انه لمن الغريب أن يخرج لنا احمد شفيق من قناة الإرهاب الجزيرة التي دمرت بدعمها للإرهاب والإرهابيين الوطن العربي، وان يلقي خطابا عبر هذه القناة التي فقدت مصداقيتها في وقت تقاطع بلده مصر القناة وتمنع بثها بل وتقاطع قطر صاحبة القناة وممولتها. الجزيرة التي أججت كل حركات الفوضى في المنطقة العربية وما زالت وبثت من ميدان رابعة العدوية ومن معسكرات الإخوان لحظة بلحظة ولم تترك فرصة للإساءة إلى مصر إلا وانتهزتها، ولم تدع مناسبة يمكن أن تسيء لمصر والمصالح المصرية إلا وسارعت باستغلالها. أرشيف الجزيرة نفسه فرصة لاستعادة كيف كانت القناة تتعامل مع أحمد شفيق عندما كان رئيسا للحكومة والعدوانية المفرطة ضده حين ترشح للرئاسة. ليس غريبا على الجزيرة سلوكها. لكن الغريب أن يسقط شفيق اتهاماته على دولة الإمارات وان يتهمها بمنعه من مغادرة البلاد. من يمنعك يا أحمد شفيق من مغادرة الإمارات كان باستطاعته أن يمنعك أيضا من تسجيل الفيديو. للأسف أحمد شفيق يحاول استغباء الشعوب العربية ولم يجد من يصدقه سوى الجزيرة ومن يدور في فلكها. هل بعد كل ما جرى يا شفيق تشتري ود قطر وهل أصبح الشعب المصري سلعة يتاجر بها؟ الرجل الذي اختار الابتعاد عن فترة عصيبة كانت تمر بها، لكنه عاد ليعلن عزمه خوض انتخابات الرئاسة المقبلة في كلمة له أذاعتها قناة الجزيرة الإرهابية التي يستخدمها تميم وجماعة الإخوان الإرهابية في بث الأكاذيب ونشر الفوضى في دول المنطقة. أليس أنت من غادرت وطنك في عز حاجة شعب مصر لك؟ أليست الإمارات من فتحت لك بابها واستقبلتك وعاملتك معاملة المواطن والضيف؟ هل تعلم يا شفيق انك بهذا الخطاب سقطت أمام الشعب العربي؟ هل الإمارات التي تقف صفا واحدا مع الشعب المصري وتحمل همه وتسعى لخدمته وتوفير كل ما يمكن توفيره لرفعة هذا الشعب الأبي وصاحب الفضل على كل مواطن إماراتي، أليست هي الإمارات التي وقفت مع الشعب المصري لتعمير البلاد وساهمت يدا بيدا مع الحكومة المصرية في القضاء على الإرهاب ولفتح آفاق كبيرة للشعب المصري؟ أليست الإمارات التي قالت ونفذت؟ بيان للشعب المصري من قناة الجزيرة واتهام لأصحاب الفضل عليك؟ ونعم «الرئيس» القادم! وهل من يريد الرئاسة أن يرشح نفسه من نافذة العدو وأن يكون أول من يتهمهم هي الإمارات ومن قناة تسعى هي والقائمون عليها للقذف بحق الإمارات. يؤسفنا حقا أن تكون يا شفيق بهذه الصفات وان كنّا نرى فيك يوما حاكما إلا انه بعد نكران الجميل لا يسعنا القول سوى كلمة واحدة: شعب مصر عزيز ولا يستحق إلا العزة. وقصر نظر أحمد شفيق السياسي ولهفته لدعم قطر وأذرعها جعله غير مدرك لما تحظى به الإمارات من مكانة وتقدير لدى الشعوب العربية. فلو كان شفيق عاقلاً سياسياً ومدركاً لمكانة الإمارات لدى الشعوب العربية لما سعى لإقحامها في كلمته. نحن نعلم أن في شعب مصر الكثير الكثير من الأخيار ولكن أن يسكت هؤلاء على مواقف تسيء لمصر وما حفظناه لها من تاريخ فلا نقول سوى «ما كان العشم»! وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون. موقف الإمارات تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، وأن ما يربط البلدين الشقيقين نموذج يحتذى في العلاقات الإستراتيجية والمصير المشترك، وعلاقة الإمارات ومصر أكبر من أي محاولة لتعكير العلاقات المميزة والراسخة بين البلدين الشقيقين. كاتبة من الإمارات