حثت الصين أمس الولاياتالمتحدة على العمل معها للحفاظ على علاقات ثنائية أكثر استقرارا، وأن تتمكن من التعامل مع التنمية الصينية والدور الدولى الذى تقوم به بكين "دون إجحاف"، وأن تحافظ على قوة الدفع للعلاقات الثنائية. وردا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، خلال كلمته أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بالعاصمة واشنطن يوم الأربعاء الماضي، أكد لوكانج، المتحدث الرسمى باسم الخارجية الصينية، أن الصين تلتزم دائما بالنظام الدولي، وتدافع عن مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، وأن بكين لن تضحى بمصالح الدول الأخرى خلال عملية التنمية، كما لن تتخلى عن الحقوق والمصالح المشروعة الخاصة بها. وأشار إلى أن الصين ملتزمة بعلاقات صحيحة ومستقرة وطويلة الأجل مع الولاياتالمتحدة، لأن مثل هذه العلاقات تتماشى مع المصالح الجوهرية للشعبين، فضلا عن مصالح دول منطقة آسيا-الباسيفيك. كان تيلرسون قد انتقد فى كلمته نشاطات بكين فى بحر الصين الجنوبي، قائلا: إن “إجراءات الصين الاستفزازية فى بحر الصين الجنوبى تعتبر تحديا مباشرا للقانون والأعراف الدولية”، متهما الصين بالقيام ب”أنشطة اقتصادية وتمويلية ترهق الدول النامية فى المنطقة بديون ضخمة”. من جانب آخر، واصل المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعى الصينى أعماله أمس، لليوم الثالث على التوالي، وبدت قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينيةبكين كخلية نحل، حيث عقد المسئولون بالحزب والمندوبون، المشاركين نيابة عن ال89 مليونا أعضاء الحزب، عشرات الجلسات النقاشية حول خطط الحزب المستقبلية، والتعديلات التى سيشهدها دستور الحزب ويتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة. وتصدرت النقاشات الأفكار التى طرحها الرئيس الصينى شى جين بينج خلال عرضه تقرير اللجنة المركزية للحزب فى افتتاح أعمال المؤتمر، وفى مقدمتها دخول “الاشتراكية ذات الخصائص الصينية” إلى عصر جديد، ومن المنتظر أن تكون هذه الأفكار من أهم الإضافات التى سيشهدها دستور الحزب ويتم إدخالها عليه خلال المؤتمر الحالي، لتنضم إلى أفكار زعماء الحزب السابقين. وتتمثل هذه الأفكار فى تطوير الماركسية اللينينية، وفكر زعيم الحزب الشيوعى الصينى الراحل ماو تسى تونج، ونظرية زعيم الحزب الراحل دنج شياو بنج، حيث تم الحديث عن هذه الأفكار خلال النقاشات، التى شارك الرئيس شى جين بينج وعدد من الوزراء الصينيين فى بعض جلساتها، باعتبارها بلورة لخبرات الحزب الشيوعي، والتأكيد على التمسك بالفكرة التنموية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها، وضرورة “التكامل الخماسي” بين البناء الاقتصادى والسياسى والثقافى والاجتماعى والحضارى للبلاد.