرى للصحفى مفرح سرحان رئيس قسم الأخبار بجريدة «الأهرام المسائى»، والمؤلف له أعمال تحت الطبع منها «سيخ الحانة» .وهو يقول إن معرض الكتاب هذا العام كانت له طبيعة خاصة حيث شهد منذ افتتاحه حضورا طاغيا للشباب الذين يقدمون على اقتناء الراويات والدواوين ومؤلفات الفكر والفلسفة والقانون وهو مزج غير تقليدى من الهوايات لهذه الشريحة العمرية النبى يُسأل والقرآن يجيب يقول الزميل أحمد عطية الاترجى الصحفى فى «الأهرام» إن موضوع كتابه الأول؛ «النبى يُسأل والقرآن يجيب»، كان قد طرحه على الكاتب الصحفى الراحل سعيد حلوى قبل سنوات، ونشره على حلقات بمساحة صغيرة فى صفحة «أنوار رمضان» بالأهرام. وقد اقترح الكاتب الصحفى بالأهرام محمد الدسوقى أن أحولها إلى كتاب، وقد كان. ويضيف أن الفكرة جديدة ولم يتناولها أحد من قبل وهى حول ما كان يُسأل الرسول عنه وكيف كانت إجابة القران الكريم، وقد أعددت للفكرة بالاطلاع والقراءة ووجدت بعض المراجع تتناول الفكرة ولكن بصورة بسيطة غير وكافية . ويرى عطية أن فكرة الآيات التى وردت عن طريق سؤال هى مفيدة لكل مسلم ويجب معرفتها حيث جاءت عن أمور تهم المسلم فى كل مجالات حياته، وقد قام المؤلف بتوضيح تلك الأسئلة من الذى يسأل وفى أى مكان وما هى مناسبة السؤال ؟ ويشير المؤلف إلى أنه قبل طبع الكتاب تقدم به إلى مسابقة «كتبنا» على الفيسبوك وحصل على المركز الثانى. عشق .. قصة واقعية أما أسماء فريد صاحبة رواية «عشق» والتى تتناول فيها قصة واقعية لشهيد ضحى من أجل الوطن وقد جاءت بصفات غاية الصدق والتعبير فى وصف الشهيد بالخلق الرفيع والوطنية الخالصة الذى جمع بين حبها المنجرف نحوه وحب الناس لتلك الشخصية المثالية ومن هنا كان العنوان، وتمضى فى وصف الشهيد وعشقه لها وإنه سيظل حيا بداخلها كما ترى أيضا انه يكبر ويكبر كل يوم ولم يمت، وتؤكد أن العشق هذا هو فخر لها والتى تتباهى به وتعشقه وتذوب فيه حتى الموت وتروى لنا بداية خبر الشهيد ثم فجأة تنتقل إلى أحداث القصة والتى تؤكد فى كل فصولها عشق المرأة العميق فترى أنه أمير أحلامها والهواء الذى تتنفسه والدماء التى تجرى فى عروقها .وهو عشق فوق خيال بشر قصة حب تعيشها مع زوجها الحاضر والماضى والتى تنطق باسمه الذى يزلزل قلبها وكيانها تسمعه وكأن لأول مرة، وعندما تشعر بالخطر على حياته بسبب العمليات الإرهابية فى شمال سيناء تقول: كفاية بقى العريش انقل الشرقية وسطنا بناتك عايزينك»...لكنه يقول إن وطنه أهم من حياته ورغم الخطر يستمر فى مهمته حتى يستشهد فى إحدى العمليات الخسيسة وفى النهاية تتساءل وتقول من السبب فى هذا الوفاء النادر؟ الإنشاد الديني أما الزميلة مروة البشير صاحبة كتاب فن الانشاد الدينى فتقول إنه الكتاب يتناول الانشاد الدينى منذ الفراعنة حتى العصر اليوم ، وهو أول مؤلف عن فن الانشاد الدينى وحرصت على أن تتناول عصورا وأزمات متنوعة فبدأت بنشأة وتطور فن الانشاد الدينى وأهم المنشدين والمنشدات ، كما تناولت المؤلفة الانشاد الدينى فى العهد المسيحى الذى ظهر فى الكنيسة القبطية والارثوذكسية ويقترن بالموسيقى والترنيم الى أن يصل الى الدين الاسلامى الذى انتشر فيه فن الانشاد الدينى انتشاراً غير مسبوق فيما قبله حتى نضج وصار فنا بنفسه له مدارس وأصول ومذاهب ، وحياة المنشدين والمنشدات والتى حرصت بالتالى ألا تقف فقط على على المنشدين المسلمين الذين يقترن بهم فن الانشاد بطبيعة الحال وانما تستعرض أهم المنشدين الاقباط ثم تلفت النظر الى المنشدات اللاتى شاركن الرجال فى هذا الفن . ويعد الكتاب الأول من نوعه فى هذا المجال حيث تفتقر إليه المكتبة العربية , والطريف أنه يسجل لاول مرة أن هناك منشدات سيدات، كما يضم حوارات مهمة مع أصحاب فن الانشاد الدينى مثل منشدة الحضرة وعميد مدرسة الانشاد الدينى فى مصر الشيخ محمود التهامى .