اتهم مسعود بارزانى رئيس إقليم كردستان، الحكومة الاتحادية فى بغداد بتهديد وحصار ومعاقبة "الشعب الكردستاني"، معتبرا إجراءات الحكومة الأخيرة "تجاوز واضح" للدستور العراقي، دعيا الأكراد فى العالم إلى التظاهر لمساندة الإقليم وقال بارزانى فى رسالة وجهها، مساء أمس الأول، إلى من سماهم جماهير كردستان، وكردستاني الخارج، والرأى العام العالمي، قائلا إنه "بعد أن عبر شعب كردستان وبشكل سلمى عن رأيه فى تقرير مصيره وهو حق طبيعى لكل شعب يعانى شعبنا اليوم من تهديد وحصار وعقاب جماعي"، مشيرا إلى أن "الحكومة العراقية تحاول اليوم بكل ما أوتيت من قوة وبحجة فرض القانون بمعاقبة شعب عبر عن رأيه ولم يرتكب أية جرم". وأضاف أن "هذا العقاب الذى يتعرض له شعبنا، هو بحد ذاته خرق وتجاوز لكل الحدود والقوانين والأعراف وهو تجاوز واضح على الدستور العراقي"، معتبرا أن "الحكومة تريد أن تفرض رأيها وإرادتها على شعبنا بالتآمر وحشد القوى المضادة وقوة السلاح لكسر إرادته وكرامته". ودعا بارزانى "إلى منع حدوث كارثة جديدة ضد شعب كردستان"، مطالبا شعوب العالم بأن "يضغطوا على حكوماتهم ومراكز القرار ليتدخلوا ضد هذا الظلم الذى يتعرض له شعب كردستان"، واعتبر أن "الحكومات تناست بسبب مصالحها التضحيات التى قدمها شعب كردستان وقوات البيشمركة فى الحرب ضد إرهابيى داعش وحاربوا هذا التنظيم الإرهابى ووقفوا بوجهه نيابة عن كل العالم وقدمنا آلاف الشهداء والجرحى فى معارك طاحنة من أجل الحرية والإنسانية". وفى الوقت نفسه، رحبت حكومة إقليم كردستان، بطلب وزارة الخارجية الأمريكية بوقف المواجهات بين القوات الاتحادية والبيشمركة فى المناطق المتنازع عليها، مؤكدة استعدادها للتنسيق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، وجددت فى بيان أوردته قناة (السومرية نيوز) العراقية أمس دعوتها لإجراء حوار مع بغداد فى أسرع وقت وفى إطار الدستور، مشددة على ضرورة أن يكون الحوار من دون شروط مسبقة. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد عبرت عن قلقها من أعمال العنف فى شمال العراق، وطلبت من الجيش العراقى أن يحد من تحركاته بالقرب من كركوك فى المنطقة المتنازع عليها بين بغداد والأكراد. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت - فى بيان مساء أمس الأول- "تجنبا لأى سوء فهم أو مواجهات جديدة، نطلب من الحكومة المركزية تهدئة الوضع من خلال الحد من تحركات قواتها المسلحة الاتحادية فى المناطق المتنازع عليها، والقيام حصرا بالتحركات التى تم تنسيقها مع حكومة إقليم كردستان". وأضافت أن واشنطن تشعر بالقلق إزاء تقارير عن اشتباكات عنيفة حول مدينة التون كوبري. وقالت نويرت "إنّ إعادة تأكيد سلطة" الحكومة الاتحاديّة "على المناطق المتنازع عليها لا يغيّر بايّ شكل من الأشكال من وضع" هذه المناطق التى "تبقى محلّ نزاع إلى حين إيجاد حلّ لوضعها وفقًا للدستور العراقي". وكرّرت وزارة الخارجية الأمريكيّة فى بيانها نيّتها "مواصلة العمل مع مسئولى الحكومتَين المركزية والإقليمية للحد من التوترات وتشجيع الحوار". وفى بغداد، أكد سعد الحديثى المتحدث باسم الحكومة العراقية أن قوات البيشمركة الكردية جزء من المنظومة الأمنية الوطنية، وتخضع لإشراف الحكومة الاتحادية. وقال الحديثي"إن أبواب الحوار بين الحكومة الاتحادية والإقليم لم تغلق..ودائما نؤكد على أهمية الحوار، وهو الوسيلة الوحيدة لحل المشكلات". وفى الوقت نفسه، أكد نورى المالكى نائب رئيس الجمهورية العراقي، أمس، وجود أعداء مازالوا يتربصون للعراق، مشيرا إلى أن ما أراده البعض انفصالا تحول حركة تصحيحية للمسار. وبدوره، حذر رئيس مجلس النواب العراقى سليم الجبوري،أمس، من أن العراق يمر بفترة حرج يتطلب من السياسيين جهدا للحوار والتفاهم، مشيرا إلى أن العراقيين استطاعوا التأسيس لثقافة الوحدة وتفكيك الملفات المفخخة. وعلى صعيد أخر، أحبطت قوات الحشد الشعبى العراقية أمس هجوما لتنظيم (داعش) الإرهابى شمال محافظة صلاح الدين.