يوافق اليوم العيد القومى لمدينة السويس ذات الصمود الباسلة لنستعيد ذكرى هذه الملحمة العطرة منذ 44 عاماً مضت حيث كان لى شرف معاصرتها على أرض الواقع كأحد ضباط الأركان الرئيسيين فى قيادة الجيش الثالث الميدانى خلال حرب أكتوبر 73 المجيدة والغزيرة بدروسها والجديرة بتناولها كاحدى العلامات البارزة فى هذه الحرب . أن إدارة أعمال القتال فى المدن ليست بالأمر السّهل على المهاجم ، فعلى الرغم من تعدد الهجمات الاسرائيلية على المدينة من جميع الاتجاهات وعلى كل محاور الاقتراب اليها إلا أنها تكسّرت وفشلت جميعها تحت ضغط المقاومات العنيفة حول وداخل مدينة السويس وفى تلاحم اسطورى بين عناصر من قوات الجيش الثالث ومن الشرطة وأبطال المقاومة الشعبية من أبناء مدينة السويس . فبعد سريان قرار مجلس الأمن الدولى رقم 338 بإيقاف النيران مساء يوم 22 أكتوبر .. بدأت القوات الإسرائيلية (وفى حماية هذا القرار) فى دفع المزيد من قواتها وظهرت نواياها فى سرعة الاستيلاء على احدى مدن القناة بأى ثمن بهدف تحقيق نصر معنوى لشعبها ولقواتها التى مازالت تعانى من هزائمها الساحقة شرق قناة السويس .. وما أن علمنا بنية الغدر اتخذت القيادة العديد من القرارات التأمينية لدعم المدينة ... وبمبادأة من قائد الفرقة ال 19 المنتصرة شرق القناة بقيادة اللواء يوسف عفيفي قام بدفع مجموعات أطقم اقتناص دبابات لتنظيم الدفاع حول النطاق الخارجى للمدينة مع توجيه مواسير جزء من مدفعياتنا فى الشرق نحو محاور الاقتراب غرباً . فى يوم 23 أكتوبر ... وفى أثناء تقدم قوات الفرقة المدرعة بقيادة الجنرال إبراهام آدان من معسكر الشلوفة وفى اتجاة شمال السويس تمكنت مجموعات القتال السابق دفعها على محاور الاقتراب بالتعاون مع أبطال من أبناء المدينة من تدمير عدد من الدبابات الاسرائيلية وعرباته المدرعة هذا فى الوقت الذى ظلت فيه القوات الجوية الاسرائيلية فى قصف مدينة السويس طوال هذا اليوم كما قامت طائراته بإلقاء العديد من المنشورات للتأثير على المعنويات إضافة الى قيام القوات الاسرائيلية بردم قطاع من ترعة السويس المصدر الرئيسى لإمداد المدينة بالمياه العذبة . وفى ليلة 23/24 أكتوبر ... وبعد فشل هجمات القوات الإسرائيلية المتكررة ... أفادت مصادر المعلومات ومجموعات خلف الخطوط بأن القوات الاسرائيلية تنوى الهجوم بأكثر من لواء مدرع على المدينة عبر محور الجناين مع شن هجوم تثبيتى على محور طريق القناة ومحور طريق المعاهدة .. وبالقوات الرئيسية تقوم بالهجوم من اتجاة محور طريق / القاهرةالسويس ومحور الخليج من اتجاة الزيتيات تحت ستر وحماية جوية ونيران مدفعياتها . صباح يوم 24 أكتوبر ظهرت طلائع الارتال الاسرائيلية المدرعة والمتقدمة عبر الاراضى غرب طريق المعاهدة ... فتصدت لها مجموعات الاقتناص وأبطال المقاومة الشعبية فتوقفت هذه القوة ثم كررت القوات الاسرائيلية هجماتها المركزة على اتجاة محور القاهرة / السويس وفى اتجاة شارع الجيش كما قامت كتيبة دبابات أخرى بالهجوم من اتجاة طريق القناة إلا أنها توقفت أمام مقاومات عنيفة مع قصفها بنيران مدفعيات قواتنا من الشرق وقد تكبدت القوات الاسرائيلية خلالها خسائر ضخمة خاصة فى منطقة مضيق الملاحات / حوض الدرس الواقع على مسافة 7 كم شمال / بور توفيق وكذا بمنطقة العوايد . وفى نفس اليوم أيضاً (24 أكتوبر) وعلى محور الخليج أمكن القضاء على قوة أخرى معادية تمكنت من التسلل عبر شارع الجيش حيث دار قتال متلاحم داخل المدينة وقرب مسجد الشهداء وسينما رويال وفندق بلير ومبنى المحافظة (القديم) حيث أُبيدت هذه القوات عن آخرها ... كما تمكنت عناصر المقاومة الشعبية بالمدينة من تدمير قوة أخرى للعدو حاولت احتلال قسم شرطة الاربعين . لقد كان لعنف المقاومة .... وتكاتف قوات من الجيش مع قوة من الشرطة ... وعناصر الدفاع الشعبى وأبطال منظمة سيناء ... مع تقارب المبانى .... وارتفاع الروح المعنوية والتى كانت تتصاعد ، مع ازدياد الخسائر فى القوات الاسرائيلية وتفجير واحتراق دباباتهم وعرباتهم المدرعة الواحدة تلو الاخرى ... وقتل وإصابة وأسر جنوده .... مع صيحات التكبير المستمرة أثرها المعنوى الفائق فى قذف الرعب فى قلوب الجنود الاسرائيليين . أن هذا اليوم المشهود بحق (24 أكتوبر) وبأحداثه الجسام وما ظهر فيه من أعمال بطولية وصمود لجدير بأن يعتبر اليوم القومى لمدينة السويس الباسلة . لمزيد من مقالات لواء أ ح م مسعد الششتاوي;