ثلاثة مشاهد سلبية تلقي بظلالها حول تشكيل الحكومة الجديدة, واختيار رئيسها, ربما يكون من المفيد طرحها لتلافي عيوب التطبيق: } المشهد الأول كشفته الجمعية الوطنية للتغيير بالسويس حين ربطت بين اختيار هشام قنديل وتعيين أحمد نظيف( أحد رعاة التوريث في النظام السابق) وبحسب بيانها فكلاهما ليس له تاريخ سياسي أو خبرة حقيقية. وإلي هذا المشهد نضيف: أن كلا منهما تم تعيينه في ظروف مفاجئة, وبصورة غير متوقعة, فنظيف جاء من مدير مكتب أحد المسئولين إلي وزارة الاتصالات, ثم مقعد رئيس مجلس الوزراء! والدكتور قنديل جاء من مدير مكتب الدكتور حسين العطفي إلي رأس وزارة الري, ثم مكلفا بتشكيل الحكومة, فضلا عن أن عمرهما عند رئاسة الوزارة أقل من الخمسين, والاثنان من خريجي هندسة القاهرة!! } أما المشهد الثاني فكشف عنه الدكتور قنديل حين أعلن أن وزارته سوف تكون تكنوقراط وليست ائتلافية! وتعقيبا علي قوله نقول: إن التكنوقراط تعني( لمن لا يعرف) الوزير المتخصص دون خلفية سياسية, وبصراحة أن هذا الاختيار في هذا الوقت بالذات يجانبه الصواب, خاصة أن رئيس مجلس الوزراء الذي كان متوقعا هو شخصية سياسية وطنية مستقلة كما وعد بذلك رئيس الجمهورية في حملته الانتخابية!! وهنا.. كيف سيتمكن الدكتور قنديل( الإخواني الهوي) من اختيار وزرائه بطريقة تخصصية لتنفيذ مهمة سياسية قائمة علي مشروع حزبي من الأساس؟! } ويأتي المشهد الثالث مجسدا في تصريحات حزب الحرية والعدالة, الذي أعلن عن رغبته في الحصول علي نصف المقاعد الوزارية.. إلا قليلا.. بينما اكتفي حزب النور بثلاث حقائب وزارية! وتعليقا علي هذا المشهد نحيي حزب الوفد وبعض الأحزاب الليبرالية التي رفضت الاشتراك في الوزارة, وفي الوقت نفسه نطالب حزب الحرية والعدالة بأن يكشف عن رغبته الحقيقية بتشكيل وزارة إخوانية لتنفيذ مشروع النهضة حتي نحاسبه عن التجربة كاملة بالنجاح أو الفشل. وسؤالنا هنا: هل ستتحول هذه المشاهد السلبية إلي إيجابية مع ضبط أداء الحكومة الجديدة؟ أم سيظل التشابه بين قنديل ونظيف عقبة في طريقها؟! المزيد من أعمدة عبد العظيم الباسل