عرضت حكومة إقليم كردستان أمس على بغداد مبادرة، تتضمن تجميد نتائج الاستفتاء على الاستقلال، الذى أثار أزمة كبيرة مع الحكومة الاتحادية مستمرة منذ حوالى شهر. وفى أول رد فعل على العرض، اعتبر "الحشد الشعبى" المبادرة "بلا قيمة"، مؤكدا أن المطلوب هو إلغاء نتائج الاستفتاء، وليس تجميدها، بينما أعلنت إيران إعادة فتح الحدود مع الإقليم. و قالت حكومة كردستان فى بيان لها، "من منطلق المسئولية أمام شعب كردستان والعراق نقترح للحكومة والشعب والرأى العام العراقى والعالمى تجميد نتائج الاستفتاء، وبدء حوار مفتوح مع الحكومة الاتحادية وفق الدستور". كما اقترحت "وقف إطلاق النار فورا ووقف جميع العمليات العسكرية فى إقليم كردستان". وجاءت هذه التطورات بعد مقتل نحو 30 عنصرا من قوات البشمركة والقوات العراقية فى اشتباكات خلال عملية "إعادة فرض الأمن" فى المناطق المتنازع عليها، وخصوصا محافظة كركوك الغنية بالنفط. وقال أحمد الأسدى، المتحدث باسم فصائل الحشد الشعبى، إن مبادرة كردستان "لا قيمة لها، إذ أن التجميد يعنى الاعتراف بالاستفتاء، وطلب الحكومة واضح، إلغاء الاستفتاء". ومن جانبه، دعا حيدر الفوادى، عضو مجلس النواب العراقى عن التحالف الوطنى، إلى عدم فتح باب للحوار مع رئيس إقليم كردستان إلا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء وليس تجميدها.جاء ذلك فى حين أعلنت مصادر إيرانية وكردية، أن السلطات الإيرانية أعادت أمس فتح معبر باشماق الحدودى مع إقليم كردستان. ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن القنصلية الإيرانية فى مدينة أربيل، أن المعبر سيستأنف نشاطاته العادية. ونقلت شبكة "رووداو" الإعلامية الكردية عن سامال عبد الرحمن مدير الجمارك فى كردستان تأكيده أنه تم فتح المنفذ، بعد إغلاق دام 15 يوما. ويأتى اقتراح أربيل فى وقت وصل فيه رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى إلى تركيا فى زيارة رسمية فى إطار جولة تشمل إيران أيضا. وأعلن العبادى أنه سيبحث مع المسئولين الأتراك مسألة الاستفتاء وإدارة الحدود بين بلاده وتركيا التى يريد استعادة الإشراف عليها. ونقلت وكالة أنباء الأناضول للأنباء الرسمية بيانا لمكتب العبادي، أشار فيه إلى أنه سيطرح خلال زيارته إلى تركيا رؤية العراق لمستقبل المنطقة، وتوجهه الجديد فى مرحلة ما بعد الانتصار على داعش، وحفظ وحدة العراق". وفى غضون ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو، أكد أن لدى إسرائيل "تعاطفا كبيرا" مع تطلعات الأكراد، مطالبا العالم بضرورة الاهتمام بأمنهم ومستقبلهم. وفى هذه الأثناء، قال مصدر سياسى مطلع فى بغداد أمس، إن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى، وافق على تقديم استقالته وتشكيل حكومة إنقاذ، شريطة أن يترأسها ابن شقيقه نيجيرفان بارزانى، وفى بغداد، قال مصدر فى وزارة الدفاع العراقية، إن "القوات العراقية توجهت لفرض السيطرة الأمنية على معبر إبراهيم الخليل الحدودى مع تركيا فى محافظة دهوك". وكان بيان عسكرى، أعلن أن القوات العراقية على وشك شن هجوم لاستعادة الرقعة الأخيرة من الأراضى العراقية التى لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابى. وعلى صعيد آخر، كشف بيان عسكرى لخلية الإعلام الحربى العراقية، أن القوات تتأهب لتحرير آخر المناطق التى لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم داعش فى أقصى غربى البلاد، على الحدود مع سوريا. من جانبها، حذرت مفوضية شئون اللاجئين من نزوح آلاف العائلات من كركوك باتجاه السليمانية وأربيل ودهوك، تحسبا من العنف،.