عندما يختار أحد المخرجين تناول قصة أطفال أسطورية معروفة فى جميع أنحاء العالم، فإنه يواجه تحديا كبيرا. كيف يمكن له أن ينجح فى تقديم رؤيته الخاصة دون التمسك بالشكل التقليدى للعمل ؟ كيف يمكن التغلب على نجاح تلك القصة عالميا؟ المخرج المسرحى محسن رزق نجح جيدا فى مواجهة هذا التحدى وقام بتقديم رؤية خاصة تزاوج بين الأسطورة التقليدية لقصة »سنووايت » (بياض الثلج والأقزام السبعة ) ومعايير وقيم المجتمع المصري. فالعرض الذى أنتجه المسرح القومى للطفل مازال يجذب الجمهور العريض من الأطفال والكبار منذ عودته الشهر الحالى مرة أخرى إلى مسرح عبد المنعم مدبولى بالقاهرة. إن سنووايت ( التى تقدمها الفنانة المتألقة مروة عبد المنعم) فى هذا العرض تغنى وترقص وتتحدث بالعامية المصرية، تبث روح المرح وتحث الأطفال على الأخلاق مستحضرة موضوعات خاصة بحياتنا اليومية. قدم رزق معالجة للحكاية فى سياق محلي. وادخل فكرة الحكى فى إطار وظيفى وركز على لعبة المسرح بداخل مسرح. ففى رؤيته الجديدة أضاف رزق شخصية حور ووالدتها..تلك الفتاة التى تستعد لحفلة عيد ميلادها. تعتقد حور أنها الأجمل والأحسن وسط صديقاتها فى المدرسة وترفض دعوتهن إلى حفلتها فتقرر الأم أن تحكى لها حكاية سنووايت لننتقل بعد ذلك إلى عالم القصة والفانتازيا. و الأمير الساحر لا يقع فى حب سنووايت فجأة بل انه ابن العم الذى يحبها لفترة طويلة والأقزام ليسوا عمالا فى منجم ولكن لصوص صغار يحاولون الانتقام من المجتمع الذى لفظهم ورفضهم. اعتمد رزق على الإبهار فى عرضه مستخدما ديكورات وإضاءة الفنان حازم شبل وأزياء الفنانة نعيمة عجمى. وبذكاء شديد وبساطة نجح شبل فى استخدام خلفيات 3D تنقلنا إلى العالم الخيالى للحدوتة الأصلية. ومن خلال استخدامه شاشة سينمائية كبيرة نجح فى اختزال بعض المشاهد وتأكيد عالم الخيال والفانتازيا. وكان لكلمات خالد الشيبانى وألحان حسن دنيا أثر كبير فى بث حالة من البهجة من خلال الأغانى التى تغنت بها سنووايت والممثلون مما جعل الأطفال يغنون معهم ويساهمون بأياديهم الصغيرة المصفقة فى تشكيل إيقاع حى وفريد طوال العرض.