مازالت المهنية غائبة عن بعض مذيعى ومذيعات القنوات الفضائية الخاصة حتى أصبحت وكأنها ظاهرة تطل علينا من وقت لأخر على الرغم من الإجراءات التى تتخذها الهيئات الإعلامية فى هذا الشأن وكان أخر هذه التجاوزات ما حدث من المذيعة مروج إبراهيم مع المؤرخ الكبير د .عاصم الدسوقى على قناة إكسترا نيوز من تجاوز أدى الى إيقافها من قبل القناة والمجلس الإعلى للإعلام. ولكن ماهي كيفية وأهمية وجود حدود ودور المذيع فى إجراء حوارات متوازنة وموضوعية . يقول أستاذ الإعلام د. سامى الشريف: مقدم البرنامج يجب أن يكون محايدا ولا يغلب وجهة نظره ولا يدافع عن أرائه الشخصية أمام الضيف، لكن قد يبدى رأيا أو ملاحظة دون أن يهاجم الضيف. ويضيف ما حدث على قناة إكسترا نيوز خطأ مهنى، والمذيعة تعدت حدود اللباقة والمهنية عندما ناقشت قامة كبيرة ومعتبره الدكتور عاصم الدسوقى بشكل لا يليق، ويضيف الخطر فى بعض القنوات الخاصة أنها تعتمد على غير المؤهلين من أجل تحقيق الإثارة وهناك بعض مقدمى البرامج لايمتلك الأدوات العلمية ولا الأدبية ولا قيمة الشخص الذى يحاوره ومن هنا تحدث الأخطاء المتتالية من هؤلاء المتطفلين على مائدة الإعلام الفضائى الخاص، وهناك معايير معروفة فى مقدمى البرامج منها التكوين العلمى واحترام المهنة وضوابطها وليس الشكل الجميل أو الملابس المثيرة أو الواسطة. ويقول الإعلامى عمر بطيشة: إن هناك دورا لمقدمى البرامج يجب ألا يتجاوزه، فعندما يطرح السؤال الذى يدور فى ذهن المشاهد يجب أن يترك الإجابة للضيف ويفسح له المساحة الكاملة للرد دون مقاطعة، ويمكن للمذيع أن يطرح وجهات نظر تختلف عن رأى الضيف، بشرط أن ينسب ذلك لمصادرها وعلى المذيع أن يحتفظ برأيه الشخصي ويكون محايدا فى طرح الأسئلة ويترك استخلاص النتائج للمشاهد ولا يجعل نفسه ندا للضيف، ولا يحول الحوار إلى محاكمة له، وما رأيته على الشاشة خارج عن كل حدود المهنية وآليات الحوار، ولذلك أطالب الفضائيات الخاصة بعمل دورات واختبارات مكثفة لأى مقدم برامج يلتحق بالعمل خاصة الجدد منهم قليلى الخبرة والثقافة وذلك قبل ظهورهم على الشاشة. من جانبه أكد الدكتور والمؤرخ عاصم الدسوقى ان ما حدث معه على قناة إكسترا نيوز غير مقبول وعندما تحدثوا معى لإجراء الحوار كان موضوع الحلقة «من يكتب التاريخ؟» ولكن فوجئت بالمذيعة تتحدث فى موضوع آخر، وهذا خطأ مهنى. وأضاف: أنا لا أتحدث إلا فى الموضوع الذى أعرفه فقط، خاصة أن التاريخ علم مستقل عن السياسة والدين، والباحث الذى يوظف علمه لصالح السياسة أو الدين يفقد العلمية والموضوعية، وأنا بطبيعة عملى ملتزم بالعلم والحقائق المسجلة ودورى التفسير والتحليل وليس الحكم على أحد، لكنني أقدر مجهود الفضائيات ولكن أطالبهم بتطبيق قواعد المهنية ولا يقحم المذيع نفسه فى إجابات الضيوف وأكد أن اعتذار القناة كاف ولكنى لن أظهر عليها فى الوقت الحالى مع كل التقدير لإدارة القناة الذين تواصلوا معى وقدموا إعتذارهم عما حدث.