فى أواخر عام 1994 رشحنى أحد قيادات الاهرام للانضمام إلى الحملة الدعائية لانتخابات نقابة الصحفيين مارس 95 والتى كان يخوضها الأستاذ الكبير ابراهيم نافع على منصب النقيب وبالفعل شرفت بالعمل كأحد أربعة أفراد .. كنا نلتقى الاستاذ مرتين او ثلاث يوميا وتستغرق كل مرة ما بين ساعة الى ثلاث ساعات حسب برنامجه ومواعيده ومن الوهلة الاولى تأكدنا أننا أمام شخصية استثنائية غير عادية, خارق الذكاء, سريع البديهة, حاضر الذهن, قوى الملاحظة, حاسم كالسيف, قليل الكلام, عف اللسان. لم نسمع منه لفظ خارج رغم ما كان يصله من بذاءات المنافسين وأنصارهم. كانت الجملة عنده مكونة من خمس أو ست كلمات تغنى عن مقالات طويلة, يستمع باهتمام بالغ وأدب شديد لكل رأى ولا يقاطعه حتى ينتهى من حديثه, متسامح إلى أبعد الحدود حتى مع الذين هاجموه, نجح وبجدارة وامتياز وحافظ على منصبه المفضل كنقيب للصحفيين لتبدأ بعدها بأيام قليلة معركة التصدى للقانون الجائر 93 لسنة 95 والذى يغل يد الصحفى ويعرضه للحبس والفصل ويقيد حرية الصحافة وأدارها الأستاذ غبراهيم بحكمة واقتدار وأذكر أنه قال للرئيس مبارك ايامها “هل يرضيك أن التاريخ سيذكر أن الصحف احتجبت عن الصدور لأول مرة فى التاريخ فى عهدك” وبالفعل تدخل مبارك وألغى القانون المشين. رحم الله الأستاذ العظيم إبراهيم نافع رحمة واسعة بقدر ما قدم للصحافة والصحفيين وغفر له وأسكنه فسيح جناته. لمزيد من مقالات هشام الشامى