تحولت كرة القدم إلى «بيزنس» عالمى يزداد بشكل مطرد، ويتوسع نطاقه عاماً بعد عام. وأصبح كأس العالم «المونديال» أبرز مجالات هذا «البيزنس» سواء المشروع أو الفاسد منذ السبعينيات، بالتوازى مع صعود التوجهات «النيوليبرالية» وسيطرتها على النظام الرأسمالى العالمى. يشمل هذا «البيزنس» كل جوانب رياضة كرة القدم التى صارت صناعةً وتجارةً وتسويقاً, وأصبح لاعبوها ومدربوها يقيمون بقيمتهم السوقية، وبات كل ما يتعلق بها سلعاً تُباع وتُشترى بدءاً من الأدوات اللازمة لها، ووصولاً إلى الأندية الرياضية بكل ما فيها. ومن الطبيعى أن تكون كرة الملعب جزءاً من هذا «البيزنس» الذى يشمل الكثير من السلع المستخدمة فى المباريات، مثل الملابس والأحذية التى يرتديها اللاعبون. ويشتد التنافس بين عدد من الشركات الكبرى فى هذا المجال. ولكن شركتى «أديداس» و«بوما» تسيطران على سوق الأدوات الرياضية. وتحتكر شركة «أديداس» إنتاج الكرة المستخدمة فى مباريات المونديال. ولذلك فهى عادةً أول الرابحين، إذ تتدفق الأرباح إلى حساباتها قبل أشهر طويلة على بدء المباريات، بسبب تغير الكرة المستخدمة فى كل مونديال حتى إذا لم تكن هناك شكوى منها. وقد قرر الاتحاد الدولى للكرة «فيفا» تغيير الكرة التى استُخدمت فى مونديال 2014، وكان اسمها «برازوكا»، رغم الإشادة الواسعة بها، بخلاف سابقتها فى 2010 «جابولانى» التى كثر ناقدوها وقال بعضهم إنها تشبه الكرة الشاطئية. وبدأت ماكينات مصانع «أديداس» فى الدوران منذ أسابيع لإنتاج الكرة الجديدة، التى تُعد فى الواقع إعادة إنتاج للكرة الأكثر شهرة التى استُخدمت فى مونديال 1970، ولكن بتصميم جديد. وتعود شهرة تلك الكرة المسماة «تلستار» أو نجمة التليفزيون إلى استخدامها فى أول مونديال تم بث مبارياته على الهواء، ومازالت أسماء نجومه الكبار باقية فى أذهان من يذكرونه، مثل بيليه، وبوبى مور، ومولر، وفاكينى، وغيرهم. ومع دوران ماكينات مصانع شركة «أديداس»، تبدأ ملايين الدولارات فى التدفق إلى حساباتها، وتشرع المنتخبات المشاركة بالمونديال فى التعرف على خصائص الكرة الجديدة، ويطلب بعض القائمين على هذه المنتخبات شراءها، كما فعل المدير الفنى للمنتخب المصرى كوبر الذى اقترح توفير كمية مناسبة منها لاستخدامها فى مباريات الدورى لكى يتعود لاعبو المنتخب عليها. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد