هل يمكن أن تقنع أحدا بعقلانية الإسلام وإنسانية الرسول وسمو رسالته بعيدا عن الغيبيات، وأن تقدم نبينا محمد كبشر يخطئ ويصيب، يفرح ويحزن، ينتصر فى الحرب وينهزم؟. إذا فكرت قليلا وكانت إجابتك نعم.. فسوف أقول لك هذا ما قام به كاتبنا الراحل الكبير عبدالرحمن الشرقاوى فى كتابه «محمد رسول الحرية» قائلا: «أردت أن أصور قصة إنسان اتسع قلبه لآلام البشر ومشكلاتهم وأحلامهم، وكونت تعاليمه حضارة زاهرة أغنت وجدان العالم لقرون طويلة. إننى أدعو إلى قصة إنسان رائع البطولة، ناضل على الرغم من كل الظروف ضد القوى الغاشمة، من أجل الإخاء البشرى ومن أجل الحرية وكبرياء القلب المعذب، ومن أجل الحب والرحمة، ومستقبل أفضل للناس جميعا بلا استثناء: الذين يؤمنون به والذين لا يؤمنون على السواء، أنه ميراثهم جميعا!». رغم هذا الكلام الرائع الذى ذكره الشرقاوى فى مقدمة كتابه إلا أن هناك من لم يعجبهم هذا الكتاب الذى يخاطب العقل ويشهد بعبقرية ونبل نبى الإسلام. فقد غضب الأزهر ورجال الدين وتمت مصادرة الكتاب! وأرسل الشرقاوى برقية إلى الرئيس جمال عبدالناصر عام 1962 يقول فيها: «لإن تضعنى فى السجن الحربى أفضل من مصادرة كتابى «محمد رسول الحرية»» وطلب عبدالناصر نسخة من الكتاب، وقرأه، وأمر بالإفراج عن الكتاب فورا، وأرسل له رسالة تهنئة وتقدير .كان الكتاب أول صرخة عقلية من الشرقاوى ضد الغيبيات سلك خلاله منهجا روائيا، مازجا الواقع بالمتخيل مع عمق فى التحليل، ليقدم «محمد رسول الحرية» كعلم ورمز للبطولة الإنسانية الحالمة بالعدالة والتقدم والخلاص للإنسان المقهور. رافضا الأكاذيب والهالات غير العقلية فى مسيرة الرسول وكاشفا الدوافع الخفية والاجتماعية والإنسانية وراء دعوته لتحرر الإنسان. وطوال الكتاب كان الشرقاوى يجرى القرآن على لسان الرسول طبقا للموقف الذى يقال فيه ليؤكد بشرية الرسول وإنسانيته وتضحياته فى سبيل دعوته للحرية والعدل. لم تكن هذه أول مصادرة تعرض لها الشرقاوى ولن تكون الأخيرة بالطبع. فعندما نشرت روايته الشهيرة «الأرض» التى تحولت إلى فيلم من أروع أفلام السينما المصرية، فى جريدة المصرى تمت مصادرتها لأنها تحوى أغنية تقول «يا بهية وخبرينى عن اللى قتل ياسين.. قتلوه السودانية من فوق ظهر الهجين» .غضب السودانيون وشكوه إلى الرئيس محمد نجيب الذى أمر بالقبض عليه، ولكن ذلك لم يستمر إلا ثلاثة أيام فقط ثم أفرج عنه..وعند طبع الرواية تم استبدال كلمة السودانية «بالسود عنيه» ورواية «الأرض» كانت ومازالت عملا متفردا عبر لأول مرة عن طبيعة ومكونات الفلاح المصرى بتراثه الحضارى واحتياجاته وتطلعاته نحو الغد. وهى تعد البداية الحقيقية للرواية المصرية بعد رواية زينب لمحمد حسنين هيكل وروايات توفيق الحكيم التى كانت لا تخلو من عيوب البدايات. وبعد رواية «الأرض» أصدر ثلاث روايات «الأولى «قلوب خالية» فى عام 1955 والثانية «الشوارع الخلفية» التى هى أقرب لسيرته الذاتية فى عام 1958، والثالثة «الفلاح» فى عام 1968 أول احساس بالحرية كانت حياة الشرقاوى وكتاباته ثورة مستمرة ضد الظلم والطغيان، فتعرض للسجن أيام دكتاتورية إسماعيل صدقى عندما قبض عليه ضمن مائة شخصية منهم محمد مندور، وعبد العزيز فهمى عام 1947 لانهم كانوا يهاجمون الانجليز ويدعون لتحرير مصر. وبدأ نضال الشرقاوى مبكرا جدا يقول: نشأت فى ظروف عمقت إحساسى بالحرية، ولدت عام 1920 أى عقب ثورة 1919، وأول كلمات تعلمناها كانت الدستور والاستقلال. وأول إحساس حقيقى بالحرية تولد عندى عندما سجنت فى غرفة السلاح بالقرية بعد أن ضبطنا الخفراء ونحن نهتف الهتاف الشهير «الله حى.. سعد حى» وعندما أغلق باب الحجز علينا، انزعجت وعرفت ما هو معنى الحرية. وعندما واجهنا رصاص الانجليز فى المظاهرات تعمق عندى الإحساس بالحرية والنضال من أجلها. والشرقاوى الذى ولد بقرية الدلاتون شبين الكوم منوفية، يحكى للدكتور مصطفى عبد الغنى فى اعترفاته عن شعوره بالغربة عند مجيئه للقاهرة قائلا : جئت القاهرة ولم أجاوز ثمانى سنوات. فعانيت من الاغتراب للمرة الأولى فى حياتى. وكان الاغتراب فى القاهرة النائية عن قريتى وعن أبوى. وهى غربة كانت صعبة جداً على نفسى. غير أن أبي-رحمه الله- كان قد علمنا أن شد الرحال والاغتراب فى سبيل العلم مثله مثل الجهاد فى سبيل الله. فى العاصمة كانت الحياة السياسية خصبة لجيلنا. وكانت المجلات الأدبية كثيرة ولها قيمتها. كما كانت الكتب زهيدة الثمن. وكانت كتب التراث كثيرة. كنت فى القرية قد نهلت من السير فى مظانها الأولى ولا سيما السير الشعبية (عنترة وأبو زيد الهلالى وسيف بن ذى يزن). وفى الطفولة حفظت شعر عنتر بن شداد كله. دفعنى هذا إلى حفظ الشعر الجاهلى، لا سيما المعلقات. وفى العاصمة تعرفت على ألوان أخرى من كتب التراث العربى. تعرّفت إلى الجاحظ وإلى أغانى أبى الفرج الأصفهانى وتعرفت إلى ألوان أخرى من الشعر حتى العصر العباسى. وحفظت مختارات الباوردى وأبى تمام. ثورة فى الشعر والشرقاوى الذى تخرج من كلية الحقوق عام 1943 يعتبر نموذجا لافتا فى الأدب الحديث، وكان أحد الذين بعثوا النبض فى الشعر من جديد بقصيدته الطويلة «من أب مصرى للرئيس ترومان» التى كتبها عام 1951 يقول فيها: لمن تسرق اليوم أقواتنا لتصنع ماشئت من فاتكات ؟ لمن تحشد اليوم فى السابحات ، وفى الغائصات , وفى الطائرات وفى الناشطات !! لمن هذه الذاريات الحطام .. لمن ؟ .. ولمن هذه النازعات ؟؟ لمن كل هذا ؟! لغزو السماء ؟ .. لتصنع معجزة ؟ بل لنا/ لتحطيمنا / لتجويعنا / لتخريبنا / لتقوى سلاسل أصفادنا / ليرتفع السور من سجننا / لنشر السواد على أرضنا / لتمزيق أجساد أطفالنا / لتمزيق أجساد أطفالنا !!؟؟ / ولكن كفي! تلك القصيدة الثائرة شكلا ومضمونا قال عنها دكتور لويس عوض إنها نقطة تحول فى الشعر العربى، وأهم حدث أدبى منذ موت أحمد شوقى بينما وصفها رجاء النقاش بأنها كانت نوعا من المنشور السياسى فى شكلها ومضمونها، كانت عملا عجيبا حمل معه صدمة ايقظتنا جميعا، فهى مقال صحفى عنيف، وهى خطابة شعرية على طريقة القصيدة الجاهلية. ولم تسلم هذه القصيدة من المصادرة أيضا. وقام الشرقاوى بعرضها على السادات فوافق على نشرها بعد كتابتها بعامين مع تحفظ واحد هو حذف كلمة «عبد العزيز» من القطع الذى يقول : متى ستقرأ هذا الكلام / سألتك سيدى / بالجنود بالمرسلين بفاروق بالنقطة الرابعة بعبد العزيز بعبد الإله بكل العبيد من العابرين وبالتابعين والتابعات. يقول الشرقاوي: قال لى الرئيس السادات بالحرف الواحد أرجوك أحذف عبد العزيز والبيت لن يكسر! سألت: لماذا؟ فأجاب هتعمل أزمة حادة مع الملك عبد العزيز وذلك لأنه يتعامل مع الأمريكان فى وقت تهاجم فيه أمريكا. ولم يكتب الشرقاوى شعرا كثيراً رغم ما أحدثه من ثورة فى الشعر وفسر ذلك فى مقدمة ديوانه «تمثال الحرية وقصائد منسية» قائلا: ضاع منى شعر كثير وأختنق شعر أكثر، أما الذى ضاع فقد صادرته الحملات الأمنية التى عرفتها منذ عام 1942، والتى استمرت تجزع من كل كتاب فيه فكر، ومن كل مخطوط كتبته شعرا أو رواية أو قصة، وفى بعض الحملات صادروا ديوان المتنبى لإنه كان أحمر للون! أما الذى اختنق فى صدرى من شعر فعفا الله عمن خنقوه فى صدرى، وعذرهم عندى حسن النية وغاية ما يؤخذوا به هو القتل الخطأ. وقد حصل الشرقاوى على جائزة الدولة التقديرية فى الأداب عام 1974 الشرقاوى والسادات كان الشرقاوى والسادات تعارفا بعد أزمة شديدة بينهما.. أزمة قادت الشرقاوى للسجن الحربى، لكن السادات أفرج عنه وأصبحا صديقين. فالشرقاوى كان يكتب فى جريدة الجمهورية التى كان السادات رئيسا لتحريرها، وحدث أن كتب السادات مقالا يحذر من الشيوعية والزحف الأحمر على المنطقة، بينما كتب الشرقاوى يطالب بفتح حوار مع الدول الشيوعية وفوجيء السادات بالمقالين المتناقضين فى جريدته التى كانت تعبر عن الثورة وقتها، وقام البوليس الحربى بالقبض على الشرقاوى فى أثناء سهرته مع نعمان عاشور. وأحضروه للسادات فى جريدة الجمهورية، ونظر إليه السادات نظرة طويلة. وقال له كيف ترد على فى نفس الجريدة. فقال الشرقاوي: هل سيادتكم تكتب؟! مما أغضب السادات بشدة، فأخذوه إلى السجن الحربى. ولكن فى صباح اليوم التالى فوجئ بالسادات يحضر للسجن الحربى، ويأخذه فى عربته الفولكس إلى بيته فى «الهرم. تناولا الافطار سويا وقال له السادات: أنت نرفزتنى.. كيف لا تعرف أننى أكتب منذ ما قبل الثورة!. ومنذ هذه اللحظة أصبحا صديقين. النبش فى التاريخ الشرقاوى الذى بدأ انتاجه الإبداعى والفكرى عقلانيا إلى أقصى حد، واصفا الإسلام بأنه ثورة اجتماعية اجتثث جذور القهر والعبودية، لم يحد أبدا عن هذا الطريق رغم تعرضه للهجوم والمصادرة واهدار دمه من قبل الظلاميين، راح ينبش فى تاريخ الثوار العظام ضد الظلم والقهر مستخدما القالب المسرحى الذى يعتمد لغة لخطابة لتناسب الثوار الفرسان. وبدأ مأساة جميلة عام 1962 التى تناولت نضال جميلة بوحريد والشعب الجزائرى ضد الاحتلال الفرنسى، وتحولت بعد ذلك لفيلم سينمائى قامت ببطولته ماجدة. ثم مسرحية «الفتى مهران» عام 1966 عن الفتى الذى يقف بجانب الأهالى إزاء ظلم السلطان وأعوانه، وقد هاجمها اليساريون وقالوا إنه يهاجم عبد الناصر فقام شعراوى جمعة وضياء الدين داود بمشاهدة المسرحية وأشادوا بها فنجت من المصادرة. وبعد هزيمة 1967 قدم مسرحية «وطن عكة» وقال فيها إن تحرير الوطن يستلزم تحرير المواطن من الخوف والذل والقهر، وأن الهزيمة معلقة على اخطائنا. وبعد ذلك كتب مسرحية «ثأر الله» على جزئين «الحسين ثائرا» و «الحسين شهيدا» وهى المسرحية التى صور فيها خروج الإمام الحسين ضد ظلم الأمويين، والتى يرفض الأزهر عرضها حتى اليوم، ومن الواضح أن الرفض سياسى، رغم أن الشيخ عبد الحليم محمود برر منع المسرحية بأنها تتناول مرحلة سوداء من تاريخنا لا ينبغى النبش فيه. وعام 1975 جاءت مسرحية النسر الأحمر عن البطل صلاح الدين محرر البيت المقدس، وعام 1985 قدم عرابى زعيم الفلاحين والتى تحدث خلالها عن نبل الثائر المهزوم بفعل خيانة الأصدقاء. التاريخ لا يستنيم إلى الخديعة .. بل إنه يصحو .. ثم يلعن خادعيه .. ستزول آفة الخيانة والخديعة بعد حين .. لو أن قومى يعلمون! وهكذا كان الشرقاوى ينتقل من حياة ثائر إلى ثائر آخر باحثا عن الأمل والخلاص من الطغيان الذى يعشش فى هذه البلاد. وفى كتابه أئمة الفقه التسعة يلم الشرقاوى بفلسفة هؤلاء الفقهاء ووقوفهم ضد طغيان السلاطين وجمود الأفكار بجمل دالة على فهمه لأعماق الشخصية التى يكتب عنها يقول» الإمام زين بن على زين العايدين خرج بسيفه على الحاكم الظالم هشام بن عبدالملك ، والإمام جعقر الصادق دعا إلى إعمال العقل وحض على التفكير مستفيدا من معطيات العلوم لفهم الدين، وأبو حنيفة اتجه إلى الأخذ بالرأى وتوسع فيه وأفاد من النظر العقلى ، ومالك بن أنس عول على الدين وحده، والليث بن سعد اتخذ منهجا وسطا بين الرأى والحديث، والإمام الشافعى صحح مفاهيم الناس عن السنة والرأى وأعتبر الشورى فرضا للحاكم والمحكوم، والإمام أحمد بن حنبل تشدد فى الأخذ بالسنة فى العقائد والعبادات، والأمام بن حزم لم يعرف تاريخ الفقه رجلا كتب فى الحب وأحوال العشاق بهذه الرقة والعذوبة ، والعز بن عبد السلام كان داعية للتجديد عدو للتقليد. ثورة وثوار كانت حياة الشرقاوى ثورة وثوارا من أجل الحرية والعدل وكرامة الإنسان، وحتى يتجنب الصدام مع اليمين المتشدد راح يكتب عن الشخصيات التى تمثل قيم العدل والحق ونصرة المظلوم، فكتب عن أبى بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وعلى بن أبى طالب وعمر بن عبد العزيز، وكتب عن الفاروق عمر، أنه أول من حاسب عماله حسابا عسيرا، وأول من كشف المتاجرين بالدين، وأول من تفقد أحوال الرعية بالليل والنهار، وبسط سلطان العدالة وحقق المساواة بين الناس، وكان أول حاكم اجتمعت عليه الأمة وآخر حاكم التفت وراءه ثم تفرقت بعده، ولم تجتمع إلى يومنا هذا. كما التمس عند عمر بن العزيز العدل بعد ظلم الأمويين، هذا الخليفة العادل الذى ضحى بثروته، وكل شيء لينشر قيم الإسلام الفاضلة، مدافعا عن الحقيقة والعدل وحقوق الإنسان متحديا الخطر والمؤامرة والسم والخنجر. ولكن الشرقاوى لم يسلم رغم ذلك من النقد، وخاصة ما يتعلق بكتابه «على إمام المتقين» حيث اتهمه ثروت أباظة وفريق المهاجمين بأنه يتبنى وجهة النظر الشيوعية، خاصة ما يتعلق بتناوله لابى ذر الغفارى. انتفاضة واستقالة عندما عرض عليه الرئيس السادات أن يتولى رئاسة مجلس إدارة روز اليوسف اشترط عليه أن يكتب ما يريد بكل حرية، وبالفعل كان السادات يستشهد بكتاباته عندما يود أن يتكلم عن حرية الصحافة، ولكن ذلك لم يدم طويلا، فعندما وقعت أحداث يناير 1977 أطلق عليها السادات انتفاضة الحرامية بينما أطلق عليها اليسار انتفاضة الخبز، طلب ممدوح سالم من عبد الرحمن الشرقاوى فصل بعض المحررين بسبب موقفهم من هذه الانتفاضة، ورفض الشرقاوى وصمم على الاستقالة بشرط ألا يتم التعرض لأى من الصحفيين فى المجلة. وبعد أن خرج من روز اليوسف أصبح الأمين العام للمجلس الأعلى للآداب والفنون وبعد وفاة يوسف السباعى أصبح الأمين العام لمنظمة تضامن شعوب اسيا وآفريقياعام 1979 وظل فى هذا المنصب حتى رحيله فى عام 1987 عن 67عاما. كان الشرقاوى يتخذ من الإمام على وابنه الحسين مثلا أعلى له فى الحياة والفداء، وكان يقول لأولاده: لن أترك لكم مالا، ولكن تركت لكم ثروة من المبادئ والقيم. إنها رحلة طويلة مع الفكر والابداع نلك التى عاشها الشرقارى ولعل ما قاله لجونسون رئيس أمريكا ما زال ينطبق علينا الآن، وهكذا فالبداع الحقيقى لا يخبو بعد موت صاحبه. إنى لاذكر من نحو سبعة عشر عاما أو أقل خاطبت إنسانا له قسمات روحك أو أقل، وله مكان القلب مثلك قطعة من حجر صخر تكساس الأحمر. وله كشأنك للدماء تعطش لا ينطفئ وله كشأنك كذبة فى كل يوم إنها قصيدة لكل رئيس أمريكى لا يفعل غير أن يكذب علينا، ولا نملك بسبب ضعفنا إلا أن نصدق أكاذيبه أو ندعى ذلك، حتى يأتى كاتب مثل الشرقاوى ليكشفنا أمام أنفسنا ويخجلنا من ضعفنا.