◙ 9.5 مليون بالخارج.. والاستفادة من إمكاناتهم مطلب وطنى ◙ السفير جمال بيومى : 200 مليار دولار استثماراتهم ..وجعلهم « أذرعا قوية لبلدهم» ضرورة ◙ السفير أحمد راغب: آلاف العلماء بالخارج «دبلوماسية ناعمة» يمكن أن يحدثوا نقلة تنموية غير مسبوقة
إذا كان عدد المصريين فى الخارج 9,5 مليون مواطن ، أغلبهم متواجدون فى الدول العربية « نحو 6.2 مليون « وهم مصدر جيد للعملة الصعبة بعد قناة السويس ، والموجودون فى أمريكا وأوروبا عددهم قرابة مليونى مواطن ، يؤكد الخبراء وجود امكانيات هائلة مهدرة ، فلدينا آلاف العلماء وأساتذة الجامعات فى مختلف التخصصات بإمكاناتهم وافكارهم يمكن أن يحققوا قفزة تنموية غير مسبوقة اذا احسن استغلالهم. السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس اتحاد المستثمرين العرب أبدى تحفظه على الرقم الذى تم إعلانه عن تعداد المصريين فى الخارج مشيرا الى أن الرقم الفعلى لا يقل عن 12 مليونا ، والسبب فى ذلك وجود فئة ليست بالقليلة ترفض التسجيل فى السفارات ، ومهما كان العدد ، يجب التفكير فى كيفية تحويلهم ليكونوا أذرعا لبلدهم ، وليس فقط كمصدر للعملات الصعبة ، خاصة انهم يحظون بدرجة عالية جدا من الاحترام ، والدليل على ذلك انه عقب الانتهاء من المفاوضات حول اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية التى كان يرأس الجانب المصرى فيها وقبل التوقيع ، طلب منه الجانب الأوروبى ضرورة اثبات حقوق مصر فى بنود الهجرة المشروعة ، خاصة ان الدول الاوروبية تتعرض لخطر الانقراض لزيادة معدلات الوفيات عن المواليد ، وكانوا يهتمون بنصحنا بضرورة استغلال هذا الملف « الهجرة المشروعة «ولكن للأسف مصر لم تستغل هذا الملف بالشكل الأمثل فمعظم المصريين الذين يذهبون لأوروبا يذهبون بطريقة غير مشروعة ، وايطاليا أعطتنا حوالى 6 آلاف تأشيرة عقب التوقيع ولم نستفد منها ولم نقم بعمل دعاية جادة لهذا الملف لتشجيع الشباب وتحميسهم على التدريب والتأهيل ، علما بأن تحويلات العاملين فى الخارج ثانى أكبر مورد للعملة الأجنبية بعد الصادرات . ونبه بيومى الى نقطة أخرى هامة تتعلق باستثمارات المصريين فى الخارج ، يقول انه التقى وزير الاقتصاد الالمانى السابق منذ حوالى 20 عاما فى اطار محادثات ثنائية حول جذب الاستثمارات الألمانية لمصر ، فبادره بالقول : كيف تطلبون استثمارات أجنبية والتقارير الدولية تشير الى أن حجم استثمارات المصريين فى الخارج بلغ 140 مليار دولار ؟ وقد تكون تخطت الآن 200 مليار دولار ،علما بان حجم الاستثمارات الأجنبية فى مصر حوالى 11 مليار دولار سنويا . وطالب رئيس اتحاد المستثمرين العرب بضرورة العمل على تهيئة مناخ الاستثمار ليكون جاذبا بامتلاكه محافظ متنوعة من الاستثمارات المناسبة لكل المستويات ، وزيادة القدرة الاستيعابية للاستثمار من تنوع فى المشروعات ، ومصادر كافية من الطاقة ، وأراض مرفقة. السفير أحمد راغب مساعد وزير الخارجية الأسبق لشئون المصريين فى الخارج يقول : لدينا عشرات الآلاف من العلماء المصريين المتميزين على مستوى العالم منهم حوالى 40 أستاذا جامعيا فى منصب رؤساء جامعات أجنبية ، ولدينا آلاف العلماء فى أمريكا وأوروبا يمكن الاستعانة بهم فى المشروعات الاستراتيجية الضخمة، ابتداء بالمدن الجديدة ومشروعات الطاقة والبترول والإسكان والصناعات الصغيرة وتطوير التعليم والصحة وغيرها .. ويمكن الاستفادة من هؤلاء فى تطبيق ما يعرف ب«الدبلوماسية الناعمة» كتشكيل فريق طبى متكامل لاجراء جراحات بالمجان بإحدى دول حوض النيل لمدة أسبوع او اثنين ، وفى نفس الوقت تستضيف الحكومة أسر هؤلاء لعمل رحلات سياحية مجانية للاماكن الاثرية المصرية مجانا لتعميق الانتماء لمصر . ويمكن الاستفادة حتى من الفنيين فى السباكة والنجارة والكهرباء فى الخارج ، بدعوتهم لعمل دورات تدريب للعمالة المصرية لإعدادهم وتأهيلهم للحصول على عقود عمل مشروعة فى الخارج ، وهناك سؤال يطرح نفسه : كيف يمكن انشاء لوبى من المصريين فى الخارج للدفاع عن مصالح مصر؟ يجيب السفير أحمد راغب : الامر يبدأ بإنشاء ناد للمصريين ، عبارة عن قاعة أو فيلا ، يحتفل فيها أبناء الجالية ويعقدون لقاءات ثقافية مستمرة مع القنصل والسفير ، بالاتفاق مع دولة المقر بأن هذا المكان مخصص للمصريين لهذا الغرض ، بشرط عدم تدخل السفارات فى إدارته ويتم انتخاب مجلس إدارة له ، وقد سبق أن خضنا تلك التجربة بنجاح بالاشتراك مع وزارة العمل بالسويد ، وشهد النادى العديد من اللقاءات والاجتماعات الدورية ، وشارك فى احتفالات وأعياد دولة المقر بالفرق الشعبية المصرية ، وبعد 25 يناير خاصة خلال فترة حكم الاخوان وما بعدها تدهور وضع هذه النوادى . « حجم الاستفادة من المصريين العاملين فى الخارج .. متواضع جدا» كما يقول الدكتور إبراهيم عبدالله أستاذ الاقتصاد بالجامعة الامريكية ، وأقل بكثير من حجم القدرات البشرية الهائلة للمصريين فى الخارج ، مما يعنى ان حجم الإهدار فى الاستفادة من قدرات المصريين فى الخارج مخيف ومرعب ، والمليارات التى يتم تحويلها من العاملين فى الخارج لا تمثل شيئا بالمقارنة بامكاناتهم ، خاصة ان الاستثمار فى العقول والأفكار أكبر وأفضل من الاستثمار فى المال ، مما يتطلب التفكير فى ضرورة وضع خطة لكيفية استقطاب القدرات النادرة للمصريين فى الخارج ، خاصة التى حققت قفزات فى قطاعات الاقتصاد والطب والطاقة والنانو تكنولوجى ، ويمكن تسخير إمكانات الهيئة العامة للاستعلامات ووزارتى الهجرة والخارجية فى تتبع وحضور المؤتمرات العلمية - خاصة التى تعقد فى الاتحاد الأوروبى وامريكا - التى تضم نخبة فريدة من الخبرات غير المسبوقة لتطبيق مشروعاتهم على أرض الوطن . أضاف : لدينا أموال ضخمة مكدسة فى البنوك لا تجد الأفكار الجديدة الجيدة الصالحة للتطبيق بأقل تكاليف ، وتحقق أعلى عائد بعيدا عن الحلول النمطية لحل المشكلات التى يعانى منها المجتمع.