اعترف اننى من المؤمنين بنظرية المؤامرة ، فالمؤامرة ولدت مع وجود الإنسان فى الكون ، فكانت أولى المؤامرات تلك التى دبرها إبليس لإخراج آدم من الجنة ، ثم كانت مؤامرة قابيل ضد أخوه هابيل و قتله بسبب الحقد و الغيرة ، فالمؤامرة سلوك مرتبط بوجود الإنسان. منذ أيام طل علينا احد رجال الإعلام الخاص و هو يبشر بظهور ( الزومبى ) فى منطقة التجمع الثالث ، و الزومبى لمن لا يعرف ، هو اختراع أمريكى ابتكرته السينما الأمريكية عن ميكروب يصيب جثث الموتى فيعودوا إلى الحياة مرة أخرى و لكن فى شكل كائنات متوحشة قاتلة ، توليفة أمريكية مرعبة مثل توليفة مصاصى الدماء و غيرها من التوليفات الخيالية التى تقلق عقول المشاهدين و تغذى جيوب المنتجين . المهم ، طالعنا المذيع بان شابا نيجيريا هاجم طفلا فى احد شوارع التجمع الثالث و قام بعضه فى رقبته محدثا جرحا قطعيا بطول 8 سنتميترات ، و بعد القبض على الشاب تبين أنه يتعاطى مخدر الفلاكا و الذى يحول من يتعاطاه إلى مخلوق مضطرب و عدائى المخيف فى الأمر ، إننى وبعد أيام من نشر هذا الخبر ، كنت ذاهبا فى مشوار فى منطقة التجمع ، فطلب منى ابنى الصغير متوسلا ان أخذ حذرى من الزومبى المتواجدين فى الشوارع ، و كأننا تحولنا إلى فيلم مرعب من انتاج هوليوود ، فابتسمت له مؤكدا أن الزومبى لا وجود لهم إلا فى شاشة التليفزيون ، لكن و رغم ذلك لم أستطع أن أمنع نفسى من النظر حولى فى قلق طوال وجودى فى شوارع التجمع ليلا ، كما اننى لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير و انا اطرح على نفسي سؤال : هل فى الأمر مؤامرة ؟؟؟؟؟ لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا;