استضافت قاعة لطيفة الزيات بالمعرض ندوة «واقع الترجمة بين العربية والروسية» وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولى الثالث للتواصل الثقافى العربى الروسى، استهل الندوة د. أنور إبراهيم أستاذ الأدب الروسى بقول شاعر روسيا العظيم بوشكين: «المترجمون هم الأحصنة التى تجر عربات الثقافة والتنوير». مؤكدًا أن الترجمة هى الأساس فى نهضة أى أمة. وأضاف أن العلاقة بين مصر وروسيا وإن كانت تقدر رسميا ب 70 سنة، فإنها على المستوى الإنسانى تعود إلى قرون خلت. وقدم خلفية تاريخية للعلاقات بين مصر وروسيا، مشيرا إلى أننا فى مصر بدأنا ترجمة الأعمال الروسية فى نهاية القرن التاسع عشر عبر لغات وسيطة أبرزها الانجليزية، وأن سلامة موسى هو أول من ترجم الأدب الروسى عن الإنجليزية عام 1914 بترجمة رواية دوستويفسكى» الجريمة والعقاب»، وأنه فى الستينيات قام سامى الدروبى بترجمة شبه كاملة لأعمال دوستويفسكى. وقال د. أنور إننا وقعنا فى ترجماتنا القديمة أسرى لعدد من الأسماء الشهيرة فى الغرب وغابت عنا الأعمال الأخرى التى لا تقل أهمية عن المشهورة، مؤكدا حاجتنا للتعرف على هؤلاء الكتاب غير المشهورين فى الأدب الروسى. وأكد د. محمد عباس أستاذ الأدب الروسى أن حركة الترجمة فى الفترة السوفييتية كانت واسعة جدا وغنية، وأن الترجمة هى الجسر الحصين الذى يربط بين الحضارات، نافيا فكرة أن الحضارات تتصارع بل يرى أن حضارات العالم تتفاعل وتتمازج، واستعرض قصيدة بوشكين «محاكاة القرآن»، مشيرا إلى أنه تأثر فيها بالقرآن، فضلا عن أنها قصيدة تدعو إلى القيم الإنسانية، مشيدا برحابة وسماحة بوشكين وغيره من الأدباء الروس تجاه دين ونبى الإسلام، عكس آخرين ممن أعمتهم الإسلاموفوبيا. وتحدث د.عامر أحمد أستاذ الأدب الروسى بكلية الألسن موضحا ضرورة استغلال التحسن فى العلاقات مع روسيا للدفع بحركة الترجمة إلى الأمام وتنويعها، مؤكدا أنه مطلوب الولوج إلى مجالات أخرى فى الترجمة (العلوم الطبيعية والإنسانية) وعدم الاقتصار على الأدب، داعيا إلى رعاية الدولة لعملية الترجمة وضبطها، مع تهيئة الظروف لدفعها نحو التطور، وقال إنه لابد للمؤسسة المنوط بها رعاية الثقافة فى مصر أن تقوم بدورها وانتقاء الأعمال التى يتم ترجمتها وتمويلها التمويل اللائق حتى تؤتى أكلها.