أسمع أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور يتحدثون.. أشعر بأن كاتب سيناريو يحدثنا عن إبداعه في فيلم جديد.. كل منهم يخاطب الأمة بأن الدستور أوشك علي الانتهاء, وآخرون يعلنون أنه يمكن الاستفتاء عليه بعد أيام قليلة.. والمثير للضحك أن معظمهم يتحدث عن الدستور بلغة التجار.. فهم يقولون إن المنتج النهائي سيتسبب في إسعاد' الشعب المصري الشقيق'.. وفي ضوء ذلك هم يحاولون ترويج هذا المنتج للمستهلك!! أتابع مفاجأة تشكيل الحكومة الجديدة.. أشعر بأنني أمام واحد من أفلام' الأكشن'.. الغريبة علي مبدعينا في عالم السينما.. يردد الكثيرون أنهم فوجئوا باختيار الدكتور' هشام قنديل' وزير الري كرئيس للوزراء.. والمثير أن من يعلنون ذلك, هم الذين تباحثوا ودرسوا الأمر ثم استقروا عليه.. أما الذين صدمهم الاختيار, فهم يلعبون دور المخدوع بآداء رديء!! لا تشغلني حكاية مجلس الشوري مع المؤسسات الصحفية, واختيار رؤساء تحرير جدد وفق أجندة ما يسمي بجماعة الإخوان المسلمين.. لأنني قرأت الحكاية من اولها وفهمتها.. فكان قراري أن أخلد للراحة والهدوء وانتظار النتيجة.. أعلن المجلس الأعلي للصحافة الرفض.. صرخ مجلس نقابة الصحفيين من الذهاب لارتكاب تلك الجريمة.. استقال الأستاذ' صلاح منتصر' ومن بعده النائب' مجدي المعصراوي'.. وكل هذا لا يهم.. المهم أن المهندس' شهاب الدين والبحارة الثلاثة' ماضون في طريقهم حتي تتم عملية تفجير أكبر مؤسسات صحفية في العالم العربي والشرق الأوسط!! لا أستغرب تجميد حركة تنقلات الشرطة.. فالذي اختار الذهاب إلي ذلك الموقف.. يهمه إصابة الجهاز بارتباك, يجعله عاجزا عن آداء مهامه.. ثم يطلق علي الرأي العام أبواقه لتقول إن هناك مؤامرة علي الدكتور' مرسي' وبرنامجه للمائة يوم الأولي.. ويبدو أننا نتعامل مع نظام يخترع الأزمات إذ لم تصادفه في طريقه.. ولا أدري إلي أين سنذهب في المستقبل القريب جدا؟!. أصرف النظر عن متابعة تصريحات' إخواننا' من أهل السلف.. فقد أصابني الصداع من فرط فتاويهم بتكفير الناس.. وأصبحت أراهم يتحققون كلما اختلقوا أزمة تجعلنا ندور حول أنفسنا.. فهؤلاء ناس يعتقدون في أنهم يجهزون جيوش فتح مصر, قبل أن يسبقهم إلي هذا الشرف العظيم' عمرو بن العاص'!!.. وفي الإطار ذاته أصبحت تصيبني حالة من العصبية الزائدة كلما تابعت الحملة الإعلانية التي أطلقها علينا الدكتور' أحمد زويل'.. باعتباره صاحب قرار محو الأمية وتعليم المصريين.. فالرجل يطالبنا بالتبرع حتي يعلو اسمه أكثر وأكثر.. ويبشرنا بأنه الوحيد القادر علي التحليق بنا في سماء المستقبل.. وحتي نفهم بسهولة, هو يعدنا بأن ننافس كوريا ونضاهي تركيا.. ونستطيع أن نسبق ماليزيا.. ويبدو أنه اخترع لنفسه مشروعا جديدا للنهضة.. فهذا زمن' النهضة' في كل شيء.. وإذا سألتني عما يعجبني هذه الأيام.. أستطيع أن أؤكد لك إعجابي الشديد بوزارة الكهرباء المثالية في آداء دورها.. فمصر تنعم بالأضواء المتلألئة ليل نهار.. بل امتلكنا فائضا تركناه لأهلنا في غزة!!.. وللأمانة أسجل تقديري لمرفق مياه الشرب إضافة إلي الهيئة العامة للصرف الصحي.. لذلك اختار رئيس الوزراء الجديد أن يحولهم في حزمة واحدة إلي وزارة.. ويبدو أنه يبادلني الإعجاب بتلك الهيئات.. ولا أنسي تسجيل إعجابي وتقديري لانضباط حركة المرور في الوطن.. وتخليص شوارع المدن من الباعة الجائلين.. ويبقي عندي سؤال يحيرني جدا.. أين ذهب شباب ما يسمي بجماعة الإخوان المسلمين الذين سبق أن أكدوا, أنهم لن يغادروا ميدان التحرير ما لم يتم إلغاء الإعلان الدستوري المكمل.. ويري بعض أصدقائي أنهم يتدربون استعدادا لمحاصرة مجلس الدولة والمحكمة الدستورية العليا وباقي المحاكم, عند عرض قضايا يخشون الحكم ضد جماعتهم فيها!! رأيت سد العجز, أو ملء مساحة فراغ في رمضان.. فهذا شهر طغت فيه المسلسلات, واضمحلت الفوازير.. اخترت تقديم فوازير محلولة.. ومن يملك تحويلها إلي ألغاز حقيقية أو طرح أسئلة بصددها.. يمكنه الاتصال بديوان المظالم لتقديم شكوي في العبد لله باعتباري واحدا من' سحرة الفرعون' المطلوب رءوسهم.. وظني أن قرارا سريعا يمكن أن يصدر ضدي, فتنفرج أسارير الوطن.. ويخرج علينا المتحدث باسم رئاسة الجمهورية.. لإضافة إنجاز غير مسبوق في برنامج الرئيس.. دعوكم من كل ما سبق.. فالصيام يفرض علي الإنسان التخريف أحيانا!! المزيد من مقالات نصر القفاص