فكر جديد وشكل مختلف جاءت به مشاريع التخرج هذا العام لدفعة تصوير جداري بكلية الفنون الجميلة ليصبح المشروع التجميلي لسور الكلية الخارجي مزين بجداريات علي 170 متر بشارعي اسماعيل محمد ومنصور محمد بالزمالك موضوعها الفنون الجميلة تاريخا ورموزا وروادا. افتتح الاحتفالية الدكتور سيد قنديل عميد الكلية تحت رعاية الدكتور محمد النشار وزير التعليم العالي والدكتور محمد إبراهيم وزير الثقافة والاثار والدكتور ياسر صقر رئيس جامعة حلوان, وبحضور الدكتور عبد القوي خليفة محافظ القاهرة والدكتور حمدي أبوالمعاطي نقيب التشكيليين والدكتورة صفية القباني وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ولفيف من أعضاء هيئة التدريس. وقد أشاد وزير التعليم العالي بتلك الجداريات من تصميمات وألوان عاكسة للثراء الفني والتميز لمبدعيها, واقترح النشار بتغيير مسمي مشروع التخرج بكافة القطاعات ليصبح مشروع فنان مبدع يؤرخ للكلية لتصبح منطقة إشعاع فني. وأشار الدكتور سيد قنديل إلي مدي أهمية هذا الحدث للكلية ولخريجيها فهو يمثل أفضل تكريم لهم في تقديم شهادة اعتمادهم للمجتمع وهو ما يعزز دور الكلية ورسالتها الأساسية في تنمية الوعي والحس الفني في المجتمع والتأكيد عليه حتي في ظل الأحداث الجارية من مخاوف انتابت العامة. وأضاف قنديل أن هذا المشروع التجميلي يعد جزء من برنامج التطوير الذي يشمل الكلية فنحن نسعي في إعادة صياغة المناهج فضلا عن تحديث المباني وتجمليها.. وقال الدكتور صبري منصور أستاذ التصوير بالكلية إنني حينما قمت بطرح الفكرة تحمس لها نحو 48 طالبا من إجمالي 64 بشعبة التصوير الجداري, وقاموا بحب وتفان في تنفيذها من خلال مجموعات عمل استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر متواصلة لتخرج في النهاية 17 عملا فنيا محملا بلمحات من الفن المصري المعاصر ورموز ورواد الكلية وبعض الاتجاهات الفنية العالمية وتاريخ الفن القديم. وأضافت الدكتورة نهاد عبد المنعم أستاذ التصوير الجداري والمشرفة علي مشاريع التخرج: أن الفكرة طرحت منذ عده سنوات ولكن لم يتحمس لها الكثيرون لضخامة العمل. وفي هذا العام أعيد طرحها من خلال الدكتور صبري منصور الذي تبني الفكرة والتنفيذ ومعه فريق عمل من الأساتذة والأساتذة المساعدين والمدرسين والهيئة المعاونة وهم نرمين المصري, يوسف مكاوي, ماهر داود, محمود حسام ومحمد بنوي, فقمنا بالمتابعة منذ أن كانت المشاريع خطوط بسيطة تعبر عن هوية الكلية بأقسامها المختلفة من تصوير, نحت, جرافيك, عمارة وديكور من خلال نماذج مميزة مأخوذة من أعمال رواد الفن المصري خريجي الكلية وفنانو المدارس الحديثة في أوربا و فنون الحضارات القديمة صاغها الطلاب في تكوينات فنية حديثة منفذة باستخدام خامة من أصعب خامات التنفيذ علي الجدران وهي الفسيفساء (الموزاييك) وهي خامة مقاومة لعوامل الجو وتتحمل الظروف البيئية الصعبة.. وقال الدكتور حمدي أبو المعاطي نقيب التشكيليين أن الخروج بالأعمال أعطي نوعا من الجرأة عند الطالب في أن يبدأ في تنفيذ أعماله ليس فقط في المرسم وإنما تنفيذه والخروج به للمجتمع. وقد جاءت الجداريات لتعكس حصيلة ما اكتسبوه الطلاب خلال سنواتهم الدارسية, فمن بينها جدارية لتكريم الفنان صلاح عبدالكريم ممثلا لقسم النحت نفذها الطلاب أنس محمد وأية محمد وأميرة علي متخذين فيها عناصر من أعمال الفنان كالحصان والتمساح مع خلفيات ذات ألوان هادئة تظهر تلك العناصر وتؤكد عليها, ومن الجداريات التي عبرت عن قسم التصوير جدارية للطالبتان ريهام نبيل ونهلة أحمد, عبرتا عن أعمال الفنانين عبدالهادي الجزار وحامد ندا متخذتين العناصر الأساسية بنفس النسب مع وضع عناصر أخري في مساحات لونية وخطوط تصل الأشكال مع بعضها البعض.. ومن أعمال بيكاسو ومدارس الفن الحديث تناولت جدارية للطالبات ثاؤدورا سمير, رضية السيد, دينا جورج ودينا جميل عناصر من أعمال مختلفة أتضح فيها الألوان الأساسية مثل الأحمر, الأصفر والأزرق مع الألوان القوية كالأخضر وحددت الأشكال بالخط الأسود مما زادها قوة ووضوح.. ومن الجداريات التي تناولت الحضارات القديمة الرومانية والإغريقية جداريه نفذها الطلاب عمرو غافر ومي طاهر ونور الاباصيري حيث اتخذوا فيها العمود الكورنثي والفاز والمعبد الروماني, لتستهل الجدارية في مقدمتها تمثالان يوضحان تلك الحقبة بفنونها الواقعية التي تظهر فيها قوة البنية وجمال الشكل فضلا عن ليونة خطوط الملابس وظهور قوة الضوء الواقع علي التماثيل والأسس الجمالية للأبعاد والمنظور..