عضو ب«الشيوخ» يكشف كواليس استقالة حكومة مدبولي: هناك وزراء طلبوا الرحيل (فيديو)    بعد تصنيفها "منظمة إرهابية"…الحرب الصهيونية على "الاونروا" تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة    الخارجية: مصر تبعث رسائل تقدير لمواقف الدول الأوروبية المعترفة بفلسطين    سلوفينيا تعترف رسميا بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة    الخطيب: كنت أحلم بالمرور بجوار «سور» النادي الأهلي    المشدد 5 سنوات لسائقين لاتهامها بالاتجار فى المواد المخدرة بالصف    نائب عن التنسيقية: أتمنى أن نرى كوادر قوية بالحكومة الجديدة ومتفائلون    إمام مسجد الحصري: لا تطرد سائلا ينتظر الأضحية عند بابك؟    افتتاح مشروعات تطويرية بجامعة جنوب الوادي والمستشفيات الجامعية بقنا    ارتفاع معدل توريد القمح لأكثر من 267 ألف طن بالدقهلية    البنك المركزي المصري يسحب سيولة من السوق المحلي ب 840.6 مليار جنيه    يوليو المقبل.. بدء تصوير «إش إش» بطولة مي عمر    منى زكي تهنئ جميلة عوض بعقد قرانها على المونتير أحمد حافظ    70 عضوا بالكنيست يوقعون على عريضة تدعو للموافقة على صفقة التبادل    تفاصيل دور مصطفى غريب في «المستريحة» بطولة ليلى علوي    لابورتا يكشف سبب إقالة تشافى من تدريب برشلونة ويعلق على انتقال مبابى للريال    وكيل وزارة الصحة بالبحيرة يفتتح ورشة عمل لجراحة المناظير المتقدمة بمستشفى إدكو    رئيس هيئة الدواء يشارك في ندوة «اعتماد المستحضرات الصيدلية»    وزير الصحة ورئيس هيئة الشراء الموحد يستعرضان جهود شركة روش لمكافحة الاورام السرطانية    الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تعلن عن خطتها لموسم الحج 1445ه    خبير اقتصادي: السوق المالي سيشهد صعودًا وبقوة الفترة المقبلة    تشكيل منتخب إيطاليا أمام تركيا استعدادًا لنهائيات يورو 2024    جامعة أسيوط تعلن عن منح عبر برنامج "من أجل المرأة في العلم"    موعد صيام العشر الأوائل من ذي الحجة 2024    عاجل| كبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط يزور المنطقة الأسبوع الجاري    إصابة سيدتين وطفلة في حادث تصادم بالصحراوي الغربي شمال المنيا    الخارجية الأمريكية: وقف إطلاق النار في غزة مقترح إسرائيلي وليس أمريكيا    طريقة عمل قرع العسل، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    مصادر تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين موسكو والخرطوم    محافظ دمياط تشهد افتتاح 6 مدارس بمركز فارسكور    المؤتمر الطبي الأفريقي يناقش التجربة المصرية في زراعة الكبد    إجلاء مئات المواطنين هربا من ثوران بركان جبل كانلاون في الفلبين    حسام حسن: لم أكن أرغب في الأهلي وأرحب بالانتقال للزمالك    شقيق المواطن السعودي المفقود هتان شطا: «رفقاً بنا وبأمه وابنته»    رسميًا.. طرح شيري تيجو 7 موديل 2025 المجمعة في مصر (أسعار ومواصفات)    المنتج محمد فوزى عن الراحل محمود عبد العزيز: كان صديقا عزيزا وغاليا ولن يعوض    فليك يضع شرط حاسم للموافقة على بيع دي يونج    لحسم الصفقة .. الأهلي يتفاوض مع مدافع الدحيل حول الراتب السنوي    ونش نقل أثاث.. محافظة الدقهلية تكشف أسباب انهيار عقار من 5 طوابق    حكم صيام ثالث أيام عيد الأضحى.. محرم لهذا السبب    محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تطوير وتوسعة شارع صلاح سالم    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض الطلاب الوافدين بكلية التربية الفنية    محمد علي يوضح صلاة التوبة وهي سنة مهجورة    مدير صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى نخل المركزي بوسط سيناء    ل أصحاب برج الجوزاء.. تعرف على الجانب المظلم للشخصية وطريقة التعامل معه    «التعليم العالي»: التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص ركيزة أساسية لتحقيق التقدم    أول رد من الإفتاء على إعلانات ذبح الأضاحي والعقائق في دول إفريقية    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" يتابع سير العمل بالشيخ زايد و6 أكتوبر    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    26 مليون جنيه جحم الاتجار فى العملة بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    ضبط 3 أشخاص بحوزتهم 12 كيلو أفيون مخدر قيمته 1.2 مليون جنيه    وزارة التعليم توجه تعليمات لطلاب الثانوية العامة استعداداً للامتحانات    إصابة 9 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالجيزة    محافظ القليوبية يناقش طلبات استغلال أماكن الانتظار بعددٍ من الشوارع    "تموين الإسكندرية" تعلن عن أسعار اللحوم في المجمعات الاستهلاكية لاستقبال عيد الأضحى    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    أمير هشام: كولر يملك عرضين من السعودية وآخر من الإمارات والمدرب مستقر حتى الآن    علام والدرندلى يشهدان تدريبات المنتخب الأوليمبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالون الأهرام الثقافى يحلل انتخابات المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة
«التسييس» هزم اليونسكو


ماذا خسر العالم بخروج مصر من المنافسة؟
مشيرة خطاب: نافست بالكفاءة والخبرة وفخورة بالدعم الرسمى والمساندة الشعبية
محمد سلماوى: اللوبى الصهيونى أدار الانتخابات من وراء الكواليس لمصلحة إسرائيل
السفير محمد أنيس: العرب مروا بلحظة ذهبية كانت رئاسة اليونسكو بأيديهم

د. جابر عصفور : التشرذم العربى يمنع حصول أى دولة على مكانة مرموقة عالميا
السفير محمد العرابى: «سرية الانتخابات» مدخل للفساد.. وما حدث مفيد للتجارب المقبلة

د. مصطفى الفقى: الغِيرة والإرهاب والإخوان وتعارض المصالح.. أبرز أعداء مصر
عبد المحسن سلامة: مصر خرجت من الانتخابات بشرف وواجهت مؤامرة قطر
علاء ثابت: فتح ملف التعليم والثقافة والتعامل بشجاعة مع «الدروس المستفادة»



«التسييس» أصبح المشكلة الكبرى التى تعانيها حاليا المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو».
»التسييس» أنهك تلك المنظمة، وأبعدها عن مجالها الذى أنشئت من أجله: التعليم والثقافة.
»التسييس» سهّل للوبى الصهيونى التدخل فى انتخابات رئاسة «اليونسكو» من وراء الكواليس لمصلحة إسرائيل.
»اليونسكو» خسرت مصر بكفاءاتها وخبراتها، ونسيجها الثقافى والاجتماعى، وحضارتها وتراثها وتاريخها.
حقائق مهمة أجمع عليها عدد من كبار علماء مصر ودبلوماسييها وكتابها ومثقفيها خلال مشاركتهم فى «الصالون الثقافى» بالأهرام، لتحليل مسارات تلك الانتخابات ونتائجها.
فى ندوة المقابل أكد العلماء والمفكرون والدبلوماسيون أن مصر كسبت احترام العالم كله، بعد أن نجحت فى تقديم صورتها الحقيقية المستنيرة للدنيا كلها.
.............................................
فى البداية، رحب الأستاذ عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام بالمشاركين فى «الصالون الثقافى» من كبار علماء مصر، ومثقفيها، وكتابها.
وقال: إن مصر نجحت فى إنجاز ملفات كبيرة, منها ملف المصالحة الفلسطينية, وكانت هناك استحالة أن يحدث تقدم فيه لفترة تتعدى عشر سنوات, بالإضافة إلى تحقق نجاحات عديدة على مختلف الأصعدة، وذلك فى الوقت الذى أصاب فيه سيناريو الفوضى بعض الدول.
وأوضح أن هذا كله له علاقة بالمعركة الانتخابية التى خاضتها السفيرة مشيرة خطاب لرئاسة «اليونسكو» والتى تمثل حلقة مهمة من جهود مصر لمواجهة وكسر الحصار الذى يحاول البعض فرضه علينا.
وأكد سلامة أنه إذا كانت هناك دولة تستحق أن تقود «اليونسكو» فهى مصر بنسيجها الثقافى والاجتماعى وحضارتها وتراثها وتاريخها.
وأضاف أن مصر خرجت من تلك الانتخابات بشرف، بعد مواجهة مؤامرة كبيرة قادتها قطر، وهذا يجعلنا أكثر قوة فى مواجهة جميع التحديات.
دروس مستفادة
وشدد الأستاذ علاء ثابت رئيس تحرير الأهرام على أن السفيرة مشيرة خطاب كانت واجهة مشرفة, وأن فريق العمل فى حملتها الانتخابية كان رائعا جدا، وعلى مستوى عالمى، مشيرا إلى أن مصر واجهت مؤامرة تقودها قطر.
وقال: يجب أن نتحدث عن الدروس المستفادة من تلك المعركة الانتخابية، وذلك بفتح ملف الثقافة والتعليم فى مصر، فنحن لم نعد ملهمين كما كنا فى السبعينيات، فقد حدث تردٍ كبير فيهما، ولابد أن نتداركه مستقبلا، وأن نتعامل بشجاعة مع الدروس المستفادة مما حدث.
أسئلة مهمة
واستهل الدكتور جابر عصفور كلامه بطرح عدد من الأسئلة المهمة:
هل فقدت مصر دورها الأساسى على مستوى العالم؟
هل التضامن العربى مازال مستمرا أم أن التشرذم العربى أدى إلى نوع من الخطر يمكن أن يؤدى فى المستقبل إلى الحيلولة دون حصول أى قطر عربى على هذه المكانة المرموقة؟
ما الدور الذى لعبه أصدقاؤنا سواء من الكتلة الغربية أو من الكتلة الشرقية فى دعم مصر فى ذلك؟
وقال: مصر دولة مؤسسة فى اليونسكو, وخلال الافتتاح الأول لها أوفد الملك فاروق الدكتور طه حسين ممثلا لمصر، حيث ألقى كلمة باللغة الفرنسية فى الافتتاح, وكان حضور مصر الثقافى مؤثرا إلى أبعد حد، وأثار إعجاب الجميع.
كفاءة واستحقاق
وتساءلت السفيرة مشيرة خطاب: ماذا بعد عدم التوفيق فى «اليونسكو» ؟
وأجابت عن سؤالها قائلة: أنا فخورة بانتمائى لهذا الجهد الكبير المبذول فى تلك الحملة الانتخابية، بدءا من عملية اختيار المرشح من كل الجهات المعنية، بالإضافة إلى المساندة الشعبية للمرشح، ومازلت فخورة بحب الناس واستقبالهم لى كأننى فزت بالمنصب.
إن الحملة قامت على الكفاءة والاستحقاق، والدعم الكامل من جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها, فالسيد وزير الخارجية كان يتفاوض مع الدول بكل شموخ, بالإضافة إلى دعم السيد رئيس الجمهورية الذى ذلل كل العقبات، ومنح كل التسهيلات, فكانت حملة تُشرّف مصر بكل المقاييس.
كان هناك تنسيق وتعاون بين أجهزة الدولة، وكانت السفارات تعمل بكل اجتهاد، وتقوم بجمع المعلومات. وكانت الخارجية تتلمس الفرص بالتفاوض مع الدول والمقابلات مع المرشحين.
أبليت بلاء حسنا, ووجدت ترحابا وتصفيقا شديدين لى عند إلقاء كلمتي, وأشادوا بخبرتي, وقد نافست بالكفاءة والخبرة, وهذا أكبر مكسب لنا.
ولدينا علامات استفهام كثيرة جدا, ويجب أن تشكل توصيات للسياسة الخارجية المصرية فيما يتعلق بدورنا فى منظمة الأمم المتحدة, فنحن أعضاء مؤسسون للأمم المتحدة, ويجب أن يحقق تمثيلنا بها أعلى الفوائد لنا.
لقد اتخذ السيد رئيس الجمهورية قرارا حكيما بأن يكون سفيرنا فى باريس هو مندوبنا الدائم باليونسكو، وهذا وفّر نفقات طائلة.
مشكلة اليونسكو
وتناولت السفيرة مشيرة خطاب واقع منظمة اليونسكو، فوصفتها بأنها انغمست فى السياسة, ونسيت دورها فى الثقافة.. تراجع دورها فى المجالات التى أنشئت من أجلها: التعليم والثقافة.
وقالت: مشكلة اليونسكو فى «التسييس» ليست فقط فى القضايا التى تناقشها مثل المشكلات الثقافية بالأراضى المحتلة أو النزاع بين اليابان والصين حول ذاكرة العالم, وإنما «التسييس» فى اختيار المرشح لرئاستها.
إن المقابلات الشفهية مع المرشحين تنتظر أكثر من ستة أشهر، ثم يتم التصويت, فالاختيار لا يعتمد على الكفاءة, وإنما على المفاوضات, فهى منظمة منهكة, وضعها صعب جدا, تشكو من التسييس للأسف الشديد.
ولإصلاح ذلك الوضع لابد من الاستعانة بشخص مشهود له بأنه قادر على مواجهة وحل معضلتين، هما: بناء توافق الآراء بين أطراف مختلفة, وحشد التمويل لتقوم هذه المنظمة من عثرتها, وكنت أملك هذه المقومات .
كنا فى الحملة نروج لمصر وليس للمرشح, وقد نجحنا فى ذلك, وزرت 54 دولة فى كل مكان, ونقدم أحسن نموذج لمصر المستنيرة ذات القوة الناعمة التى لا تتدخل فى شئون الدول, وتقوم سياستها الخارجية على السلام، وهذا ما نجحنا فيه, وكانت حملة ناجحة بشهادة الجميع .
وتوقفت السفيرة مشيرة خطاب أمام قضية مهمة بقولها: «اليونسكو» خسرت مصر, لأنه مطلوب منها فى هذه المرحلة الدور الرئيسى مكافحة الإرهاب والعنف والفكر المتطرف وإقصاء الآخر.
والأمم المتحدة تقوم على الديمقراطية وتداول السلطة, والدول العربية هى المجموعة الوحيدة فى ال72 سنة الماضية التى لم تتول ذلك المنصب.
ومصر أحق من يمثل الدول العربية, فمصر تقود حربا ضد الإرهاب, ولا يوجد أقدر منها فى أن تقدم رؤيتها لدور التعليم والثقافة والعلوم والميديا ووسائل التواصل والإعلام وتداول المعلومات, وهو حق أصيل للإنسان, وقضايا تحتاجها الدول النامية.
فنحن نخوض معركة نيابة عن الإنسانية لمواجهة التطرف ومكافحته، واستعادة الوجه المستنير لمصر, فلها حضارة وثقافة.
مرشح مصر الوحيد الذى كان يتصاعد فى جولاته, ومندوب إسرائيل باليونسكو وصف صعود العرب فى اليونسكو بأنه «أخبار سيئة» وتكلم تحديدا عن مصر وقطر, وهى رسالة سيئة من المندوب الإسرائيلى ضد مصر صانعة السلام بالمنطقة.
ومع التعادل مع المرشحة الفرنسية انسحبت أمريكا, وتبعتها إسرائيل من المنظمة اعتراضا منهما على صعودنا بالمنظمة كمسلمين متطرفين من وجهة نظرهم المتطرفة والمتربصة.
لابد أن نركز على الجماهير الشعبية الداعمة للحملة, خاصة الشباب. لابد أن نستثمرهم ليكونوا القوة التى تستعيد الاستنارة المصرية, والنفوذ الثقافى المصرى, وتنفيذ دستور 2014, والباب الخاص بحقوق الإنسان.
وكلى أمل فى أن مصر تستعيد دورها, ولابد من وقفة مع الدول الإفريقية التى أجمع أغلب رؤسائها على دعمى، ولكن لم تصوت الدول كلها لمصر.
شكرا للشعب المصري, للبرلمان , للخارجية, لسيادة الرئيس على دعمهم الحملة التى اجتهدت واعتمدت على الكفاءة.
كلمة السر
وفى كلمات محددة أوضح السفير محمد العرابى أن «كلمة السر» فى انتخابات اليونسكو هى «التأثير» ووصف «سرية الانتخابات» بأنها مدخل للفساد.
وقال: إن مصر تملك قوة ناعمة مؤثرة فى مختلف الأصعدة, ولا ينبغى أن ننخرط فى جلد الذات، فتأثير مصر واضح وجلى فى كل مكان.
نحن أمام نظام دولى جديد, واليونسكو كانت مرآة لبداية هذا النظام القائم على الهيمنة الغربية، وتفرد الأمم المتحدة.
فساد ورشاوى
وأوضح الدكتور مصطفى الفقى أن الظروف الدولية التى ترشحت فيها السفيرة مشيرة لم تكن تدعمها, لافتا إلى أن المجتمع المدنى لم يقم بدوره على أكمل وجه، وأن بعض العرب يشعرون بأن مصر تحاول الاستحواذ على المناصب, وهذا غير صحيح.
وشدد على أن «التصويت السرى» فى انتخابات اليونسكو قضية شائكة, تحتمل الفساد والرشاوى. وقال: المشكلة هى تقديم أكثر من مرشح عربى فى المناصب الدولية, وأعداء مصر كثيرون، من غِيرة لإرهاب لإخوان لتعارض مصالح, وكان لابد من أخذ ضمانات من فرنسا بعدم ترشيح أحد.
ولابد أن نعيد بريق مصر إلى سابق عهده, والمؤسسة الدينية مطالبة بأن يكون لها دور فى إظهار صورة مصر الحقيقية.
لحظة ذهبية
ودعا السفير محمد أنيس إلى ضرورة التوقف أمام أرقام معينة تدل على أنه كان بيد العرب الحصول على المنصب.
وقال: فى لحظة ما حصلنا على 40 صوتا، وفى لحظة أخرى حصلنا على 36 صوتا كدول عربية. ويجب أن نقف للتساؤل أولا عن هذه اللحظة الذهبية التى لم تحدث من قبل.
أما التساؤل الثانى فهو: هل اتخذ قرار غربى بعدم إتاحة المنصب لمرشح عربى؟ ويفسر ذلك تقديم المرشحة الفرنسية فى اللحظات الأخيرة، وكذلك سحب المرشح الإيطالى.
صحيح أنه لم يكن هناك مرشح غربى متفق عليه فى الظاهر، ولكن هناك دائما محرك للأمور يتمثل فى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وتجب الإشارة إلى فشل المنظمات الإقليمية فى التوصل إلى توافق رسمى يستتبع ملاحقة الدول التى لم تمتثل لقرار الاتحاد الإفريقى.
وعقّب الدكتور مصطفى الفقى متسائلا: كيف ستعرف هذه الدول؟ وقال: التصويت لا يظهر اسم الدولة المصوتة. وأظن أن فاروق حسنى خسر المنصب بسبب صوت عربى خدعه فى أثناء التصويت.
تصويت تكتيكى
وطالب السفير العرابى بمراجعة التجربة بموضوعية شديدة، وأن نتعلم منها مسألة التصويت التكتيكى، لأنه فى لحظة معينة كان من مصلحة قطر أن تفوز المرشحة المصرية بدلا من المرشح القطرى نفسه. وهنا كان لابد من التنسيق التكتيكى، ولو عن طريق طرف ثالث بسبب انقطاع العلاقات حاليا، وصعوبة التواصل المباشر.
وقال: أعتقد أننا داخليا لا نشعر بالوزن الحقيقى لمصر فى المنظمات العالمية، فمن المعروف عنا أننا من الدول النامية شديدة التأثير فى المنظمات و المحافل الدولية.
وأنا أختلف تماما مع بعض وجهات النظر التى أشارت إلى أنه لم يكن ينبغى من البداية أن تتقدم مصر لشغل هذا المنصب، فيجب أن نشارك ونظل نحاول، ولا يعيبنا أى شيء، فالولايات المتحدة نفسها تتقدم للكثير من المناصب، وقد لا تفوز بها فى النهاية.
وأشير هنا إلى فشل فرنسا فى الحصول على منصبين من مناصب المساعدين للأمين العام للأمم المتحدة، وذلك بعد جهود حثيثة من أجل الوصول لهذين المنصبين.
وكثيرا ما يحدث ذلك أيضا لروسيا فى العديد من الوقائع.
وفى حالة مصر يعيبنا أننا نظرنا للأمور نظرة عاطفية بعض الشيء، و أصابنا حزن شديد، و أخذنا نلوم أنفسنا، والحقيقة أن ما حدث كان إيجابيا جدا، و مفيدا للعديد من التجارب المقبلة.
نموذج متكرر
أما الكاتب الصحفى الأستاذ محمد سلماوى فآثر أن يتناول النواحى السياسية للواقعة. قال: أرى أن هناك نموذجا بعينه يتكرر مثلما حدث فى السابق، والهدف منه هو عدم وصول المرشح العربى للمنصب أيا كان هذا المرشح.
وأرى أن السبب فى الخسارة هو اللوبى الصهيونى العالمى، وهو العقبة الأساسية التى يتعثر فيها أى حضور مصرى.
وبعيدا عن الدول العربية التى لم تصوت يجب أن ندرك أن المرشحة المصرية حظيت بثقة أصوات أوروبية مهمة مثل ألمانيا وأمريكا اللاتينية، وهذا ما يحدث فى كل التصويتات الدولية.
العقبة الحقيقية تكمن فى اللوبى الصهيونى الذى واجه الفنان فاروق حسنى مواجهة مباشرة، وخرجت مجموعات صحفية فى واشنطن وفى اليونسكو وفى أروقة البرلمان هدفها تشويه المرشح المصرى، حيث استفزه أحد الصحفيين بسؤال كانت نتيجته اتهام الوزير المصرى بمعاداة السامية.
وراء الكواليس
وأوضح سلماوى أنه على الرغم من أن حسنى اعتذر أكثر من مرة، وأعلن اعتذاره الرسمى فى صحيفة «لوموند» الفرنسية إلا أنه ألقى بهذا العدد فى سلة المهملات، وكأنه لم يكن، ونجح اللوبى الصهيونى فى استثمار هذه المسألة جيدا .
إن ما حدث هذه المرة كان أكثر خبثا، وأكثر تأثيرا، لأن الأمور واضحة للجميع بنية إسرائيل ومساعيها المفضوحة من أجل السيطرة على اليونسكو.
كانت الحملة هذه المرة من وراء الكواليس، وقد صرح المندوب الإسرائيلى قائلا: «تقدم العرب فى اليونسكو هو خبر سيىء» ثم سحب هذا الكلام فى اليوم التالى.
وكانت الخطة لإفشال المرشح المصرى مستترة، ففى اللحظات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح تقدمت المرشحة الفرنسية، وهى امرأة ذات أصول عربية، وكانت تشغل منصب وزير ثقافة سابق، ولها كل ثقل فرنسا ودعمها، ويضاف إلى هذا كله أنها يهودية، ولكنها كانت تفتقر إلى الذكاء والكفاءة.
فقد أغفلت فى أحد اللقاءات التليفزيونية البعد العربى عند سؤالها عن سبب الترشح، رغم أن الدور المنتظر هذه المرة هو الدور العربى، فلم تلمس أهم نقطة و هى أنها من أصول عربية، ولم تفكر فى أن تقول مثلا إنها ستدافع عن القضايا المتعلقة بالعرب فى أجندتها فى حال فوزها.
وهو رد ينم عن غباء شديد جدا، ولا أجد تعبيرا آخر، فقد قالت لا أجد ما يجبرنا على انتخاب مرشح عربى، و ليس فى قوانين اليونسكو ما ينص على ذلك. ولا شك أن اللوبى الصهيونى وقف وراء ترشيحها .
سياسات وتكتيكات
وينتقل الأستاذ سلماوى بالحديث إلى الجانب الإجرائى الذى يتمثل فى «التصويت السرى» مشيرا إلى أن الفرنسيين أعطوا أصواتا لقطر، و كان الهدف أن تبدو قطر «الفزاعة» التى ستسقط اليونسكو، فهى لا علاقة لها بالثقافة والفكر، فكيف تفوز بأعلى منصب ثقافى فى العالم.
ولذلك ظلت أصوات فرنسا ثابتة، وبدأت فى الإعادة أصوات قطر تزيد، وعندما أوصلوا رسالتهم وأثاروا الأسئلة التى أرادوا أن تصل إلى الجميع عادت الأصوات الفرنسية للمرشحة الفرنسية.
وهذا ما يبرر تأكيد السفيرة مشيرة خطاب أنها إذا كانت وصلت إلى المرحلة الأخيرة وكان الاختيار بينها وبين المرشح القطرى كانت مصر ستفوز بالمنصب. ولذلك كان من مصلحة فرنسا أن تكون الإعادة بينها و بين قطر، وليست مع دولة لها ثقل.
وقال: أنا مع الرأى القائل بضرورة خوض هذه التجارب بدون خشية أى شيء، لكن بسياسات وتكتيكات مختلفة.
إن نتيجة ما حدث أننا وقعنا فى فخ كل مرة، وهو أن نظل نردد أن العرب تسببوا فى خسارة مصر للمنصب، وهذا غير حقيقى رغم أن أصواتهم كانت ستحدث فرقا.
السبب الحقيقى هو اللوبى الصهيونى، والحقيقة أن المنافس الحقيقى لمصر فرنسا التى نجحت فى تصوير الصراع على أنه بين المرشحين المصرى والقطرى بينما كان هذا كله تخطيطا بوازع من اللوبى الصهيونى لفوز المرشحة الفرنسية.
مكاسب كثيرة
واختتم سلماوى كلامه قائلا: إننا خرجنا من هذا السباق بمكاسب كثيرة، فقد وصلت للعالم كله صورة مضيئة لمصر ولكوادرها. وهو ما لمسناه بالفعل فى أكثر من 50 دولة زارتها المرشحة المصرية، وهو ما أشك فى أن يكون المرشحون الآخرون فعلوه.
ففى كل بلد تركت المرشحة صورة محترمة عن مصر، فضلا عن الحراك الذى أحدثته حملتها بقيادة وزير سابق و سفير والشباب الذين عملوا على إنجاح هذه الحملة.
وأعتقد أنه علينا إكمال هذه المسيرة والبناء على المكسب الذى تم تحقيقه بالفعل.
دور مريب
وعاد الدكتور الفقى للتساؤل: أين كانت تقف إيرينا بوكوفا؟ وماذا كان موقفها فى هذا السباق؟
فأجاب سلماوى قائلا: بوكوفا لعبت دورا مريبا لم أشعر تجاهه بأى راحة، فعندما أعلنت أمريكا انسحابها وهو إعلان مراوغ لأن الانسحاب لن يحدث فعليا إلا بعد ثلاثة أشهر أصدرت بوكوفا بيانا قالت فيه إن انسحاب أمريكا تهديد خطير لليونسكو.
وكان هذا تضخيما كبيرا مبالغا فيه للقرار الأمريكى على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تدفع مليما فى ميزانية اليونسكو منذ ست سنوات، وأن الديون الكبيرة تراكمت عليها فى هذا الصدد، مما يشكك فى صلاحية الولايات المتحدة كعضو، ومع ذلك تنتخب عضوا فى المجلس التنفيذى لليونسكو، وتمارس الضغوط، وتشكل تحالفات، وتكسب صلاحيات، وأنا على يقين بأن انسحابها كان فى مصلحة اليونسكو.
وأود هنا أن ألفت إلى الذكاء الشديد الذى أبدته المرشحة المصرية، وهى تهنئ المرشحة الفرنسية عند فوزها بالمنصب حين قالت لها: أثق فى أن نجاحك سيكون باعثا للولايات المتحدة على عدم الانسحاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.