هل يفكر الشخص «الطبيعي» فى أن يسافر هو وزوجته الحامل فى شهرها السابع بالطائرة من كندا الى أفغانستان أى اكثر من 16ألف كيلو متر لتقديم «مساعدات إنسانية» الى الأسر الفقيرة فى قرية صغيرة بمنطقة نائية من أفغانستان تسيطر عليها جماعة «حقانى» المتشددة التابعة لطالبان؟ هل يفعل الشخص الطبيعى مثل هذا التصرف معرضاً حياة زوجته الحامل الى خطر داهم، وحياتهما معاً الى احتمال القتل أو الخطف أو غيرهما فى بلاد يعرف مسبقاً أنها خطيرة وغير آمنة بسبب القتال الدائر بين طالبان وحكومة كابول؟ وسوف أتجاهل سؤالا آخر بديهيا وهو لماذا يصر شخص يعتنق ديانة مختلفة على مساعدة أسر مسلمة تقع تحت نفوذ حركة تعتبر كل أجنبى يدخل مناطقها جاسوسا ؟ هذا تحديداً مافعله الكندى «جوشوا بويل» وزوجته الأمريكية كيتلين كولمان فقد ركب الرجل وزوجته الأخطار، وذهبا الى أفغانستان فى عام 2012 والزوجة حامل، لم ينتظر حتى أن تلد!! لتقديم «المساعدات الانسانية» الى القرويين فى منطقة تسيطر عليها جماعة «حقاني» الاكثر تشدداً من طالبان وكان طبيعياً جداً وربما كان بويل يعرف ذلك أن جماعة حقانى تعتقله وظل فى الأسر هو وزوجته نحو خمس سنوات أنجب خلالها أربعة أطفال!! قال إن جماعة حقانى قتلت واحدة منهم واغتصبوا زوجته مراراً!. وهو مادفع والد الزوجة الى أن يقول عقب إطلاق سراح الأسرة منذ أيام وعودتها الى كندا »لايمكن أن أتخيل أن يكون هناك شخص بهذه المواصفات يشير الى زوج ابنته أى نوع من البشر الذى يأخذ زوجة حاملا الى مكان بهذه الخطورة إنه مجنون ومن حقنا أن نسأل أسئلة بسيطة على سبيل المثال، من الذى دفع وأقنع بويل وزوجته للقيام بهذا «العمل الإنسانى المقدس» هل أفكارهما المتطرفة أم أنهما يتبعان كنيسة ما متطرفة أو رجل دين متشددا أم أن اجهزة مخابرات معينة أرادت الزج بهما لهدف ما وهل مهمتهما «المقدسة» تأتى فى إطار خطة «شيطنة الإسلام» لان كلا من الزوجين سوف يؤلف كتاباً يوزع على نطاق واسع فى الغرب عن ذكرياتهما فى الأسر لدى «مسلمين إرهابيين متوحشين» لايعرفون إلا الدم والقتل والاغتصاب وليس لديهم «قيم رفيعة» مثل تلك التى لدينا وأن الاسلام كدين السبب فى هذا كله هل هذا هو الهدف ربما!! لمزيد من مقالات منصور أبو العزم;