حينما تتصدر الأدوار المقدمة لرعاية الثقافات والفنون بمجتمعاتنا العربية المشهد، وفى حرص واهتمام بكل ما هو جاد ومتفرد بشتى المجالات ليأتى الفن والإبداع بمثابة تاج يكلل كل الإنجازات المسبوقة، فقد افتتح منذ أيام أول متحف عربى عالمى من قلب الإمارات « لوفر أبو ظبي» بين جماهير اصطفت وتجمعت من كل أنحاء العالم، ليبادر هذا المتحف الأول بالشرق الأوسط بمزج لأهم محطات التراث الإنسانى والتجارب الحياتية والفنون القديمة من مختلف بقاع الأرض مع الهوية العربية والعادات الشرقية ذات الطبيعة الصحراوية والتى أجادت الاستفادة بكل تطور وتقدم تكنولوجى وتقنى ليولد «متحف لوفر العرب» كبيراً بعد أحد عشر عاماً من بداية مشروع الشراكة بين الإماراتوفرنسا لتثمر عن هذا الصرح الحضارى الهائل. تمتد مساحاته الشاسعة لتبلغ نحو 6400 متر مربعاً، وبقاعات عرض متنامية يضم الآن أكثر من 620 قيمة فنية وتراثية تم اختيارها بعناية فائقة وفقاً لمعايير تاريخية وحقب زمنية وأحداث لها تأثير بالشعوب وإبداعات أثرية نادرة، حيث تجمعت تحت ظلال المتحف القائم على معمار شديد الجاذبية والإبداع ومشيد برؤية جامعة بين فلسفة الجمال وجغرافية المكان ذات الخصوصية العربية بأشعة الشمس الساطعة دائماً وظلال جبالها ومرتفعاتها وسط البحر ليتبلور البناء باستلهام لتلك المنحة الطبيعية، الآثار الفرعونية فى لوفر العرب عرضت لأول مرة مجموعة من الآثار والتماثيل الفرعونية ومن بينها لوحة جنائزية تحت عنوان «صور من الفيوم» وعرض لأهم منحوتات العصور القديمة من حول العالم. قدمت بحفل الافتتاح لوحة فريدة للفنان ليوناردو دافنشى تحت اسم «حداد جميل» وهى مستعارة من متحف اللوفر فى باريس لعرضها فى ابوظبي. ويقدم المتحف قائمة أعمال دورية ولعل أهمها الاهتمام بالنشء والصغار فى تنظيم للعديد من الورش الفنية والثقافية داخل قاعات المتحف فى نشر لثقافة الفن والإبداع لدى جيل المستقبل، كما ترعى الندوات والمؤتمرات الثقافية حول العالم، وسيعرض بشكل متوال أربعة معارض تشكيلية ضخمة على مدار كل عام شراكة فنية تضافر مجموعة من الشركاء من أجل إنجاح هذا المشروع الكبير وبهدف تبادل الأعمال والتراث الفنى ومن بينهم متحف اللوفر باريس، مركز جورج لومبيد، متحف آوسيه،مكتبة فرنسا الوطنية، متحف برا نلى وإتحاد المتاحف الوطنية والقصر الكبير، قصر فرساي، المتحف الوطنى للفنون الآسيوية، متحف العصور الوسطي، متحف رودان، متحف الأزياء والمنسوجات، المتحف الوطنى للخزف، وبانتمائنا لعروبتنا وتقديراً لمتحف لوفر العرب الأول نتطلع بالمستقبل إلى شراكة بين مصر والامارات فى تبادل للخبرات والرؤى والقيم التراثية والحضارية المتنوعة التى تحتويها بلادنا من آلاف الأعوام فى دعم ودمج ثقافى يرعى الإبداع والجمال فى أرجاء الوطن العربى الواحد.