فى إطار الدعم الأمريكى للسعودية بأزمتها المتصاعدة مع إيران، اعتبرت واشنطن أن تنفيذ المتمردين الحوثيين اعتداءات صاروخية على السعودية، انطلاقا من اليمن بتسهيل من إيران، تهديدا للأمن الإقليمي، مؤكدة أن مثل هذه الصواريخ لم تكن موجودة فى اليمن قبل النزاع. ورحب البيت الأبيض، فى بيان صدر أمس، بالموقف السعودى الذى ندد بدعم إيران الحوثيين، وإقدامها على تزويدهم بأسلحة غير قانونية، مثل الصواريخ البالستية. وندد البيت الأبيض بأنشطة النظام الإيراني، مجددا "وقوف إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى جانب السعودية وكل شركائها فى الخليج ضد الاعتداء الإيراني". وجدد بيان البيت الأبيض "دعوة الأممالمتحدة إلى التدقيق فى الوقائع التى تثبت أن النظام الإيرانى يطيل النزاع فى اليمن، بهدف تحقيق طموحاته الإقليمية". وكانت السفيرة الأمريكية لدى الاممالمتحدة، نيكى هايلي، قد أعلنت أمس الأول أن إيران زودت المتمردين الحوثيين بصاروخ أطلق على السعودية فى يوليو الماضي. ودعت "الأممالمتحدة والشركاء الدوليين إلى إتخاذ التحرك الضروري، لمحاسبة النظام الإيرانى على هذه الانتهاكات". يأتى ذلك فى وقت دعا فيه الرئيس الإيراني، حسن روحاني، السعودية أمس إلى الحذر من "قوة إيران وموقعها". وأشار "روحاني" إلى أن الولاياتالمتحدة "بكل قدراتها" عجزت عن مواجهتها. وقال متوجها الى السعوديين: "تعرفون قوة الجمهورية الإسلامية وموقعها"، مضيفا أن "أمريكا وأذنابها عجزوا عن مواجهة الشعب الإيرانى بكل ما لديهم من قدرات"، على حد تعبيره. وأضاف الرئيس الإيرانى أن "الجمهورية الإسلامية فى إيران ليست لديها إلا النيات الخيرة تجاه شعوب المنطقة، ولن يكون لها أبدا غيرها، من اليمن إلى العراق وسوريا، وصولا إلى السعودية". من جانبه، استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، حالة التصعيد غير المسبوق التى تمارس ضد المملكة العربية السعودية. وأكد "أبو الغيط"، فى تصريحات أمس حول التدخلات الإيرانية بالدول العربية ، أن "التدخلات هى موضع رفض عربي، وهى تعكس رغبة فى إشاعة التوتر والاضطراب، من أجل ممارسة الهيمنة على الآخرين، وهذا أمرٌ مستهجن ولن يقبل به أحد". وقال "أبو الغيط": "الواجب العربى يحتم التضامن مع المملكة العربية السعودية وهى تواجه تلك التهديدات الخطيرة لأمنها"، مؤكدا من جهة أخرى أن "توسيع دائرة الصراع فى اليمن أمر مؤسف، وتقف وراءه أطرافٌ معروفة تستهدف ليس فقط استمرار المواجهة فى اليمن، بل إشعال الأوضاع فى المنطقة كلها". واعتبر الأمين العام أن "الاستقرار الإقليمى لن يبدأ فى التحقق إلا عندما تعيد هذه الأطراف النظر بالكامل فى سياساتها تجاه العرب، وتقوم بمراجعة حقيقية للنهج الذى اتبعته فى السنوات السابقة، والذى يدخل المنطقة فى دوامة من الصراع والاضطراب". من ناحية أخري، طالبت الأممالمتحدة "التحالف العربي"، بقيادة السعودية، بالسماح بوصول المساعدات إلى اليمن. وقال ينس لارك، المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى جنيف: "إذا لم يتم إبقاء هذه القنوات، شرايين الحياة هذه، مفتوحة فإن الأمر سيكون كارثيا على الناس الذين يواجهون ما أطلقنا عليه بالفعل أسوأ أزمة إنسانية فى العالم". ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن الأزمة الإنسانية فى اليمن، بناء على طلب السويد التى عبرت عن قلقها إزاء تفاقم الوضع. كما قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأممالمتحدة، إن "الحصار على الموانى والمطارات والطرق البرية يترك تأثيرا سلبيا كبيرا على الوضع الكارثى بالفعل فى اليمن". وأكد "لارك": "ينبغى استئناف إدخال الوقود والطعام والأدوية إلى البلد"، مضيفا أن مشكلة إيصال المساعدات هذه "ذات أبعاد هائلة". وصرح المتحدث بأن أسعار الوقود ارتفعت 60٪، وأسعار غاز الطبخ تضاعفت مرتين مباشرة بعد الإغلاق. وأضاف أن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية يجرى محادثات مع التحالف لإعادة إدخال المساعدات فى أسرع وقت.