سادت حالة من التوافق ندوة «الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق» التى عقدت بقاعة «محمد أبو المجد» حول مدى أهمية الترجمة الأدبية، ودورها فى تقارب الشعوب. وأكدت فيها الروائية د.سهير المصادفة، رئيس الإدارة المركزية للنشر فى الهيئة المصرية العامة للكتاب أن ترجمة الأدب جسر يعبر عليه شعب إلى شعب آخر دون المرور بأى محطات أيديولوجية، وبالأعمال الأدبية المترجمة ينتقل الشبه الكبير بين الشعوب، فالشعوب متشابهة فى حبها ونضالها من أجل الحب والخير والسلام. وأشارت إلى أن ترجمة الأدب الصينى كشفت لنا عدم معرفتنا بالمجتمع الصينى العظيم من خلال الأعمال الأدبية الصينية، فالأدب هو السفير الأكثر روعة بين جميع أنواع المعارف، لذا أنحاز لترجمة الأدب، وحققت جزءا من طموحى الشخصى هذا حين أسست سلسلة الجوائز فى الهيئة العامة للكتاب، وقدمت أكثر من مائة عنوان مترجم. ومن جانبها أشارت د.عزة مازن المترجمة والناقدة إلى كتاب «الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق» للدكتور «محمد عنان» الذى أكد فيه أن مترجم الأدب لابد أن يكون دارسا لعلم الترجمة. وطلبت أن يُصدِّر المترجم عمله بمقدمة تعريفية، لييسر على المتلقى فهم ما يمكن أن يستعصى عليه فهمه من مرادفات أو طبيعة حياة الشعوب الأخري. وفى بداية كلمتها أكدت الشاعرة فاطمة ناعوت أهمية ألا تكون ترجمة العمل الأدبى «حرفية»، وعلى المترجم أن يكتب نصا موازيا، على ألا يبتعد عن روح النص الأصلي، وأشارت إلى ترجمتها لرواية الأديب الأميركى «فيليب روث» «الوصمة البشرية»، وهى مكتوبة بلهجة «اليانكي» الدارجة، وتحوى عبارات وألفاظا يفهمها القارئ الأمريكي، ولا يتقبلها القاريء العربي. وأكد د. بهاء عبد المجيد أستاذ الأدب الإنجليزى أن الترجمة الأدبية هدف حضارى لمعرفة الشعوب، وأبدى أسفه لعدم الاهتمام بترجمة الأدب المصرى إلى الإنجليزية، مشيرا إلى أن الأديب إحسان عبد القدوس لم يترجم له سوى رواية فى بيتنا رجل»، والإعلام لا يتطرق إلى خصوصية المجتمعات كما يفعل الأدب.