فجر استشهاد 16 من خيرة ضباطنا فى عمق الصحراء بطريق الواحات بركان الغضب لدى المصريين .. ليس فقط لضخامة عدد الشهداء البواسل والمصابين ,وليس أيضا لمدى دقة تخطيطنا للعملية واستعدادنا لتنفيذ الهجوم .. ولكن لحجم ونوع الأسلحة الثقيلة التى استخدمها الإرهابيون ضد قوات الشرطة «الآر بى جى والهاون» .. وكذلك لكثافة عدد الإرهابيين الذين بلغوا نحو 100 شخص كانوا يملكون «هواتف ثريا» للتواصل مع قياداتهم الإرهابية الهاربة للدوحة واسطنبول لتفجير أماكن حيوية فى القاهرة والجيزة !! ولذلك فقد تعالت أصوات بعض المصريين تطالب بضرورة الثأر والقصاص من هؤلاء الخونة والمجرمين ومن يقف وراءهم يمولهم بالمال والسلاح لتخريب مصر وقتل أبنائها وتجويع شعبها .. ووصل الأمر إلى المطالبة بضرورة الضرب فى العمق القطرى والتركى ليذوقوا آلام الشعب المصرى ,لدرجة أن البعض ردد على الفضائيات أن الأجهزة الأمنية المصرية لها أذرع طويلة وأن لديها القدرة للنيل من هذين البلدين اللذين يريدان إسقاط الدولة المصرية وبنفس الأسلوب والأسلحة القذرة التى تستخدم ضدنا !! ورغم تقديرنا لمشاعر الحزن والغضب التى تجتاح جموع شعبنا المصرى فى كل مكان .. ورغم مرارة الدموع التى تنهمر من عيوننا والآلام التى تعتصر قلوبنا حسرة على فلذات أكبادنا .. فإننى أرى أنه لا يمكن الانزلاق إلى هذا الحضيض الذى يستخدمه أعداؤنا ضدنا .. ولا يمكن أن نكون سببا فى قتل مسلمين أبرياء على ديننا الحنيف وسنة نبينا العظيم رغم فساد وأخطاء قادتهم .. كما أننا لا يمكن أن نكون أداة لتنفيذ مؤامرة دولية كبري على هذه الأمة كى ندمر أنفسنا بأنفسنا بينما تنعم إسرائيل وقوى الشر فى العالم بالمشاهدة والاستمتاع .. وأخيرا فإن مخابراتنا المصرية لم تكن يوما أداة للقتل والتآمر والتدمير ولكنها كانت دائما مع قوى الخير وقيم العدل والمساواة والاستقلال . حتما سننتصر على الإرهاب دون قتل الأبرياء .. وسيبقى الله شاهدا فى السماء على تآمر المتآمرين وغدر الفاسقين .. وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون . [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى